تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطى منتهية، والسائرون يغذونها اغترار ا، " تسير الخطو " وإن ترادفت فقد فصّلتْ وأوجزت.

لا أتفق مع هذا التعبير فبقايا الماضين ليست نفايات، فمن الماضين من هم أجل من أن تشملهم مفردة النفاية.

تلاحقت مفردات البيت في انتهائها بالتاء المنونة، فتماثلت رنينا، أما " شيء من محاكاة" فقد أنقذت البيت من شكلية العطف المصطف تركيبا، وأعطته امتدادا رحيبا.

وهلم لا أتفق مع هذا التوصيف البريء، فعرض السماوات ليس ممرا للجماجم المحمومة بالية مهشومة، هذه الصياغة لا تسلم من اعتراض شرعي، ذلك أن صعود الأرواح والأجساد يتباين بين العباد.

إن كانت أيادي فاعلا فما وجه الفتح؟

وكيف يمزق الدمع الشتائي هذه القصاصات؟؟

أمير القصيدة، مقترحا كؤوس الهم لا كؤوس الحزن.

هذه القصيدة على جمال لغتها الوجودية الساطعة، وصورها الشعرية البارعة، لم تتظلل بسحابة إيمانية واحدة.

أستاذنا الفاضل محمد الجهالين ..

أنرتَ الحروف بتواجدك الراقي ..

بدايةً نعوذ بالله من الفكر المضطرب والروح القلقة ..

ونسأل الله أن يحيينا على الإيمان وأن يميتنا عليه.

مضى ممن سبقونا من احتقر الدنيا وكان أمره محمودًا، وكان منهم من ركنَ إليها فآلَ إلى الخُسرانِ، هي أذلُّ من جناحِ البعوضِ، وأرخصُ من ترابِ الفلاةِ، هي كذلكَ في عينِ القصيدةِ.

لن أقفَ في موقف الدفاع، ولو أني سأقف في موقف التبيين.

لقد علمنا أن هناك ما يطلق على الكل ويراد به الجزء على وجه المجاز، هذا وإن كان جزؤهُ، فما القولُ إن كان المرادُ بالنُّفاياتِ الكلُّ إلا أقلَّ القليل، وهو من أشرتَ إليه.

ما الموتُ في عين البيت المقتبس إلا شخصٌ قد اعترضته حمًّى فأصاب خيالهُ الدنيا وحالهَا، ذاك المرادُ به.

ربما تدخل (أيادي) في باب الضرورة الشعرية.

الدمع الشتائي جاء عقِبَ أيادي الصيف، فكأنَّ المُرادَ به تعاقبُ الأزمنة ودورانُ الفصول.

لم أفهمِ التعليق الأخير، ولكن أعتقد أن السبب هو السببُ من شبهِ الترادفِ في البيت المذكور، فكما نعلم أن الحزنَ من شيءٍ وقعَ، والهمَّ هو الحزنُ من شيءٍ سيقعُ، وربما لا يقعُ:

فجودُها في كؤوس الحزنِ كأنه أقرارٌ من الشاعر بأنَّ الدنيا لا تعطي غيرَ كؤوسِ حزنٍ لا كؤوسَ همٍّ، أما نفيه الشُّربَ إلا من كؤوسِ الهمِّ فهو في كلِّ الحالاتِ شاربٌ ملء كأسه همَّ ما يقعُ ومالا يقعُ.

الفاضل محمد الجهالين

أشكرُ لكَ تعقيبكَ وسطوركَ القارئةَ تواضُعَ الأبياتِ ..

طبتَ دومًا.

تحياتي:

وحي.

ـ[ممراح]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 04:21 م]ـ

رائعة .. جميلة المعنى والمبنى ..

اسلوب رشيق .. لكن .. كأن تكرار: (تلك الحياة) في البداية ... أرهقها قليلا ..

وجهة نظر تحتمل الصواب وتحتمل التشويت ...

شكرا لك ..

ـ[وحي اليراع]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:53 ص]ـ

الأخت الفاضلة ممراح ..

تقف حروفي لوجهة نظرك احترامًا وتقديرا ..

سرني هطولك هنا ..

دمتِ في حفظ الله.

تحياتي:

وحي.

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 09:54 م]ـ

الفاضل/ وحي اليراع ..

كنتُ قد صافحتُ هذه الرائعة في منتدى آخر ..

وها أنا أعودُ مصافِحةً .. تقديراً لها .. واعترافاً بجمالها ..

رائعتكم تضمخت بالحكمة .. برؤية فلسفية في واقع الوجود والفناء ..

وهذه الرؤية جاءت في سياق تقريري، فكأن الشاعر هنا يرسم أمامنا طريقاً واحداً لا غير لهذه الحياة، ولم يتعريه الاضطراب الذي كثيراً ما يعتري الشعراء الذين خاضوا في هذه الفلسفة ..

وأجدُ ذلك الوضوح نابعٌ من الوضوح الإسلامي لهذه الفكرة، ومن هنا فأنا أخالف أستاذنا الفاضل/ الجهالين، في نفيه الصبغة الإسلامية عن هذه القصيدة، إذ أنها اصبغت بالوضوح الإسلامي، وكفى ..


تلكَ الحيَاةُ موَاتٌ كلُّهَا أجَلٌ ..
فهَلْ تطُولُ بدُنيايَ احتضارَاتي؟؟!
وقفت عن قولك: "احتضاراتي"، وصف الحياة بالاحتضار يشي بقصرها مهما طالت، فالاحتضار حالة تسبق الموت مباشرةً، وقد وفق الشاعر بهذا الوصفِ وأجاد.

تلكَ الحيَاةُ قُصَاصَاتٌ تمزّقُهَا ....
أياديَ الصَّيف أو دَمعُ الشّتاءَات .. !
(دمع الشتاءات) أجدُ فيها تكلفاً، خصوصاً أنك أردفتها بالـ (أيادي)!!

لا الغُربَةُ الأمُّ في دُنيايَ أجهلُهَا ...
بلْ غُربَةُ الرُّوح عرَّتها جَهالاتي .. !
وقفتُ عندَ (عرتها جهالاتي)، وصف دقيق لحالِ الإنسان بعد الموت، وكيف يجهل مصيره، هل إلى الجنة، أم إلى النار، والتعرية تكشف واقع الشيء، فيبين ويظهر كما هو، فكأن تلك الغربة تظهرُ على حقيقتها وتسبين لجهالتنا بها، وبما ستكونُ عليه بعد الموت.

ما عادَ من طللٍ كيمَا أبوحَ لهُ ....
أنا الطُّلولُ وذا مُغبَرُّ آهَاتي ..... !
بيتُ رائع .. أدهشني ..

[ SIZE=6] تلكَ الحيَاةُ خُطًى لكنَّها جُهلَتْ ..

ضاعَتْ كمَا نحنُ فِي ليل الكنَايات ..

(ليلِ الكنايات)، أجدها بعيدة!!

بوركتَ أيها الشاعر ..
دمتم ..
تحيتي ..
.
.
.
خالدة ..
[/ FONT]
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير