على العهدِ ما حييت .. !
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 01:52 م]ـ
على العهدِ ما حييت
لا أجدُ نفسي، وتبحث بين الأطياف عني نفسي، فمُذ غاردتْها روحك، صرتُ .. كالحمامة التائهةِ، أبحثُ عن ظلّكَ بين الأرجاء، أسابق الريح لألمس صوتك، أو أشم عطر قلبك الغالي، يا رجلاً يجري كالدماء في شراييني ويهبني معنى الحياة .. إن شئتَ سمِّني شجرة من العصور القديمة تبحث عن غيثٍ كأنت، تسكن جنّة عينيكَ إن جفّت الأنهار من تحت جذورها يوماً، تمدّ أغصانها لترقص على أطرافها عصافير يومٍ ربيعيّ يطلّ على فصول عمري الآفل، والمنقضي بين ترقّبٍ وانتظار.
رَني* زهرة فتنتها أنوار الصباح، فانتعشت مياسمها متطايرة في فضاء فسيح، مدركة أن النهار يحمل عطر قدومك، وأن الخريف لا بدّ أن يتبعه شتاء، أوُقدُ فيه مدفأة الشوق وعلى أعتاب الانتظار أجلس، أسامر الحنين، وأكتب بجمر الانتظار أشعاري.
يا من غادرتَ نحو جنّة ليست تتبع قلبي، أنا طفلة روحك البريئة، ما زلت أجدل شعر الليل وعلى أعتاب الفجر أنشد لحن الوفاء، أرسل مع النوارس حنيني، و أكتب على سطح البحر رسالتي، أضمها بين مجاديف الصيادين، أو حتى أدسّها في قارورة عطري الفارغة، لعلها يوماً تضرب شواطئ قلبك، فتعود إليّ بملحمةٍ عنوانها لحظة اللقاء.
أنا المنتظرة على أعتاب الشوقِ حتى يدركني نهار عينيك .. نعم أنتظرك ويبقى الشوق يراودُ أحلامي عن نفسها لتطمع أن يكون قريباً يوم اللقاء. نعم أنتظرك وبين يديّ كتاب الحب والحنين، مكتوب عليه: "على العهد ما حييت" ..
* رَني= فعل أمر لـ رأى، يرى
منى الخالدي
08\ 11\2010
ـ[السراج]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 05:55 م]ـ
أيتُها الأديبة:
رائع ما سجلتِ هُنا من بصمة المشاعر، كلمات تُقرأ صمتاً ..
وتصويرات ملوّنة بالواقع والجمال، وما أدلّ على ذلك إلا مثل هذه الروائع:
ما زلت أجدل شعر الليل
حتى أدسّها في قارورة عطري الفارغة،
ـ[الحزين المتفائل]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 03:29 ص]ـ
أديبتناالرائعة:
ماهذا الذي سطرته أناملك؟!
حينما قرأتُ رائعتِكِ هذه، شعرتُ حينها بأنني ذهِب بي من مكاني إلى العالم الذي أوصلتِني إليه، و إذا سألتِني: من أخذك، فالجواب: إنه سحر الكلمات، و روعة التصويرات.
أشعر الآن برغبةٍ عارمةٍ في التصفيق لكٍ و لهذا النص المتألّق المتأنّق.
و سأظل أهتف: على العهد ما حييت، على العهد ما حييت!!
ـ[نسمات نور]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 11:42 ص]ـ
حقاً ما أجمل أن يرتوي القلم بلغه هي الإبداع بعينه ‘فهناك أقلام تمنح المعنى سحر بجمال الأسلوب وسلاسة العباره وعذوبة الألفاظ ‘
مما يجعلني لا أكتفي بقراءتها مرة
واحده فقط ~ بل أكثر ~ شكراً لجمال قلمكِ منى ~ حفظكِ المولى
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 06:13 م]ـ
رااائع ماسطّره قلمك أختي منى الخالدي
كلمات رصُعتْ بالبيان وأجمل الوصف وبأعذب المفردات وأرشقها.
تحيتي
ـ[أبومحمدع]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 07:47 م]ـ
خاطرة مزجت ألمًا بأمل .... فرحا بحزن ...... ماضيا بمستقبل ..... سكونًا بِحَرَاك .... لكنها لم تمزج وفاء بنكث ..... ما سر تأثير الطرف الراحل؟ أراه مؤثِّرا جدا في الخاطرة أكثر من المترقب المنتظر صاحبها (كاتب الخاطرة أعني) ...
الوفاء شيء جميل.
لكن تساؤلات تحيط بهذا المعنى الجميل.
هل يستحق ذاك الذي لأجله على العهد باقون وفاءَنا؟.
هل هو على العهد باق؟ أو أن حياته أصبحت غير الحياة التي عرفناها؟ وعهده صار عهدا لغيرنا؟ .......... يتبع
حييت أختنا الكريمة (منى).
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[11 - 11 - 2010, 01:17 ص]ـ
كم يسعدني حين أجد ما أكتبه يروق لذوائقكم الراقية
السراج
شكراً لك
وبارك الله فيك ..
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 11 - 2010, 02:44 ص]ـ
رائع ما خطه مداد القلب وذوب الشوق .. بل ما أمطرته سحب الخريف التي تلبدت فحجبت شمس العمر
ستبزغ الشمس يوماً ما أديبتنا الغالية منى وستنير القلوب وتبسط أشعتها على القلوب والعقول ولن تنتظر أحداً
بورك فيك أيتها المتألقة دوماً
مارأيك بالقول: " يا من غادرتَ نحو جنّة ليست تتبع قلبي"
ألا تبدو لك أجمل لو قلت: لا تتبع قلبي؟؟
ولك الرأي
تحياتي القلبية
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 02:29 ص]ـ
الحزين المتفائل
حين تمضي بنا مراكب العمر نحو طريق مسدود
وتعجز الحروف عن الوصول إلى ما ترجوه الروح
يبقى سلونا الانتظار .. ولا غيره ..
شكراً لك
ولهذا المرور العاطر
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 05:02 م]ـ
نسمات النور
قد نقضي عمراً بانتظارِ أملٍ ولا نملّ الترقّب
لو كان يستحق، فأهلا بالانتظار على أبواب الشوق ..
شكراً لكِ غاليتي على إطرائكِ الغالي
وكلماتكِ الطيبة والتي انعشت روحي وجعلتني أبتسم ابتسامة رضاً
تحية وتقدير ..
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 05:06 م]ـ
بل مروركِ الذي تكللّ بعطر الورد أخيتي هدى عبد العزيز
شكراً لكِ
ومن القلب أتمنى أن يكون كل ما أكتب عند حسن ظنكم ..
محبتي الدائمة ..
¥