لنالَ ذمَّكَ ضوء الشمس والقمر
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 01:21 ص]ـ
قهراً مني خرجت
وغفر الله لمن قلتها فيه
شهران لا نَبَأٌ عني ولا خَبَرُ ... قد طاب لي فيهما الإصباحُ والسَهَرُ
مكنّفٌ برواقي فندقٍ سَبِطٍ ... لا تهتدي لمقامي بينه الفِكَرُ
ماذاك عن رهبٍ مني ولا هربٍ ... بل حاجةٌ بضميرٍ بوحه عَسِرُ
أوهن بحيلة مضطّرٍ على مضضٍ ... من أكل مِيتة أرضٍ ريحها ذَفِرُ
ومن خلاط ذوي قربى أواصرهم ... كرسم دارٍ توالى محوها المَطَرُ!
الناقمون علينا جاهليّتنا ... أنا إذا ساومونا الخسفَ ننتصرُ
يا عاتباً نَفَياني من إخائِيَهُ ... أفي محيّايَ بعد البِشْرِ تمتعِرُ؟!
عني تنحّ فإني جارفٌ عَرِمي ... وغرسَ غثّك مجتثٌّ ومقتَعِرُ!
حولاً أروّض جفني مُكْرِهاً بصري ... على قذاك وصبري مقمحٌ ضَجِرُ!
ما فئت تسأل عن مكثي وعلته ... كأنَّني آبقٌ آويتَ تختبرُ!
ما سيل عمران عن مثواه في مُضَرٍ ... كما سألتَ ولم يفزع به زفرُ
أطنبتَ ترهبني من كل ذي نفسٍ ... من صاحبوك سواءٌ فيه والنُكُرُ!
ماذا جررت فتخشى الناس كلهم ... أما عليه إذا ما سرتَ تضطبرُ؟!
لا در درك من ذا أنت مؤتمنٌ ... عليه إن كان من أصفاك معتكرُ؟!!
يا زئبق الأمن مِمن أنت مؤتَمَنٌ ... في عينه، قَدْك هذا الخوف والحذَرُ
ما إن علمت قفاةً منك سالمةً ... ولا رأيتك عن لحم امرئٍ تَذَرُ
لو خاض في الشمس قومٌ أنت بينهم ... لنالَ ذمَّكَ ضوءُ الشمس والقَمَرُ!
قد كنتُ عن وصل من جاورتُهم قَدَراً ... أغنى الغنيين لكن عزّني القَدَرُ
ما لي ومن بالمكلا لا أبا لهم ... حاشى الألى لبيوت الله قد عَمَروا
قد كان يُجزؤني قوتي ويملؤني ... بيتي ويسبغ عيشي درهمٌ نَزِرُ
فما فتئتَ من الضحضاحِ ترغبني ... في لجة البحر حتى كدت أُغْتَمَرُ!
فليتني -والمنى للمرء ألهيةٌ- ... بحيث يُقضى -متى استدعيته- الوَطَرُ
وصحبةٍ لم تكن يوماً بشافعةٍ ... إذا التدابرُ أحمت ناره الغيَرُ
أليومُ تطمع مني أن أعود لها؟! ... هيهات ما حدّثاك القلبُ والنَظَرُ
ـ[أحمد الأبهر]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 04:33 ص]ـ
رأيت اسمك فقط فقلت أحجز مقعداً على عجلٍ حتى تتسنى لي قراءةٌ (بمزاج)
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 08:22 م]ـ
فما فتئتَ من الضحضاحِ ترغبني ... في لجة البحر حتى كدت أغتمرُ!
كم استوقفتي هذا البيت وبحثت عن كلمة ضحضاح فوجدتها تحمل معنى: - من الماءِ: القليل. -: القريبُ القَعْر؛ وجدت الماءَ في تلك البقعة ضَحْضاحاً. كم أنت مبدع يارؤبة
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 11:06 م]ـ
رأيت اسمك فقط فقلت أحجز مقعداً على عجلٍ حتى تتسنى لي قراءةٌ (بمزاج)
أنتظر عودتك يا أبا عبد الله بفارغ الصبر:)
دمت سابقاً للخيرات
ـ[شثاث]ــــــــ[06 - 11 - 2010, 12:32 ص]ـ
لله درك و در أبيك ومعارفك وكل من يعزُّ عليك .. والله لقد راجعتها عشرًا ولا زلت أقرؤها كل ما مررت بها .. تذكرني رائعتك هذه بقصيدةٍ لي لم أقلها بعد!!
يختلج في نفسي سؤالٌ متعلق بالقصيدة .. وهو أني لحظتك تتحاشى علامات الترقيم في بعض مواضع القصيدة؛ فمثلًا في البيت التالي:
أليومُ تطمع مني أن أعود لها ... هيهات ما حدّثاك القلبُ والنَظَرُ!
وسؤالي هو: هل هناك علةٌ تمنع من وضع علامة الاستفام بعد التساؤل في شطر البيت؟! أم أن هناك قولٌ و قاعدةٌ بهذا الشأن في الشعر؟! أتوق لإجابةٍ منك شافية ..
وهنا في البيت ملاحظة أود استيضاحها:
عني تنحّ فإني جارفٌ عَرِمي ... وغرسَ غثّك مجتثٌّ ومقتِعرُ!
أظن أنك وضعت الكسرة تحت التاء سهوًا وإلا فالعين أولى بها من التاء .. ولو أني أظنها - والله أعلم - بالفتحة على التاء والعين على حدٍ سواء فقد وجدتها في المحيط بهذا الشرح و عليه بنيت صحة اعتقادي:
تَقعَّرَ يَتقَعَّرُ تَقَعُّراً:- الشيءُ غ: صار مُقعَّراً، أي عكس المحدّب؛ تقعّرت اكأسُ في يد صانعها.- فى كلامه: أخرجه من حلقه؛ يتقعَّر في حديثه وفي أسلوبه.- الشجرُ انقلع من أصله.
شكرًا لك أستاذنا و زادك الله من فضله - ما شاء الله تبارك الله -
تقبل تحيتي
ـ[السلمي الجزائري]ــــــــ[06 - 11 - 2010, 08:24 ص]ـ
أشهد أنك من القلة الذين منحوا للأمة في هذا العصر
سبحان الله البارحة قرأتها فقلت: يا لله ما هذا التماسك. ما هذا الترابط
يعجز اللسان والقلب والجوارح عن أن يضع بصمة لائقة هنا
ولئن القصيدة خرجت تنفيس غيظ خرجت كأنها سهم متجه نحو الغرض لا يقصد غيره
أليومُ تطمع مني أن أعود لها؟! ... هيهات ما حدّثاك القلبُ والنَظَرُ
ضربة بفأس خير من عشر ضربات بقدوم
هذا البيت شبيه جدا بقول الحطيئة: دع المكارم لا ترحل لبغيتها .........
صدقني الغرض سيء لا يجادل أحد في هذا ولكن حسن القصيدة وجمالها غطاه فأحكم الغطاء
دمت ودام قلمك الرائع
أما النقد فلا نقد عندي ألبتة
¥