تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أقلام مدادها الصدا وحروفها الردى]

ـ[غالب احمد الغول]ــــــــ[16 - 10 - 2010, 11:04 ص]ـ

أقلام مدادها الصدا وحرفها الردى

من قلم غالب احمد الغول

تشرين1/ 2010

@@@@@@@@@@@@

القلم ومداده أمانة لا يكتب إلا الحق , ومن استبدل المداد الطاهر بسم قاتل ليكتب به ما يشاء من الضلال والفساد فلا يكون قلمه إلا عنصراً من عناصر الشر , ولا يكون صاحب القلم إلا من رجال الضلال الذين يقبلون بالعار بحفنة من الدولار , لإرضاء من هم يسومونه سوء القهر والذل , لطمس حقيقة انتصارات إخواننا , في مجالاتهم العلمية والميدانية , ومثل هؤلاء كانوا بأقلامهم الخبيثة, وصمة العار الأسود , لأنهم استهانوا بما قدمه الشهداء , أينما كانوا في ديار أمتنا الإسلامية , ومشوا خلف جثامينهم يبكون دموع التماسيح , ليجعلوا من سموم دموعهم مداداً آخر لتشويه أفعالهم التي رفعت هاماتنا فخراً واعتزازاً بهم , فكانت أقلامهم مدادها الصدا , وحروفهم حفرة للردى.

إن القلم الرخيص, لا يتقن سوى كتابة الشتم والتحقير لمن هم أعلى منه مقدرة وعزماً وفضيلة , في إيمانه وصبره , لينشر بذور الفتنة بين الأخ وأخيه ,ويفرق المواطن عن وطنه , لإرضاء أسياده الكبار في أي مكان كائن , لينال منهم حطام الدنيا ومتاعها وليكنز المال أكثر فأكثر , فكلما زادت نيران الفتنة , كلما زادت بيادر الدولارات التي تتهافت على بطنه الجشع الذي لا يعرف الشبع بعد أن أعمى بصره وبصيرته طمع الحياة.

لقد أنسوا الجلوس في الفنادق الضخمة في نيويورك ولندن وباريس , يعيشون حياة الترف ويتملقون بالحديث عن جوع شعوبهم ليقال عنهم شرفاء , وتمركزوا في زوايا الفضائيات وقصور البشاوات لنفث سمومهم ولنشر دعايتهم المضللة , ليصيبوا بها شريحة مؤمنة بربها , مخلصة لوطنها , لا يملكون سوى قول الحق أمام المتسلل الذي يريد حرق الأخضر واليابس لطمس حضارتنا العريقة.

إنهم دائبون لخدمة أسيادهم بسياستهم المعادية لأمتهم , فكانوا هم وأقلامهم سبباً في كل ما لحقنا من هزائم , لأنهم لا يخافون الله ولا يحسبون حساب جنة أو نار , مما زاد طمع العدو بنا, وتمادى في قهرنا وتشريدنا والضغط علينا بشروطه القاصية التي تسعى إلى التشريد والتجويع وطأطأة الررؤوس , ليكون سلاحهم هذا أعتى سلاح يجربه على شعوبنا , فزاد الشرخ ضراوة ليضرب هاماتنا ويشتت شمل شعوبنا ويمزق أرض أوطاننا ,ولا نزال ننتظر المزيد من النكبات والمصائب , بفعل ما صنعت أقلامهم.

ولولا هذه الأقلام الكاذبة التي تعمل لصالح عدونا , لما وصلنا إلى ما نحن عليه من الفقر والمرض والجوع , ولولا هذه الألسنة المسنونة ــ والمارينز العرب ــ وأصحاب النفوس المريضة , لما ظهرت أوربا بقوتها الحالية , ولما صارت أمريكا القطب الأوحد في العالم لتتحكم بمصيره. لأن أقلامهم الخبيثة لم تترك رمزاً شريفاً إلا شوهت سمعته , ليملأ جيبه وبطنه تماشياً مع القائل ـــ إن لم تستح فاصنع ما شئت.

أن أقلامهم لكاذبة عاهرة, ونفوسهم مريضة , وعقولهم مهووسة بجمع الأخبار لساداتهم الكبار , أخبار كلها أراجيف الباطل وتلفيق الحقائق, لهدم ما بناه رجالنا الأبطال منذ قرون ,وكأن لهذه الفئة الضالة مدارس خاصة تعلم أجيالها ارتكاب الجرائم الخفية بالقرطاس واليراع المسوم , بمداد القلم ولعاب اللسان , حتى أصبحت طابوراً خامساً يعيش بين ظهرانينا.

. امتهنوا طريق العمالة الفكرية بسياسة خبيثة , وسلاح فتاك أقوى من طائرات إف 16 التي جعلت مدننا ركاماً فوق رؤوس أطفالنا. فباعوا كرامتهم وعشيرتهم بأبخس ثمن , لأنهم عرفو أن تجارة العصر , ما هي إلا ضرب كل مسلم أينما كان وحيثما حلّ.

فمتى تصحوا أقلامنا؟ , ومتى تتوب إلى الله وتتراجع عن غيها؟ , ومتى تسير في سبيل العزة والوطنية , لنعيد ترتيب صفوفنا؟ متى تتراجع هذه الأقلام الرخيصة التي ترهق نفسها لطمس حقيقة مجتمعها؟ , ومتى تتراجع عن اغتيال كلمة شعبها الحرة الشريفة قبل أن يتسع القرح؟ , أم أن عقاب هذه الفئة الضالة هو أنجع سبيل للخلاص من شرورها وفتنتها؟

أليس الحرف الكاذب كالشهادة الكاذبة والتي تندرج تحت جرائم التزوير بالقول؟ أليست مخالفة للحقائق بقصد التضليل وانتشار الفتن بين أفراد المجتمع الواحد.؟

متى ينبع مداد أقلامهم من ضمائرهم التي تخشى الله سبحانه؟

لتكون حروفكم بذوراً للخير ورغبة للإرتقاء , لتكون أفضل من بذور الشوك التي تغمرنا بالهلاك والاحتراق , أليس من باع قلمه وكأنما باع دينه وشرفة , فاحرص على طهارة مداد قلمك يا من كنت ولا تزال أخي وابن عمي.

متى نوظف أقلامنا لتبلغ ميثاق الشرف الأدبي في الالتزام بنشر الفضيلة وقول الحقيقة وتحري الصدق وألأمانة العلمية, بالعدل والإنصاف في كل حرف نكتبه, وكل كلمة نابضة بالعزم, كما قال الله فينا ((كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) أليس الصدق في تحرير الكلمة أحد أركان بقاء العالم؟ وهو أصل الموجودات , وركن النبوات ونتيجة التقوى , ولولا الصدق لبطلت أحكام الشرائع ,

أليس الكذب من مساوئ الأخلاق؟

أليس الكذب انسلاخ من الإنسانية؟؟

حافظوا على صدق كلمتكم , وانشروا بذور الخير بينكم , وبه تكون رفعتنا وعزتنا.

غالب احمد الغول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير