تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أشكرك أخي رائد وحقا كنت كبيرا بمعانيك وألفاظك فجزاك الله كل خير

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 10:11 م]ـ

عدت لتوضيح بعض الأمور:

حتما لا يصح المعنى أيها الكريم وشتان بين الأمرين .. فالطفلة جسد وقلب الأم جسد آخر فيمكن فيه الاستعلاء .. أما العروق فهي مكونات القلب فلا يمكن بحال أن تستعلي عليه لا مجازا ولا حقيقة ..

والمجاز والتصوير بعامة -على حد علمي- لا بد له من ضوابط .. وإلا يكون عبثا .. فقد عيب على ابن رشيق قوله مشبها: غيري جنى وأنا المعاقب فيكم فكأنني سبابة المتندم، لأن طرفي التشبيه لا يتلاءمان .. وقيل في نقده؛ إذ سبابة المتندم جزء منه فلا يتصور أن تنفك عنه، وعقابها عقابه.

وأقول هذا بعد دراسة متخصصة متعمقة في موضوع المجاز والتصوير البياني بعامة في مرحلة الماجستير .. فإن صح غيره فلعلك ترشدني إذ الموضوع يهمني كثيرا ..

الأمر إليك .. لكني لم أر المعنى ملبسا ..

أيها الفاضل .. لم أعترض على الفعل اعترتني فهو بمعنى انتابني ويدل على التلبس -كما تفضلت-ويعبر به عن الحالات النفسية .. والأمثلة التي أوردتها كلها لا غبار عليها، لكن مأخذي على استعماله في معناك إذ لا يتصور أن تعتري الأبحر والطيور ..

ينبغي في التشبيه -حفظك الله- النظر إلى الناحية المعنوية لا المادية فقط ... فالبيت الذي أوردته لك أعلاه عابه كبار النقاد؛ إذ نظر إلى جهة واحدة واضحة .. لكن البعد الشاسع بين طرفي التشبيه جعله معيبا .. ومثله قول الشاعر: كأن شقائق النعمان فيه::ثياب قد روين من الدماء .. أيضا معيب إذ ينفصل طرفي التشبيه من الناحية النفسية الانطباعية ويتفقان من الناحية المادية وهي اللون .. وعندك الصغر أمر معتبر لكنك تركت الأهم وهو جانب الهمة ..

دمت مسددا ..

الأخت شجرة الطيب أشكرك على عودك الحميد .. وهذا الكلام ينم عن ناقد حذق .. وفي روض النقد ألق ..

لكن أخيتي الشعر روض واسع الألفاظ والمعاني وللشاعر يختار من ذاك الرياض ما يمليه عليه تفكيره .. فإن أبدع وأصاب فقد أمتع وأطرب.وإن خذلته الحروف والمعاني فلابد للحصان من كبوة.

بوركت أخيتي .. وأشكر لك حسن اطلاعك الذي زاد الحروف ألقا.

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 06:45 م]ـ

وقفتْ على باب الجمالِ مَطيتّي=ترجو النوالَ، ولا نوالَ يزورُ

القصيدة في مطلعها على نسق قصائد المديح النبوي، لا بل والبحر الشعري وهو شيء مبرر، لأن هذا النمط من الشعر له تقاليده الخاصة، وهو ما جاء عند الأخ رائد، من حيث الوقوف على باب النبي (صلى الله عليه وسلم) طالباً عطاء النبي.

وغَفَتْ على قلب المحبِّ عروقُهُ=ثكلى ذوَتْ، والصبرُ فيه نميرُ

والصبرُ لو عقلَ الكلامَ لقالَ لي=ثقلٌ على كَتِف الزمانِ .. صبورُ

وظللتُ أحزمُ للبيانِ أزمَّتي=حتى اعترتني أبحرٌ وطيورُ

والشاعر ببيانه وشعره يريد أن يصل إلى مدح النبي بصفاته التي عرفت عنه، فقد فتحت له الأبحر، أبحر عطاء النبي.

أبصرتُ في البحر الجليلِ معابراً=فسلكتُ فيها، واليراع يغورُ

طفقتْ تصفُّق للحروفِ أجندتي=وبدتْ تعانق في السطور .. سطورُ

وقد أبصر الشاعر بحر النبي الجليل الممتلئ بالدرر وسلك معبرا بقلمه الذي غاص وبدأت سطور الشاعر تعانق سطور حياة النبي.

إني رسمتُ إلى المسيء قصائداً=تُدعى إناثا .. والحروف ذكورُ

عن ناطقٍ حفِظَ البيانُ بيانَهَ=وكلامُهُ إن غاب فهو حضورُ

والآن انظر إلى هذا التعبير الجميل القصائد الإناث ولكن المهم هو الحروف ذكور. تتحدث عن صفات النبي وبيانه وكلامه الذي ما يزال فينا.

عن سيدِ الأخلاق مالكِ أمرها=يعيى فمٌ في وصفهِ ويحيرُ

السيدُ السندُ الرسولُ محمدٌ=صدرُ الزمانِ بقوله محفورُ

يا سيدي لم يبصروا أنَّ الدجى=يشتاق وجهَكَ دائباً، فينيرُ

يا سيدي والقلبُ يكتب أنة=ممَّا سرى في حوضِنا .. ويسيرُ

(يا سيدي ما خابَ فيك مؤملٌ) =فلقد أذيتَ، وما اعتراك نفورُ

وأتاكَ جبريلُ الأمينُ مسائلاً=هل يُطبِقُ الطّودَيْنِ، ثم يسيرُ

فحكمتَ أن يُستَلَّ من أصلابهم=رجلٌ يوحِّدُ، والرجالُ تثورُ

ثم يستذكر الشاعر بطولات النبي وصولاته وقيادته ورجولته ودفاعه عن الحق، مبديا شوقه إلى تلك المعارك التي سطرت هذه البطولات حيث يقول:

يا خاتمَ الرّسْلِ الكرام وقَرْمِهم=ما عاد للحرب الضرام أميرُ

قد أجدَبتْ فينا الرجولةُ وارعوى=شوقٌ إلى حممِ الوغى، وسرور

وقد رسم الشاعر للصمت صورة حركية حسية تظهر للعيان فجعله حاجا. وصور الذل الذي لحق الأمة بصورة حاج يطوف وهذا السعي مشكور حيث يقول:

والصمتُ حجَّ، وحجُّهُ متكبّرٌ=والذلُّ طافَ، وسعيُهُ مشكورُ

ثم يعود الشاعر لمن تجرأ على قذف النبي وسبِّه، مصورا هذا السباب كأنه انتشارٌ لسيرة النبي متطلعا إلى صورة رسمها شاعر سابق " لا يعرف طيب عرف العود ألا حين اشتعال" يقول:

والنذلُ سبَّك، لا عدمتُ غباءَه=فالسبُّ في حرم العظام، نشورُ

ويوظف الشاعر النمل والذباب ليدل بها على دناءة وصغر ما قام به ذلك الشخص، وقد أبدع الشاعر في استخدام التعبير الدارج حيث تصل الفكرة سريعا " يبقى صغيرا والكبير كبير يقول:

والنملُ لو سبَّ النجومَ تشهُّراً=يبقى صغيراً، والكبيرُ كبيرُ

يقف الذبابُ على الجبال مطنطناً=يختالُ فوق رؤوسِها ويدورُ

وكأنَّما صوتُ الحقيقة قائلٌ=الطودُ جذرٌ ... والذبابُ يطيرُ

ثم يصب الشاعر جام غضبه على ذلك المارق يقول:

صُبُّوا على وجهِ المسيءِ منيَّتي=إن كان يخمدُ في الفؤادِ سعيرُ

ما عاشتِ الأقلام، صاح مدادها=إلا تَردَّدَ في الفضاء زئيرُ

وفي نهاية النص يصلي الشاعر على النبي وهو تعبير دارج بين شعراء المديح النبوي:

(صلى عليك الله يا علمَ الهدى) =ما جنَّ ليلٌ أو تبسَّمَ نورُ

وجملة القول لقد أجاد الشاعر في إيصال فكرته بألفاظ سهلة معبرة عن الموضوع، ولم ينس التضمين، أو استخدام بعض التعابير التي سبق إليها من شعراء سابقين، ومما يحسب للشاعر التقديم والتأخير في عباراته، واستخدام تعابير دارجة بين الناس ولكنها في محلها.

ولنا عودة.

الأخ الأستاذ أبو فادي ..

لقد شعرت بأنك أنت والكلمات كنتما تغتالاني .. وكنما كنت حاضرا ما جرى وقت نظمها .. فربما هي أوحت إليك .. أوربما أوحيت إليها ..

سعدت بمرورك الطيب هنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير