تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 07:34 م]ـ

(1) (العقم) في اللغة:

(أ) (العقم) و (العقم) بفتح العين وضمها [12 ـ 14، 16]: هزمة تقع في الرحم فلا تقبل الولد [12، 14]. عقم يعقم عقماً عقيم: كان به ما يحول دون الإنجاب، والجمع عقماء وعقام، وللمؤنث [16] عقائم وعقم [12 ـ 14، 16].

وأصل (العقم) في اللغة: القطع [12]. وقاله المفسرون، أيضاً، في شرح الآية (42) من سورة الشورى [3، 5، 6]، ومنه يقال الملك عقيم [3، 5، 12 ـ 14] لأنه تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق [3، 5، 12] فلا ينفع فيه نسب لأن الأب يقتل ابنه على الملك [12 ـ 14].

ويلاحظ علاقة ذلك المدلول لـ (عقيم) بالتعبير (الأبتر) والذي ورد في قوله تعالى: ?إن شانئك هو الأبتر (3) ?] الكوثر].

وقيل: إن أصل البتر: القطع [3، 6، 7]، يقال بترت الشيء بتراً قطعته [3، 6] قبل الإتمام [3].

والأبتر من الدواب: الذي لا ذنب له [3، 6، 7].

وكان العرب يقولون إذا مات الذكور من أولاد الرجل: قد بتر فلان [3 ـ 4 ـ 6]، فالأبتر من الرجال: الذي لا ولد له [3، 6]، أي: لا عقب له [4، 7]، فإذا هلك انقطع ذكره [3 ـ 7].

وكذلك كل أمر انقطع من الخير أثره فهو ابتر [3، 6].

وقال المفسرون في شرح الآية الكريمة: يعني بقوله جل ثناؤه: إن شانئك إن مبغضك [2 ـ 8] يا محمد وعدوك [2] ومبغض ما جئت به من الهدى والحق [4] هو الأبتر، أي: الأقل والأذل [2، 4] والمنقطع عقبه [2]، أي: الذي لا عقب له [2، 5، 6، 7، 8]، حيث لا يبقى منه نسل [5، 7، 8] أو ولد [2]، والمنقطع ذكره [4، 6] بعد موته [6]، فلا يبقى منه حسن ذكر [5، 7، 8]، فهو منقطع عن الخير على العموم، ومنع خيري الدنيا والآخرة [6].

وعليه، فإن كلاً من (العقيم) و (الأبتر) يدل على القطع والانقطاع، و (العقيم) أشد، حيث لا يولد للمرء فهو مقطوع النسل، بينما (الأبتر) يولد له ولكن الذكور من أولاده يموتون في حياته، وقبل أن تكون لهم ذرية، فلا يعقبه أحد، فهو منقطع الذكر.

(ب) في الحديث الشريف: (العقل عقلان، فأما عقل صاحب الدنيا فعقيم، وأما عقل صاحب الآخرة فمثمر).

والعقيم هاهنا الذي لا ينفع ولا يرد خيراً على المثل [12]، أي: أنه غير منتج [16]، فـ (العقم) يقطع الخير والإنتاج، والعقل العقيم لا يثمر كالإنسان العقيم لا نسل له.

(جـ) داء عقام وعقام: لا يبرأ [12 ـ 14]، ورجل عقام: رجل لا يولد له [12 ـ 14].

وقال أبو دهبل يمدح عبد الله بن الأزرق المخزومي:

عقم النساء فلا يلدن شبيهه إن النساء بمثله عقم [12]

وقد ورد هذا البيت في التفاسير في شرح الآية (50) من سورة الشورى [3، 6].

ويلاحظ أن الشاعر قد أتى بلفظي (عقم) و (عقم) من مادة (عقم)، وهذا يتفق مع ما يذهب إليه الباحث لأنها تفيد مطلق عدم قدرة النساء على ولادة شبيهة لأن (العقم) لا يبرأ منه، فلم يأت الشاعر بالمشتقات من مادة (عقر) لأن (العقر) من الممكن زواله وولادة شبيهة.

(2) (العقم) في الآيات الكريمة:

(أ) في سورة الذاريات (29):قيل: العقيم: التي لا تلد [2]، أي: قالت أنا عجوز عقيم، فكيف ألد [3 ـ 8]، كما حكى الله تعالى عنها قولها: ? قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) ? [سورة هود]: [3] فاستبعدت ذلك لوصفين من اجتماعهما:

أحدهما: كبر السن.

والثاني: العقم [5، 6]،لأنها كانت لا تلد في صغر سنها، وعنفوان شبابها، ثم عجزت وأيست فاستبعدت [5]، وكان بين البشارة والولادة سنة، وكانت سارة لم تلد قبل ذلك [3] فولدت وهي بنت تسع وتسعين سنة، وإبراهيم عليه السلام يومئذٍ ابن مئة سنة [3، 6].

وجاء في شروح قوله تعالى: ? قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) ? [سورة هود]: وقدمت بيان حالها إذ ربما يولد للشيوخ من الشباب، أما العجائز فداؤهن عقام، ولأن البشارة متوجهة إليها صريحة [7، 8].

وهذه المعاني تؤيد ما يراه الباحث، وخاصة اقتران كبر السن بالعقم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير