تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شعشع]

ـ[دعني]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 01:12 م]ـ

بين جدارين من طين, تقول الرواية الموثقة:أنهما لبنات من المقبرة المجاورة , و قد كتب على أحد الجدارين شيئا من حروف الهجاء , التي كانت كلمات فأصبحت رموزا عربية على طريقة الفينيقية في التعمية و التمويه ...

الشمس تبدو خجلى قد احمر خديها بفعل المغيب ...

خشخشة نعال بالية .. لو استنطقت ثم أجابت نطقت لاختصرت تلك الحكاية ... تسربت هاتان الرجلان بما تحتها بالذي فوقهما [كيف لا تحمل الأمانة أرض؟ ……حملت فوقها أبا سفيان] إلى دكانـ (هـ) المتواضع ليجمع غلة اليوم ... درهم , درهمان , ثلاثة .... الحمد لله - يا شعشع – الغلة طيبة هذا المساء هذا دليل رضا الله علينا.

يتمتم شعشع بكلمات!! لا تكاد تخرج من بين شفته ...

تغزو الشيخ شياطينه الحمقاء و ظنونه السوداء (الصادقة هذه المرة) , ما ذا تقول يا شعشع؟

شعشع: لا شيء يا شيخ فقط .... سكت شعشع

الشيخ: أكمل فقط ... إيش أكمل كلامك؟

شعشع: فقط أسأل عن حال المقبورة هل جف قبرها و اكتشفت أننا دفناها منذ زمن؟ ... رحمها الله.

الشيخ: رحمها الله.

شعشع: رحمها الله و جميع الخصال آآآأقصد جميع الرجال!!.

الشيخ: إذا لا عليك إن جف قبرها و إلا لا. انهض إلى المسجد و ارفع الأذان و بعدها اذهب و جهز .... و أنجز ... و أحضر ... أوامر متتالية.

شعشع: من زمان قلت جف قبرها , و بعضهم ما زال يتمتم بذيك الحروف المكتوبة على الجدار المسـ ... انقطع صوت شعشع المتهدج.

الشيخ: أراك مجهد و تحتاج لراحة فبعد الأذان لا عليك أن تنام فقد انتهت مهمتك و غدا تكون أكثر نشاطا.

شعشع: أنت يا شيخ مؤذن هذا المسجد! و أنت القائم على هذه المقبرة! و هذا الدكان ليس لك إنما هو لأيتام قريتنا! و أنا أحدهم على ما يحكيه لي ..

قطع كلام شعشع صوت أذان بعيد , يدعو إلى صلاة المغرب , بدأت ملامح الشيخ و شعشع تغيب.

إذا هي الشمس قد سجدت هناك و من ثم لم يبق حرف لم يطمس بفعل الظلام الدامس و أطفأت الدموع الشعشعية النار المشتعلة في جوانح شعشع و افترقا و بقيت الحروف ليوم جديد ... يا ترى من يوجد تلك الحروف على أرض الواقع لا على الجدران البالية التي في عرض السور و ليس آيات تتلى في إحدى السور؟؟!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير