تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأمطار تحترف الجفاف أيضًا

ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 12:13 ص]ـ

" أوتار القيثارة وحدَها تعرف الحقيقةَ ... ! " [كفافي]

سَنَةٌ تَمُرُّ ... رَمالُها تَنهارُ ** يَعْوِي تَصَحُّرُها ... وتَلهَثُ نارُ

ويُطِلُّ قلبي غَيمةً .. فيَزُخُّّني ** بالذِّكرياتِ؛ فتَشْهَقُ الأسرارُ

ويَغوصُ ظِلِّي في السَّعيرِ لأَنفِهِ ** ماذا لِذاتي تُضْمِرُ الأنوارُ؟!

شَوكُ الضلالةِ لَم يَدَعْ لي مَوطِئاً ** تَمضي بإيقاعي له الأوتارُ

[أمَّا الأَحِبَّةُ ... ] فالمُنى أُرْجُوحةٌ ** مُستَمتِعٌ بدُوارِها الإصرارُ

تَرَكوا غَرابيلَ الجَفافِ تَهُزُّني ** واسْتَوقَفُوني في العَراء .. وساروا!

لا ثأْرَ لي عِندَ الغُرابِ، أَسُبُّهُ؟! ** هُمْ مَن على ما أدَّعيهِ أغاروا!

أَغْرَوا رياحي بالهُبوبِ .. وخَلَّفوا ** تَوقي يَرُوفُ شِباكَهُ الإعصارُ

ماذا أصيدُ؟! لِمَنْ؟! وبحري غارقٌ ** في غُربةٍ لا يَرتَضيهِ قرارُ؟!

أَوْسَعتُهمْ تَوْقاً وأَوْدَوا بالرُّؤَى ** فاستأْثَرتْ ببقيَّتي الآثارُ!

...

بالأمس كانوا والأغاني غابةٌ ** من سِحرِها كان النعيمُ يَغارُ

كانت بتَغريد الأماني عُمَّراً ** أغصانُ قلبي والثِّمارُ ثِمارُ

... واليومَ أَعتَصِرُ النُّواحَ، ذَخيرتي ** كأسٌ على يأسٍ هُناكَ تُدارُ

لا حُلْمَ يُؤْوِي لَهفتي مِن عُريِها ** حتَّى اشتَهاها للهَشيمِ سُعارُ

... هذي قصائدُنا اللقيطةُ أُحْصِرَت ** ونَعَتْ ثَراءَ شعورِنا الأشعارُ

مُذْ لُقِّحَت أيَّامُنا برَحيلِهمْ ** عَقِمَتْ غُيومُ الوَهمِ والأمطارُ

...

ويُريدُ ظِلُّكِ أنْ أُغازِلَ ظِلَّهُ؟! ** [لا أنتِ أنتِ ولا الدِّيارُ دِيارُ] ... !!

ملاحظة: الخِتام (ما بين المعقَّفتين) مَطلع قصيدة لأبي تَمَّام!

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 01:21 ص]ـ

الله ما أجمل ما قرأتُ من شعرٍ هنا

حقاً إن الغربة قد لقّحت قلمكَ بجينات العطاء والإبداع!

تحيتي لك أخي حسنين

ومن رائعٍ إلى أروع

ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 01:26 ص]ـ

بوركت يا أخي وبورك قلمك ..

بوح رائع دمت متألقا مبدعا ...

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 09:19 ص]ـ

يالك من شاعر ٍمُفوّه, لَسِن فصيح , أمتعتَ الأرواح َبهذا القريض الذي يحملُ من الرموز ِالكم الكبير, يحوي من الرسائل ِالمُوجّهة أمواجاً هادرة , وَفيهِ من الصرخاتِ الصامتةِ ما توقظ المَضجع , وفيهِ من الإجابات ما تُخرس الأسئلة والألسنة.

لا فُض فوك ولا عدمناك شاعرا في الفصيح.

تنطق عن إحساس صادق وعاطفة جياشة.

ومعجمك اللغوي ثري بثراء تدفق تعابيرك

والتناص جاء رائعا بروعة توظيفه في النص

بهكذا يُجيب الشعراء!

قد يكتب الله لي عودة لأقطفَ من ثمارها وأتلمسُ جمالها وأنتشي من أريج أزهارها.

فائق تقديري ووافر تحياتي

ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 06:44 م]ـ

شَوكُ الضلالةِ لَم يَدَعْ لي مَوطِئاً ** تَمضي بإيقاعي له الأوتارُ

ما هذه الروعة يا صديق حسنين ..

شعور الغربة .. لا يعرفه إلا من ذاقه ..

يا من تقول الشعر في عليائه ... قد أشعلتْ نار الفؤاد جمارُ

إن الكلام بوقعه متناغم ..... تهوى الغناءَ بسحره الأوتار

يا من تعلّمنا الجمال لنا هوى ... أهديك حبّي وافراً ينثارُ

أدهشتنا بالكامل المتوازن ... أطربتنا فانسالت الأمطار

ومضى الفؤاد يحنّ نحو قصيدك ... هل يا ترى تشفي فواديَ نارُ

أخي الكريم .. و شاعرنا المتميّز أبا الطيب .. لا بدّ أن أبدي أمراً يختلج في صدري ..

قصيدتك رائعة فالقة .. ولكن ألا تلاحظ أنك تسرف من استخدام ضمير المتكلّم ..

وكنت قد ذكرتك لك أبا عبادة سابقاً .. فأفحمتني بأن ((لكل شيخ طريقة)) طبعاً ليس في الدين ... ههه

ولكنّي أهوى مدرسة البحتري لأنه مدرسة الطبع و السلاسة الأسلوبية والبعد عن التعمّق في الصوروالتشابيه ...

و سأضيف قريباً موضوعاً يختصّ باختيارات من شعر البحتري

لك خالص ودّي و تقدير أيها الشاعر الفذ أبو الطيّب ..

ـ[السراج]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 08:03 م]ـ

ترتشف شيئاً نادراً يا حسنين. هل لها علاقة هذه الكنية؟!

ـ[الحطيئة]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 08:09 م]ـ

لا فض قوك أخي حسنين

و بارك الله في الغربة التي أثارت قريحتك بما نرى من قصائد باكية مبكية , فرب منحٍ في أرحام محن!

في قولك:

ويُطِلُّ قلبي غَيمةً .. فيَزُخّني ** بالذِّكرياتِ

هل يصح زخني بكذا بمعنى: أمطرني بكذا؟

نقول: زخ الشيءَ و بالشيء أي دفعه

أما أن يتعدى إلى مفعولين على معنى أمطر , فلا أدري عن صحته غير أني لم أجد مثله في القواميس

في قولك:

هُمْ مَن على ما أدَّعيهِ أغاروا

ماذا تقصد ب " على ما أدعيه"؟؟

أهي جملة اعتراضية , أم أنهم أغاروا على دعواك؟؟

في قولك:

ماذا أصيدُ؟! لِمَنْ؟! وبحري غارقٌ

كيف يغرق البحر؟؟!!

في قولك:

كانت بتَغريد الأماني عُمَّراً ** أغصانُ قلبي والثِّمارُ ثِمارُ

ألست عطفت " الثمار ثمار " على " عمرا أغصان قلبي "؟؟

إذا كان كذلك؛ فقد وقعت في الإقواء , ويكون الشكل: و الثمار ثمارا

في قولك:

هذي قصائدُنا اللقيطةُ أُحْصِرَت ** ونَعَتْ ثَراءَ شعورِنا الأشعارُ

ما كان لها أن تسمى "لقيطة" و قد عُرِف والدها؟؟!:)

و ماذا تقصد بـ"نعت"؟؟

إن كان الإخبار بوفاة مشاعرك , فالأشعار تدل على خلافه!

و الله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير