تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البكاء على أطلال المتنبي]

ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 02:06 م]ـ

صَلَّتْ على إبداعِكَ الأقلامُ ** وتَقَدَّسَت بطموحِكَ الأحلامُ

يَرْنُو لِهَدْيِكَ كلُّ عالي هِمَّةٍ ** ويَرومُ سَعيَكَ للخُلودِ هُمامُ

أَنْهَجْتَ للعُظماءِ دَرْباً نَيِّراً ** ومَضَيتَ، لا عَجزٌ ولا إِفحامُ

لَمْ تَأْلُ جهدَكَ ماسِكاً ومُمَسِّكاً ** حتَّى يُزاحَ عن الشموخ لِثَامُ

حتَّى تَعودَ إلى الصدارَةِ أُمَّةٌ ** سَرْجٌ أطاحَ بعِزِّها ولِجامُ

مالَتْ إلى اللَّذَّاتِ حينَ تَخَلَّفَت ** فَغَدَت على خَسْفِ الهَوانِ تُسامُ

يا مَن بُعِثتَ إلى الطَّغَامِ مُخَلِّصاً ** هَلَّا تُخَلِّصُنا؛ فنَحنُ طَغامُ!

أمَّا الصِّغارُ؛ فسُوِّدوا وتَصَدَّروا ** وكِبارُنا مِن ذُلِّهم أقزامُ ...

أفديكَ لا أرثيكَ؛ لستَ بغائبٍ ** بأبي وأُمِّي أيُّها المقدامُ!

إنِّي قَصَدتُ إلى بكائِكَ تَوبةً ** وهَوًى لِمَجدكَ أيها الضِّرْغامُ

قَدَّمتُ إرضاءَ المبادئِ شامخاً ** سِيَّانَ عندي مَن رَضُوا أو لاموا

إنَّ القوافيَ وحَّدَت آمالَنا ** [فَلَها علينا حُرْمةٌ وذِمامُ]

قُمْ! أبصِر الشعراءَ كيف تَخَنَّثوا ** واستَعذَبوا ظِلَّ الضلالِ فناموا

وتَوَسَّدوا أطماعَهم وتَلَفَّعوا ** بالتافهاتِ وَعَمَّهم إفْدامُ

في كلِّ وادٍ للمَهانةِ هَوَّموا ** وبكلِّ مُودٍ بالكرامة هاموا

فصَهيلُهم حَسْبَ النِّظامِ مُدَوْزَنٌ ** وغَدا بكَفِّ المنفِقِينَ زِمامُ

حسبَ المعالِفِ يكتُبون؛ ذيولُهم ** هَزَّازةٌ أنَّى تُهَزُّ عِظامُ!

غِربانُ سَوْءٍ بالنَّعيبِ تَراشَقوا ** خُدِعوا بقائلةِ النُّسورِ فَحاموا

كُلٌّ بسَوْأَتِهِ يَزُنُّ مَثيلَهُ ** ويقولُ: وَجهُكَ قد عَلاهُ سُخامُ!

وضَفادِعٌ ظَنُّوا انقِراضَ ثَعابِنٍ ** بِنَقيقهم حَفْلَ النِّفاقِ أقاموا

شَغَلوا المنابِرَ بادِّعاءِ حَداثةٍ ** تَعْيَى لِفَهْمِ مُرادِها الأوهامُ

بقصائدٍ مَنثورَةٍ فَرِحوا بها ** لا يَحتَويها مَنطقٌ ونِظامُ

صارَ الدَّعِيُّ وأنتَ صِنْفاً واحداً ** تَتَأَرْشَفُونَ! فبِئْسَت الأَفهامُ؛

لَمْ يَجْرُؤُوا - لو قمتَ - أنْ يَتَطَوَّسوا ** قد أيقَنوا منكَ الرُّقادَ؛ فقاموا ... !

من ديواني (الشوق وأحزان أخرى): ص 75.

ملاحظة: ما بين المعقفتين عجُز بيتٍ لأبي نُؤاس.

ـ[أحمد الأبهر]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 06:22 م]ـ

هذا الشعر

هذا الشعر

ثم لي عودة بأذن الله

ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 06:50 م]ـ

نعم يا سيّدي ...

رحم الله أبا الطيّب ...

قصيدة .. رائعة .. معان عظيمة ..

أفديكَ لا أرثيكَ؛ لستَ بغائبٍ ** بأبي وأُمِّي أيُّها المقدامُ

قَدَّمتُ إرضاءَ المبادئِ شامخاً ** سِيَّانَ عندي مَن رَضُوا أو لاموا

نعم أخي .. المبدأ أوّلاً

لي عودة مطوّلة إن شاء الله ...

تحيّاتي أيّها الشاعر الفذ ..

ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 08:39 م]ـ

يا مَن بُعِثتَ إلى الطَّغَامِ مُخَلِّصاً ** هَلَّا تُخَلِّصُنا؛ فنَحنُ طَغامُ!

أمَّا الصِّغارُ؛ فسُوِّدوا وتَصَدَّروا ** وكِبارُنا مِن ذُلِّهم أقزامُ ...

أبيات قويه تثير الحيره كم أنت مبدع ياحسنين

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 08:50 م]ـ

مِثلهُ يُبكى عليهِ

ومثلك يُنتظرُ شدوَه ُ

سلم قلمك

ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[10 - 12 - 2010, 10:57 ص]ـ

شكراً لكم إخوتي الكِرام على هذا المرور الكريم!

بارك الله بأذواقكم!

بانتظار العَودات الموعودة بإذن الله!

تقبلوا تحياتي جميعاً!

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 03:27 ص]ـ

ماذا أقول بعد هذا الإبداع؟

لله درك

ودر حرفك، وشعرك الجميل

دام لك هذا القلم مشعاً منيرا

تحيتي لك أخي المبدع حسنين ..

ـ[أبو يوسف صبح]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 03:30 م]ـ

لا فض فوك أخي الكريم

رائع ما أتحفتنا به

ولكنك قسوت على الشعراء فأكثرهم لم يتوسدوا أطماعَهم ولم يتلفعوا بها وابتعدوا عن توافه الأمور ولم يهيموا بكل واد

ولكنهم مغيبون ولا بواكي لهم

.

ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 06:54 م]ـ

كنت قد انتقدت .. بعد أن أعدت القراءة وجدت أنّي لست على صواب .. فمحوت ..

.لديك استخدامات تدل على تمكّن شديد ..

((تلفّعوا ... تخنّثوا .. الطغام .. ))

و كثير كثير ..

و موضوع الرمز أمر سحري .. إبداعي يمثّل الحداثة في أبهى صورها ويطلق الإبداع للشاعر ..

أخي الكريم حسنين ..

قلت شعراً فذّا .. ونقلت لنا بوضوح صورة مستنقعات الحداثة الشعرية التي يزعمونها اليوم ..

وكيف تحوّلوا إلى إرضاء معالفهم .. وكيف حوّلوا النثر إلى شعر ..

قصيدة تجمع بين النقد والإبداع والرمز, ..

شكرا لك يا أبا الطيّب

ساري

ـ[أحمد الأبهر]ــــــــ[12 - 12 - 2010, 05:51 ص]ـ

عدت أيها الشاعر الفذ

والله إن لقلمكَ صولةً وجِلادا

وإنَّا لمثل هذا القريض في حاجة

ثمّ. . .

هذا هو بيت القصيد ليس في الشعر فقط بل في كل أحوالنا:

لَمْ يَجْرُؤُوا - لو قمتَ - أنْ يَتَطَوَّسوا ** قد أيقَنوا منكَ الرُّقادَ؛ فقاموا

زدنا من مثل هذا لا جافاك الشعر

وقد أعود للتزود ليس إلا. . .

بوركت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير