وتعرِضُ الورقة للإشكالات الناجمة عن تدريس اللغة العربية لطلبة الإعلام، ثم تحاول أن تشخِّص هذه الإشكاليات لتنتقل بعد ذلك إلى المتطلبات التأسيسية التي يؤدي إنجازُها إلى اختصار الكثير من المشكلات والصعاب التي تعترض الأداء اللغوي والتعبيري عند العاملين في الإعلام، ثم تحاول أن تشير إلى المتطلبات المباشرة في هذا الموضوع.
وقد انتهت الورقة إلى عدة أمور منها أن المناهج والمقررات وأساليب التدريس والتدريب لابد أن تتخذ منحً خاصاً يتلاءم وطبيعة الاتصال وأهدافه بل ولُغته ذات الخطاب الخاص، والأنساق التعبيرية التي اتخذتها هذه اللغة إضافة إلى الجوانب التحريرية التي لا تنفصل عن المسائل اللغوية.
وبهذا انتهت الجلسة الثالثة، وبها انتهت أعمال اليوم الأول من مؤتمر اللغة العربية في وسائل الإعلام.
http://thamarat.com/index.cfm?faction=NewsDetails&id=441
****
وقائع المؤتمر الأول لعلم اللغة - اليوم الثاني
وقائع المؤتمر الأول لعلم اللغة - اليوم الثاني
في وسائل الإعلام الأربعاء 18/ 12 / 2002م
الجلسة الرابعة: المستويات اللُّغَِوِيَّة للإعلام
رأس الجلسة أد. عبد الصبور شاهين، وتحدث د. محمد حسن عبد العزيز عن "الفصحى المعاصرة: مظاهر حداثتها ودورها في أجهزة الإعلام "
وقد بدأ ببيان عن الفُصَحى المعاصرة قائلاً: "الفُصحى المعاصرة التي صاغها الأدباء والعلماء والصحافيون واللغويون منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم تتصف بصفتَيْن الأولى: أنها مرنة ونعني بالمرونة توافر ذخيرة من الكلمات والعبارات تيسر لمن يستخدمها أن يعبر عما يريد بطرق متعددة، والثانية: أنها موائمة لمتطلبات التعبير العصري، ونعني بالمواءمة دقة التعبير وجودة التوصيل، وقوة التأثير".
ثم تطرق إلى معايير الصواب في الفصحى المعاصرة، وللمستويات اللُّغَِوِيَّة للإعلام، وللعلاقة بين الفصحى والعامية وبينها وبين اللغات الأجنبية، ثم مظاهر تحديث الفصحى المعاصرة في مجال المفردات والجمل.
وبعد ذلك تحدث د. السيد الشرقاوي - من جامعة المنوفية -مقدمًا ورقة بحث بعنوان: "عَربية الإعلام والتفاعل بين (الفصحى) و (اللهجة) و (اللغة الأم) "
وهو يتتبع فيها العلاقة بين (عَربية الإعلام) و (العربية المشتركة) أو (الفصحى) و (اللهجات) سعيًا لفهم بعض جوانب تاريخ التفاعل بين هذه المستويات اللُّغَِوِيَّة ومقوماته التي تسهم في بناء العربية وتشكيلها، ويحاول تحديد بعض السمات الأساسية التي تميز عربية الإعلام بوصفها الواجهة المعاصرة للعربية المشتركة لبيان خُصوصية علاقتها بالفصحى المشتركة، ومِن ثَمَّ قدرتها على أداء وظيفة الوَصل بين تُراث الأمة وحاضرها، ويعرض للغة الأم مِن منطلق أنها أساس نمو ملكة العربية واستقرارها عند الطفل العربي. وكان مما انتهى إليه أنَّ (عَربية الإعلام) مُرشحة لاسترداد الصورة المنطوقة والمسموعة والجارية على الألسن (بالعربية المشتركة) إذا أُحسن استخدامها وتنميتها، وهو عمل يحتاج إلى تعاون الأجهزة المعنية في الدول الناطقة بالعربية جميعًا.
ثم تحدث د. حسام عبد علي الجمل من العراق عارضا ورقة بعنوان "لُغة الإعلام بين الفُصحى والعامية .. نشوء العامية في وسائل الإعلام والتصدي لها"
فقال: "إن العامية ليست وليدة العصر وإنما نشأت من انتشار المسلمين في أرجاء العالم، وهي تمثل خطرًا كبيرًا على الفصحى، لانتشارها مع تحللها من ضوابط القواعد النحوية، وهذا قد يُؤدي إلى تمزق كبير لوحدة الأمة العربية، ويصعب من تعلم غير الناطقين بالعربية لها، ومن التوسع في قراءة القرآن الكريم وغيره من الأعمال الدينية والقومية المعتمِدة على العربية، وحسما لهذا يمكن للقائمين بوسائل الاتصال اعتماد لغة عربية سليمة بعيدة عن العاميات حتى نبتعد عن مشكلات العامية؛ لذلك نرى إعادة النظر في مناهج اللغة العربية لطلاب الإعلام، وتدريس مادة الصَّوْت والإلقاء، والتركيز على إخراج الحروف من مخارجها، وإجراء امتحان دقيق في الكفاءة اللُّغَِوِيَّة للمتقدمين للعمل الإعلامي.
وبعد ذلك عرض د. ربيع عبد السلام خلف - من كلية دار العلوم بالفيوم - ورقةُ بعُنوان: "طُرُق التوسع المُعجمي للفصحى بين النظر والتطبيق"
¥