تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مكالمة لم يرد عليها (3)]

ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 07:44 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة مباركة لكم إخوتي

هذه من أولى محاولاتي في كتابة القصص فلقد عرفت نفسي شاعرا لا قاصا ولهذا المنتدى مكانة في قلبي لا يعلم بها إلا الله ولذا أحببت أن يشاركني أعضاؤه وزواره ورواده بما يفتح عليهم الله من ملاحظات أو مشاركات فأنا لستُ كاملا وأعمالي ليست وحيا لا يدخلها النقص أو الخلل فإن رأيتموني في القصة مبدعاً سأكمل مشوار ما ابتدأت به وإلا سأعود من حيثما بدأت وسأكتفي بقول الشعر فقط فلا تبخلوا علي بجميل تعليقاتكم وإبداء ملاحظاتكم ... ودام الجميع بكل ود.

[مكالمة لم يرد عليها (3)]

_الجزء الأول_

في فرحةٍ عارمةٍ تفتح جهازها الجديد , والذي جاء كهديةٍ من والدتها بمناسبة دخولها الجامعة. كانت الساعة السادسة مساء. الفرحةُ ترسمُ على شفتيها بسمة البراءة والأملُ يشع من وجهها المضيء بطهارةِ العفة وجمالِ الخلق.

تناولت الهاتف الخلوي وعمدت إلى رقم ابنة خالتها .. لحظات وإذا بصوت ابنة خالتها: ((مرحبا سوسو)).

سوسو: أهلين شوشو.

تقاطعها شوشو قائلة: كيف هي خالتي؟

سوسو: بخيرٍ بخيرٍ.

شوشو: ولمَ تقولينها بعجلٍ , وكأن وراءها حديث.

سوسو: نعم نعم , ولطالما كنت تشعرين بي قبل أن أتكلم ياسبحان الله.

شوشو: وما عندك؟ قولي. وأتمنى ألا يكون كيفية طريق دخولك موقع الجامعة.

سوسو: هو ذاك. فماذا أفعل؟

شوشو: لاتفعلي شيئا , فأنا سأقدم عليك. فقد أخبرتني أمي قبل قليل بهذا , وأنها تود زيارتكم.

سوسو: أنتظركِ إذن. سلام

أسندتْ رأسها إلى الوراء. معتمدةٍ على رأس كرسيها , وغابتْ في دنيا أحلامٍ وذكرى أيام. ولم تشعر إلا بيدين ناعمتين تطبقان على عينيها وبصوت هامس حول أذنها يأتي سؤال شوشو: مَنْ أنا؟

تنهض سوسو بخفة ودلال حاضنةً ابنة خالتها مطلقة عبارة: ((واحشتني موت)).

"ماشاء الله أهذا جهازكِ؟! أحسنتِ الإختيار , وأتمنى ألا تحسني الاتصال فقد أزعجتني بكثرة السؤال" قالتها شوشو مازحة.

نظرت شوشو إلى الجهاز وأدارته إلى اليمين ثم إلى الشمال وكأنه شيء ثمينٌ تود كشفه. وانتهت إلى قراءة لائحة التصقت في أسفل زاويته اليمنى تحتضن سرعة الجهاز وسعته وما إلى ذلك من ميزات.

وبعدها وبحركةٍ سريعةٍ فتحتْ موقعَ الجامعةِ وأنهتْ ما أنهك سوسو في لحظات.

كانت سوسو تَرْقُبُ ابنة خالتها بعينٍ لا تغضي , وكأنها كانت تخشى على جهازها من أن يسقط من بين يدي ابنة خالتها , وما إن أبصرت موقع الجامعة حتى علتْ الدهشة أساريرَ وجهها وتسابقت إلى فِيها كلماتُ استغرابٍ وألفاظ كلامٍ غير موزون: ((هيه هيه هيه)) ماذا فعلتِ وكيف دخلتِ لم أرَ سوى أناملَ رَقَصتْ على الكوبورد بسـ ...... وقبل أن تكمل لفظة (بسرعة) أطلقت شوشو ضحكتها راميةً بوجهها وقد سترته بيديها على طاولة الجهاز ومن ثم عائدة به إلى ابنة خالتها سوسو قائلةً: ما اسمه؟! الكوبورد .... ! ههههه.

سوسو: بطبيعتها البريئة وبصوتها الناعم وبابتسامةٍ تُخْفي وراءها حياءَ بنتٍ محافظةٍ (شوشو أمانة دعي عنك السخرية وأخبريني ماذا فعلتِ وكيف دخلتِ)؟!

أوكي. اقتربي إذن وافهمي بسرعة حتى لا تثيري أعصابي فأنا كما تعلمين عصبيية. مُتْبِعَةً هذا الكلام بغمزةِ دلالٍ ودلع.

هاه أفهمتِ الآن ياجامعية وهل هناك ثمَّة أسئلة نِتِّيِّةٌ ... ؟!

وبصوتٍ يصحبه تنهيدةٌ , واسترخاءٍ يدل على مشقةِ جهدٍ وعناء , تقول سوسو: يا الله كم سآخذ من الوقت لأكون مثلك شوشو!

يقطع حديثهما نداء ينبعث في أرجاء البيت , محدثاً دويا ((سارة. سارة. سارة)).

نعم نعم. حاضر حاضر يا أمي.

تُغلق سارة جهازها , وتأخذ بيد ابنة خالتها خارجةً بها من غرفتها متجهة نحو درجٍ يقودها إلى أسفل , عابرتان عبر ممر يفضي بهما إلى فناء البيت , فقد كان الجو معتدلاً , وآثرتْ الأم والخالة الجلوسَ في الهواء الطلق.

وما إن بَدَتْ سارة حتى أطلقت خالتها كلماتها: ((أهلا أهلا بالجامعية أهلا أهلا بالجامعية)).

ردت سوسو والحياء قد صبغ وجنتيها بحمرة , والبسمة قد كشفت عن أسنانٍ ثلجية ((مرحبا خاله , مرحبا ياخاله)).

كيف حال الجامعة يا ابنة أختي؟ تَتطَفَّل شوشو قاطعة الطريق على إجابة سوسو قائلة لإمها: ((لو لم يكن للجامعة فضلٌ سوى سماع صوت سارة بالهاتف لكان ذاك كافيا)).

أتصدِّقين يا أمي. أني لم أعرف رقم سارة إلا بعد دخولها الجامعة وعالم النت.

تضحك سارة كعادتها عندما تخجل وتقول عبارة بسيطة: ((لا تصدِّقيها ياخالة فهي عيَّارة سخيفة)). وتميل بجسمها منحنيةً على ابنة خالتها راسمةً دلع ودلال بنتٍ جميلةٍ وقوام سيِّدة أميرة.

سارت الساعات بسرعةٍ كبيرةٍ حتى لكأن كل ساعةٍ دقيقةٌ , وفجأة ودون سابقِ إنذارٍ علا صوتُ جوال وبعد لحظات وقبل أن تجيب شوشو انقطع الاتصال , ولم تمضِ بضع دقائق حتى جاءت نغمةً عكَّرت صفو جلسةٍ حميمة مفادها: ((أنا في الطريق إليكم)).

في حركة مفاجئة وبخفَّة يدٍ ناعمة استطاعت سوسو خطف جوال شوشو متطفِّلة على خصوصيتها وما إن وقعت عينُها على تلك الرسالة حتى جاء صوتها بنبرة حزن عميقة: {لا لا. ياربيه. توالناس. بدري} فهمت الخالة مفاد الرسالة , وراحت يدها تعبث في حقيبتها باحثةً عن جوالها لتجدعلى شاشته: _ مكالمة لم يرد عليها (3) _علمت بعدها أن جوالها كان صامتا.

أبدت الاستعداد وأظهرتْ عَجَلةً في ذلك حاثةً ابنتها على النهوض فقد اعتادت على ألا تجعل زوجها ينتظر.

وقفت معهما سوسو بأدبٍ واحترام , وتناولت رأس خالتها بين يديها واضعةً قُبلة وداعٍ. بينما اكتفت بمصافحة شوشو قائلة لها: ضعي جوالكِ في عنقكِ فقد أحتاجك في أي وقت.

كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.

حقوق الطبع محفوظة لدى عاشق ولكن؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير