[((في الحب)) بيني وبين نزار قباني .. ؟!]
ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 08:43 م]ـ
في ليلة من ليالي صفاء الذهن راحت يدي تقلب صفحات ديوانٍ لـ ((نزار قباني)) فوجدته يقول هو عن نفسه في مقدمة ذاك الديوان: ((أريد أن أكتب قصتي مع الشعر قبل أن يكتبها أحد غيري , أريد أن أرسم وجهي بيدي إذ لا أحد يستطيع أن يرسم وجهي أحسن مني)) فشدني هذا الكلام وجعلني أقف على كل قصيدة كتبها في ذاك الديوان حتى وقفت على قصيدته: إلى تلميذة. والتي بدأها بقوله:
قل لي _ ولو كذبا _ كلاما ناعما ... قد كاد يقتلني بك التمثال
ومنها قوله:
الحب ليس رواية شرقية ... بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة ... وشعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة ... وعلى الشفاه المطبقات سؤال
إلى أن قال فيها:
كلماتنا في الحب تقتل حبنا ... إن الحروف تموت حين تقال
فدوى هذا البيت في ذهني ورحت أسأل نفسي أأنصف نزار في هذا البيت وأن الحب يجب أن يظل حبيس النفس وأنه لايسمح للمحب بأن يقول لمن يحب ((أحبك)) .. ؟!
وجاءت إجابتي ... بخطاب نزار على شكل قصيدة ولكم أن تقفوا معي أو مع نزار:
الحب الخفي000؟
نتسارقُ النظراتِ سرقا بيننا
وعواطفُ الحبِّ الخفي تؤزنا
وحديثُ قلبي في فؤادكَ خاطر
ما بالنا نخفي؟ وتفضحُ عينُنا
سرُّ النفوس معلقٌ في طرفها
وكأن أعينَنا _تسلهمُ_ ألسُنا
دعْ قلبكَ المجروحَ ينبضُ داخلي
واسمع وجيبَ القلبِ يُقتلُ كِبرُنا
(كلماتنا في الحب تقتل حبنا)
لا .. يا نزار! ظلمتَ حبا ما جنى
كلماتنا في الحب تُحْيي حبَّنا
وتعيد جسما زال من فرط الضنى
إنا بكتم الحب نقتلُ حبنا
ونضيعُ أحلاما ترفرف كالمنى
إنا بكتم الحب نجرحُ حسَّنا
ونطيع كِبْرا قد يُبَعْثر أمرنا
إنا بكتم الحب نخلقُ عاذلا
هو شكنا وعلى يديه مصيرنا
لله درُّكَ إن هتفت بأحرفٍ
أهفو إليها واللسان بها كنى
هي أحرف ... بدأ الهجاء ببدئها
وحياتنا ... بدأت بثانيها لنا
واللب ... يختم _لو فطنت_ بثالثٍ
والكاف .. آخرها , فقل متكهنا
أو سلِّم العذالَ روحَ معذب
وصَّى عليك وإن قتلتَ وما ونى
وَرَدَ المنية حاضنا آمالَه
وحياتُه حلمٌ يؤرِّق أجفنا
حلمٌ تَغَشَّى روحه وكأنه
قبل الوفاة غدا به مُتَكَفِّنا
حلمٌ له أملٌ يداعبُ ظلَّه
ويضيء درب خياله كي يَضْعنا
مع ذكريات للحبيب يبثها
شوق يخالج نفسه أن تسكنا
تنبيه أخوتي أعني بالحب /
الحب الذي لم يدنس بأنانية الغدر أو جرثومة الاستغلال
ـ[أديب طيء]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 09:10 م]ـ
لم أجد أسما ولا أروع من كلام الرافعي عن فلسفة العشق والحب والجمال, مع أنه نثر لا شعر لكنه نثر يحمل معاني وخيالاً وصورًا يعجز عنها الشعر في كثير من الأحيان وإن أردت أن تعلم صدق قولي فاقرأ كتبه الأربعة -أو أي كتاب منها-:
-حديث القمر.
-رسائل الأحزان.
-السحاب الأحمر.
-أوراق الورد.
شكرًا لك أخي عاشق على إيراد هذا الموضوع الماتع.
ـ[خميس الغامدي]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 09:21 م]ـ
((أريد أن أكتب قصتي مع الشعر قبل أن يكتبها أحد غيري , أريد أن أرسم وجهي بيدي إذ لا أحد يستطيع أن يرسم وجهي أحسن مني))
كلمات جميلة من مصدر موثوق وكم كنت أتمنى أن يقوم الشعراء بالسعي على هذا الطريق فطالما كتب المؤرخون عن بعض من الشعراء فأعجزهم بيت أو بيتين يصور فيهما نفسه تارة بالحسن وتارة بالقبح و عندما تعرضنا على نزار شاعر الحُب الدمشقي ــ ما لم يرفضه أدباء الشام ــ لكن لا بُد أن يكون تمثل للإسلام في كل حال و العروبة في كل مقال و سأترك كلماتي الآخيرة معلقة حسب ما يراه الكتاب فيكفي قول نزار [رقصي نهديك الأحمر في دنيا فمي] التي جابت الديار بسرعة هائلة حتى أنها علقت في أذهان الناس الذين ليس لهم علم و دراية بالشعر فأعدها من معلقات المراهقين في زمن من الأزمنة.
وكما أود أن اشكر أخي المسمى بـ[عاشق ولكن] على أبياته الجميلة و لكن أريد أن أناقشه في اسمه حيث قال: لكن ما دلالتها ولماذا لكن اريد إجابة منه صريحة مناسبة لأبياته التي ذكرها وليعذرني على تطفلي و لكن العلم له عدو وهو الحياء و الخجل.