سبعٌ عِجاف ..
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[22 - 10 - 2010, 01:37 ص]ـ
سبعٌ عِجاف - قصة قصيرة
-1 -
غداً يوم السبت، سأحضر لك قميصك الذي كنت تتفائل به في بداية كلّ أسبوع، وكأنه تعويذة تقيك شرّ الحاسدين،
سأضعه لك بكامل أناقتهِ ولونه الذي يشبه لون عينيك الجميلتين ..
وعند انتهائكَ من يوم عملٍ شاق لا تتأخر عن موعد انتظاري، تعرفني لا أحبّ الوقوف تحت أشعة الحبّ الحارقة.
-2 -
الأحد كان يوماً ساكناً منذ مطلعه، جعلتني فيه عصافير الصباح أدندن لحناً جديداً يصلح أن يكون قصيدة
أبياتها مغزولة من أهداب عينيك، وبحورها من يمّ شفتيك، وشمسها مشعة بين حاجبيك ..
جميلٌ أن أستقبلك بعد يومك المتعب بـ (القصيدة).
-3 -
الاثنين أجلس وحدي، وأنت هناك، أقلّب في ألبوم ذكرياتنا، وكل لحظاتنا الجميلة معاً، ولأنك لا تدرك
كيف أقضي النهار في انتظارك، سأكتفي أن أحدثك وأنت معي، بروحك، وصورك، وخيالي المتخم بك.
-4 -
الثلاثاء اليوم هو يومي المفضل ككلّ عامِ منه، أبدأ بتحضير كعكة ليومِ مولدك، وكلّ الحضورِ يحملون وجهاً يشبهني بملامح مختلفة:العاشقة، المحبة، الحنون، المهنئة، المُسامحة، و ... المنتظرة.
هو يومٌ مختلف .. كنت تقول أن يوم لقائنا هو يوم مولدك الدائم.
-5 -
فراااااااااااااااغ بعد الضجيج، ولا شيء يملأ الفراغ إلاه ...
-6 -
الخميس، أحاول أن أكتب لك عمّا استجدّ من مشاعري، وقبل أن يأتي العيد، وننشغل بزيارات الأهل
والأحبة، أقول لكَ إنني أحبك، وإن كل أعوامي معك كانت أعياداً يخبّئ الفرح نفسه بين سطورها للغد
الذي أفنيت عمري في انتظاره.
-7 -
وفي نهار الجمعة، يوم الأفراح والمسرّات، بعد كل تلك السبع العجاف، وبيدين باردتين مرتعشتين،أضع ظرف رسالتي في صندوق بريدٍ عنوانه الفقد، ورقم بريده تأريخُ رحيلك، لأجد نفسي أمام الفقد الذي كان، وما زال.
منى الخالدي
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 10 - 2010, 02:57 م]ـ
غدا يوم السبت: سبعك تم الاستعداد لها من سابعة عجاف مضت فهي ثمان , وسابعة العجاف القادمة تستعد لأولى عجاف ما بعدها ...
سبع عجاف تتلو سبعا وتسبق سبعا لتمر السنين عجافا.!!
أنفسنا سبع السمان المأكولة
السبت حبكته ممتازة الربط , كأنما أعد لها إعدادا مسبقا بيد أن انسيابها متسلسلا في رتابة واقع الحال الذي تحول فجأة إلى مناجاة وجدان أحرقته الانتظار تحت أشعة الحب وإن لم يطقها
ينبي عن تمكن قلمك الذي يطوَع اللغة
(تتفائل = تتفاءل)
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 03:33 م]ـ
السبع العجاف، أيام تعادل سنوات طويلة، فَوقت الانتظار دوماً يمرّ و كأنه دهر على النفس الماكولة من السبع السمان ..
أبا وسن ..
بما أنك مررت من على يوم السبت
فهذا يعني أن باقي الأيام يتيمة بانتظار هطولك ..
تحية واحترام
ـ[محمود السيد]ــــــــ[27 - 10 - 2010, 03:54 م]ـ
استوقفني العنوان كثيرا، فقررت أن أقرأ القصة حتى يستبين لي المراد منه.
وكلما قرأت يوما من الأيام السبعة ازدادت حيرتي بشأنه، فليس ثمة ما يدعو
لهذه
العنونة حتى الآن
انتهيت إلى اليوم السابع، ولم يتضح بعد سبب لهذه العنونة الجذابة ...
كان ذلك قبل أن أقرأ السطور الأخيرة.
أما الآن فقد تأكدت من ملائمته تمام الملائمة لمضمون القصة ...
ما أجمل ما كتبت!.
فالكلمات منذ البداية حتى النهاية تنساب في سلاسة معبرة تلهب القلوب ..
وعلى الرغم من وجازة القصة إلا أن العناصرالرئيسية لأي عمل أدبي متوفرة فيها
فلها بداية، ووسط، ونهاية.
وبعض النقاد يرى أن القصة القصيرة لابد أن تتوافر فيها خصائص ثلاث هي:
وحدة الحدث، التركيز، التشويق.
والثلاثة متوفرة.
ولا يفوتني أن أقول إن القصة مليئة بألوان البيان التي أجادت أختنا في استخدامها
فقد جعلتنا نتنقل بين ألوان البيان المختلفة دون ان نشعر بتكلف، أو تصنع
فمن صورة إلى تشبيه، ومنه إلى استعارات، ومنها إلى التفات جميل
كل ذلك،ولا نلحظ تكلفا يستوقف القارئ.
كل ما سبق، وما بقي وجهة نظر تخضع للقبول والرد، وتنتظر توجيه الأساتذة،وتصحيحهم بلهفة،
واشتياق ..
بقي أن أشير إلي بعض ما استوقفني:
أليس من الأفضل أن تقولي (سبعة عجاف) بدلا من (سبع)؛لأن المقصود-كما فهمت-هو الأيام.
وفي يوم الأحد قلت: (ينفع أن يكون لحنا) أليس الأفضل (يصلح).
وي نفس اليوم قلت: (بعد يومك المتعب) المتعب هنا صفة لليوم، ولا أظن أن هذا ما قصدت.
وفي يوم الجمعة قلت (ظرف رسالتي) وأظن الأفضل حذف (ظرف)
:):) ودمت مبدعة .. :):)
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[28 - 10 - 2010, 01:02 ص]ـ
الأخ محمود السيد
أولا أشكرك على رأيك الكريم، والذي يدل على حسن ذوقك، وعلى حسّك المرهف الذي جعلك تشعر بخلجات امراة غاردها زوجها ولم يعد ..
نعود لملاحظاتك والتي هي الأهم في نظري، لأنني أحب أن أتعمق مع القارئ دوماً فيما أكتب، لأن الكتابة عندي حالة من التحليق، حين تنطلق أجنحة القلم لا يعود إلا حين تحتضن أجنحته بياض الغيوم وتمطر حروفاً ..
أليس من الأفضل أن تقولي (سبعة عجاف) بدلا من (سبع)؛لأن المقصود-كما فهمت-هو الأيام.
السبع تصلح لجمع المؤنث فلماذا لا أستعملها إذ أنها أقوى وقعاً على النفس، وأبلغ معنى ..
وفي يوم الأحد قلت: (ينفع أن يكون لحنا) أليس الأفضل (يصلح).
أظنها يصلح، وقد كانت ينفع وتم تغييرها أخي:)
وفي نفس اليوم قلت: (بعد يومك المتعب) المتعب هنا صفة لليوم، ولا أظن أن هذا ما قصدت.
بَعدَ يومكَ المُتْعِب بكسر العين، كان المفروض أن أحركها، وهي غلطة محسوبة عليّ فالعذر منكم
وفي يوم الجمعة قلت (ظرف رسالتي) وأظن الأفضل حذف (ظرف)
النتيجة واحدة، والظرف هو الوجه الرئيسي، وآخر شيء يلامس أنامل بطلة القصة القصيرة، لذلك كان لا بدّ من ذكرهِ ..
وأخيراً .. شكراً لك على هذا الإثراء الجميل
حياك ربي وألف أهلا ..
¥