وقد تحدث عن طرق التوسع في البِنية الصرفية وهي التوسع في قياسية الصيغ والمرونة في تصريف الكلمات، وكذلك طرق التوسع في البنية المعجمية وهي: الاشتقاق والمجاز والتركيب والنحت.
ثم تحدث أ د. علي خلف الهروط - عميد كلية الآداب بجامعة مؤتة بالأردن - حول "نسبة البرامج الفصيحة إلى البرامج العامية في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية - البرنامج العام نموذجًا"
فقدم بحثًا إحصائيًا ظهر خلاله أن البرامج التي تبث باللغة المحكية (العامية) تمثل 19% تقريبًا من مجموع ساعات البث اليومي للبرنامج العام في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وأن البرامج التي تمزج بين العربية الفصيحة والعربية المحكية تمثل 15% من مَجموع ساعات البث، وأما البرامج التي تبث بالعربية الفصيحة فتشكل نسبتها 66%.
وأخيرًا تحدثت د. ليلى خلف السبعان - من كلية الآداب جامعة الكويت - عارضة ورقة بحث بعنوان: "المستويات اللُّغَِوِيَّة للإعلام لغة الإعلام بين الفصحى والعامية"
وقالت: إن هذه الدراسة هي محاولة لا نألو فيها جهدًا للإمساك بموجات متدفقة في نهر جارٍ متدفق من الاستعمالات للألفاظ والتراكيب المحدثة والمُعَرَّبَة، وقدمت عِدة ملاحظات على مُستويات العربية الفصحى منها: صعوبة الفصل التام بين هذه المستويات بسبب احتواء كثير من البرامج على أكثر من مستوى لغوي، ومنها أن الحاجة إلى التعبير عن متطلبات حضارية جديدة أوجدت بعض الألفاظ والتراكيب التي تعبر عن مسميات حضارية مستحدثة من حيث درجة شيوع الصِّيَغ الصرفية، وأنماط الجمل المستحدثة، ومنها كذلك أن ثقافة العاملين في أجهزة الإعلام من مُذيعين ومُعِدِّيْن ومخرجين ومحررين قد أثرت على وجود هذه المستويات اللُّغَِوِيَّة العربية الفصيحة.
*
وقائع الجلسة الخامسة: لغة الإعلام: تَجَارِب وخِبْرَات
رَأَسَ الجلسة أد. أحمد مختار عمر الأستاذ بقسم علم اللغة بكلية دار العلوم.
وتحدث أولاً أد. كمال بِشر يحكي عن تجربته في استثمار عمره في خِدمة العربية والإعلام فقال: "أنا لي تاريخ طويل مع الإذاعيين منذ سنة 1965م، ولكن لماذا التركيز على لغة الإعلام؟ ذلك لأن الإعلام – غالبًا – إعلام منطوق واللغة اسْمَعْ وأَسْمِعْ بهذا يحدث اكتساب اللغة، أنا أشهد أن هناك بعض المذيعات يفوقون بعض المتخصصين، ولأن اللغة تعتمد على السماع فنحن نجيد العامية ونتقنها دون تعلم، بل لأننا نسمعها ونتكلم بها ليل نهار. ومن هنا كانت أهمية الإعلام المنطوق، فيجب الرقي باللغة الإعلامية ولدينا نموذج طيب وهو إذاعة القرآن الكريم التي يحرص كل مُذيعيها على الحديث بالفصحى.
وتابع د. بشر قائلاً: "إن معاهد التدريب في الإذاعة والتليفزيون - وأنا المشرف العام عليها - حدث لها دَفعة قوية في الآونة الأخيرة، أخرجت من ماسبيرو وجعلت في مكان مهيأ وفيها معامل لُغوية، لكن السبب في ضعف المذيعين لازال قائمًا ألا وهو النظرة الدونية إلى اللغة العربية والنظرة الفَوقية للغات الأجنبية، هذه هي المشكلة، والسبب في الضعف العام في العربية .. القضية إذن ثقافية واجتماعية".
وحَول وسائل العلاج قال د. بشر: "على المعلمين أن يقرءوا قراءة جهرية في فصول الدراسة، لأنها تعلم القارئ الأصوات والصرف والنحو والبلاغة، فهي درس كامل للغة العربية".
وأشار في نهاية حديثه إلى الأهمية القومية للغة العربية بقوله: "لا قيام للقومية العربية بدون لغة مؤحَّدَة مُوَحِّدَة".
ثم تحدث أد. السعيد بدوي فقال: "إن خطورة القضية تأتي من أن اللغة هي أداة النمو والنَّمَاء، وقد اختارت الأمة أن يكون التعليم والتثقيف من خلال الفصحى، إذن لابد أن تكون هذه الأداة طَيِّعَة وفي متناول المتعلم، فإِن لم تكن كذلك فلن يصل المتعلم إلى غايته، لكن ما نراه في الفصحى اليوم أن المثقف العربي لا يتفق مع زميله في مَدلول عبارة ما، فتجد هذا يفهما بطريقة والآخر يفهم منها شيئًا مختلفًا، قالت إحدى الصحفيات إنها لا توافق على كل ما يُقال، وهذا يعني أنها قد توافق على بعضه، في حين أنها تريد أنها لا توافق على أي شيء مما قيل .. الدكتور إبراهيم أنيس تكلم عن اللغة المشتركة وتنبأ بأن لغة الحديث عند المثقف المصري ستكون هي اللغة المشتركة عند العرب جميعًا، والسبب في هذا الاختيار أن المصري في ذلك الوقت كان يحتل
¥