تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 09:38 ص]ـ

أبو مالك العوضي + عنقود الزواهر

لله دركما.

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 11:55 ص]ـ

أخي داود بارك الله فيك، أما قولك إن الحجة لما ذهبت إليه من القرآن هي: " ما هي" فليس من قبيل: " ما هي البقرة؟ " فالأسلوبان يختلفان، فالآية تشير إلى أن اليهود كانوا يعرفون حقيقة البقرة التي أمروا بذبحها؛ وذلك أن المطلوب منهم بقرة (جاءت منكرة في الآية قبل هذا الاستفهام) فيصدق عليها أي بقرة، فالآية دلت على حقيقة المطلوب (جنسه)، ولذلك جاء السؤال بذكر الضمير العائد على الحقيقة، إشارة إلى معرفتهم بذلك، وأنه يكفي ذبح أي بقرة، إلا أنهم عاندوا في ذلك. فالضمير في الآية يعود لمعهود حقيقي، ولذى قال ابن عباس: " فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكنهم شددوا وتعنتوا على موسى"، وهذا بخلاف الضمير في قولنا: " ما هي البقرة"، فذكر البقرة بعد الضمير مما يضعف من علَمية الضمير ويوقع الطالب (السائل) في تناقض العلم وعدمه. وانظر في الآية نفسها في قوله: " ما لونها؟ " ولم يقل: ما هو لونها؟.

وغاية ما تدل عليه آية البقرة جواز قولنا: ما هو؟ بعد معرفة المخاطَب بعود الضمير حقيقة، دون تعقيب الضمير بما يعود عليه، وعليه فالآية خارج محل النزاع، والله الموفق.

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 01:33 م]ـ

بقي أن أشير إلى أن حدوث هذا الأسلوب المخالف لماثبت في النصوص العربية الصحيحة، جاء من قبل المناطقة، وذلك في باب ذكر الرابط، وتعريف بعض الكليات الخمس، غير أن اللغويين من المناطقة، لم نجدهم يذكرون ما بعد الضمير، ولذا يقولون في تعريف الجنس والنوع: " ... ، بـ (ما هو) ". وقد كثر هذا في كتب المناطقة، حتى حصل منه اقتران بين أداة الاستفهام و الضمير، وأصبح ذكر الأداة جالبا بفعل الاقتران للضمير. وقد رأيت المحققين من أهل المنطق ممن له يد في التحقيق اللغوي، كالتفتازاني والشريف، لا يُتبع الضمير ما يعود عليه، ثم جاء بعض المناطقة من غير العارفين بالأساليب الفصيحة فاستعمل الضمير وأتبعه بالمُظهر. ومن طالع شرح المظفر لبعض المتأخرين وقف على ذلك.

وللمناطقة في (ما) كلام كثير في باب الكليات الخمس.

واستخدام المناطقة لـ (هو) في السؤال واقع لبيان أن المطلوب ذكرُ الذاتيات في الجواب، ولذا يقتصرون على هذا في تعريف الجنس والنوع، ويعرفون الفصل بأنه المقول على الشيء في جواب أي شيء هو في ذاته. ولم يقع ذلك في الخاصة والعرض العام، وهما بقية الكليات الخمس.

وهذا الضمير (هو أو هي) يعدان عند القوم رابطة في القضايا، وقد أشار ابن سيناء إلى أن اللغة العربية تفتقد مثل هذه الرابطة في مثل قولنا: " زيد قائم" وهذا بخلاف الفارسية، وعد ذلك من محاسن الفارسية، قال بعض محشي التهذيب: " ثم إن الحكماء لم نقلوا الحكمة من اللغة اليونانية للغة العربية وجدوا بإزاء كل جزء من أجزاء القضية لفظا مستقلا دالا عليه، دون النسبة، فقد وجدوا الحركات الإعرابية دالة عليها، فاستعاروا كلمة (هو) بإزاء النسبة بدلا عن (هست) و (استين) واستعاروا (كان) بدلا عن (بود) وإنما اختاروا هو لأنها من المبهمات ... "، ولذلك كثر في كلامهم: زيد هو قائم.

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 01:33 م]ـ

من الكتب المنطقية التي تحدثت عن ذلك الشمسية والتهذيب وحواشيهما ومنطق الشفاء وغيرها.

ـ[أم هريرة]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 04:54 م]ـ

سأحضر كأسا من النعناع واستمتع بقراءة هذا النقاش المثري.:)

بارك الله فيكم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 05:59 م]ـ

الأخ (داود أبا زيد)

جزاك الله خيرا على هذا النقاش العلمي، وجعله الله في ميزان حسناتك

ولقد أحسنت أخي غاية الإحسان في كلامك، ولكني لم أكن أعني بالافتراض في كلامك أنه لم يقل به أحد، وإنما كنت أعني أن الذي يرد على مخالفه ينبغي له أن يحصر أدلته؛ لأنه قد يرد على بعض ولا يرد على بعض، وأنت رددت على قولهم في مسألة عود الضمير على متأخر، فظننتُ أنا أنك تحسب ذلك دليلهم الوحيد. فهذا كان قصدي من الافتراض أنك افترضت أن ذلك جميع أدلتهم.

زادك الله علما وفهما يا أخي الحبيب، وللحديث صلة إن شاء الله تعالى

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 06:07 م]ـ

أبو مالك العوضي + عنقود الزواهر

لله دركما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير