تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هجرة الحبيب::: شعر::: صبري الصبري]

ـ[صبري الصبري]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 01:41 م]ـ

هجرة الحبيب

...

شعر

صبري الصبري

...

كَسَاني الحبُّ للمحبوب نورا= وأنزلني بحضرته القصورا

وقرَّبني بروضته مليَّا= ففارقت الأحبةَ والحضورا

لأحظى في ضيافته برغدٍ= وأصطحب السعادةَ والسرورا

وأدخلني لحجرته حبيبي= وأهداني الهدايا والعطورا

دعاني دعوة التكريم طه= فشرفني بها أحيا فخورا

ولاقاني بترحاب وود= تجلى في نضارته وثيرا

جميلا طيبا عذبا بهيا= سنيا ناعما فخما وفيرا

صلاةُ الله يا طه عليكم= وتسليمٌ بها أدعو الخبيرا

أيا محبوب أمتنا سلامي= لكم قلبي يرددها كثيرا

أود الهجرة الفيحاء قصدا= ومنهاجا ونبراسا منيرا

أوافيها .. توافيني ببسط= يوافينا ... ويعطينا الحبورا

سطرت لأجلها الأشعار تبرا= وبحرا وافرا فاق البحورا

يضم الحب للمختار ضما= بديعا رائقا يزهو نضيرا

فبعد الجهر بالقرآن شرعا= جليلا طاهرا حقا وقورا

تداعى الكفر والفجار صفا= أثيما ناعقا فظا عقورا

يلاحق ثلة الأخيار يطغى= خبيثا غادرا وغدا مكيرا

وساموا الهادي المختار شرا= كذا الأصحاب قد لاقوا الشرورا

ومازال العذاب يسوم صحبا= لطه واجهوا البغي الخطيرا

وجاء الأمر للهادي بترك= لمكة فابتدا الهادي المسيرا

لطيبة يرتجي فيها مقاما= مكينا آمنا يلقى النصيرا

ويعلن دولة الإسلام فيها= ويحمي في مهابتها الثغورا

أمام الدار بالعدوان سَلُّوا= سيوفهمُ وقد مدوا النحورا

وقبضتهم بها الشيطان يمشي= مع الفجار بهتانا وزورا

وخير الخلق ذو الأنوار يغشى= جموعهم وقد لاقوا الثبورا

ووقَّرهم ترابَ الأرض رغما= ليجعلهم لنومهم حصيرا

ونام الفَذُّ فارسنا (عليٌ) = مكان النور مقداما جسورا

فحيوا في سنا الأنوار فذا= شجاعا حيدرا ليثا هصورا

ويخطو الهادي المبرورُ جهرا= إلى الصديق يرتقب الأمورا

فهلَّل مشرق الترحاب: أهلا= وسهلا بالهدى بث العبيرا

وأسرع باذلا أهلا ومالا= فكم أهدى لدعوته الدثورا

و (أسماء) التي شقَّت نطاقا= لتحمل زادها لهما طهورا

إلى غارٍ بثورٍ في هدوء= بهجرته ثوى الهادي قريرا

وصديق المآثر كان صنوا= لطه في مسيرته وزيرا

يسد بثوبه الأحجار وافى= شقوقا واكبت فيها الصخورا

وبالباب الحمامة فوق بيض= بعش قشه يأبى المرورا

وبيت العنكب المشتاق أضحى= لأيكتها وروضتها سريرا

تكاتف والقشور لها وعشٌ= رقيقٌ شامخٌ صَدَّ الكَفُورا

وأصبح في وصيد الغار سدا= منيعا باهرا .. حصنا مثيرا

يغالب في ذرا الإعجاز شركا= ويمنعه إلى طه العبورا

وجيش الكفر محتارا يلاقي= بباب الغار بالخسران بورا

يولِّي خائبا بالخزي يمضي= كئيبا محطبا فظا حسيرا

وطه المجتبى بالأمن يخطو= نديا واثقا يدعو القديرا

وصدِّيق الهداية كان يرنو= بعيدا يرتجي الله الكبيرا

يخاف على الحبيب عيون بيد= ويخشى خصمه الوغد المكيرا

يصون بحبه الهادي يفادي= (محمد) سيدَ الخلق الهجيرا

و (أحمد) سيد الأكوان بدرٌ= منيرٌ نوره ضاء البدورا

وبالوهم البهيم رأته عينٌ= يداعب سُكْرُها الضافي الخمورا

يروم (سراقةُ) الأموالَ يهوى= بها الإثراء مصطحبا غرورا

فيهوي في الثرى والصخر يعوي= كذئب قد ثوى يبكي أسيرا

يلاقي قبضة الأغلال قهرا= وذلا قاحلا صعبا مريرا

يكاد الموت يخطفه بحتفٍ= به يلقى مع الهول القبورا

فأنقذه الْمُشَفَّعُ .. إنَّ طه= رءوفٌ .. فامدحوا الهادي النذيرا!

وأعطاه الأساور وعد حق= به (كسرى) سيخسرها كسيرا

تلقَّاها (ابنُ مالك) من أميرٍ= فَحَيُّوا فارسَ العدلِ الأميرا

هو الفاروق من أضحى مثالا= لعدل ضم سيدنا الفقيرا!

وبالبيداء خيمتُها تراءت= بوحدتها وقد ظلت شهورا

تغالب وَحْرَ صَحْرَاءٍ تنامى= بها الإجداب يخترق الجحورا

ويطغى جم طغيان يعاني= به الأحياءُ عيشهم العسيرا

بكرب العيش (عاتكةٌ) تلاقي= حبيب الله يحبوها الغديرا

بشاة الوهن قد درت شرابا= مريعا طيبا غدقا شهيرا

وصاغت وصفها وصفا بليغا= لطه المصطفى ... صعبا يسيرا!

فما أبهاكِ بالتاريخ يروي= لـ (عاتكة) التي حازت ظهورا

وبالأحباب شوقهمُ تجلَّى= إلى المختار يدعون الشكورا

وقد تركوا المدينةَ في حنينٍ= لطه يحتوي ناسا ودورا

ولما هلَّت الأنوار طلَّت= بـ (أحمد) يلتقي الجمع الغفيرا

له بالحب قد حملوا قلوبا= ترافق في أكفهم الزهورا

وبثوا حبهم جمعا نشيدا= جميلا خالدا عذبا نميرا

فأغدق للورى صدحا بمدحٍ= لطه والتقوا النور البشيرا

بهجرته التي كانت لدينا= ستبقى بيننا غيثا مطيرا

ونبراسا جليل النور يزهو= ويمحو ليلنا الغافي النكيرا

فلن ننسى تفاصيلا حسانا= ولن ننسى من الذكرى نقيرا

سطرت لأجلها الأشعار رامت= ضياء المصطفى وافى الشعورا

فهجرة (أحمد) فينا تلالت= أنارت أمة ترجو النشورا

وتأمل قائدا فذا حكيما= بسنة (أحمد) يسمو مشيرا

لننهض نهضة فيها علاءٌ= وندحر خصمنا العاتي دحورا

ونصفو بالهدى نرقي رقيا= لنلقى في علا العليا الأجورا

وننجو من ردى الخذلان جمعا= نجانب في لظى الأخرى سعيرا

ونغشى في سنا الفردوس عزا= ومجدا نرتدي فيه الحريرا

ونسكن خيمة الروضات ضمت= بحسن فراشها المرغوب حورا

ستبقى هجرة المحبوب حصنا= وصوتا صادحا فينا جهورا

أفيضي أمة الإسلام علما= ولبا نابه الفحوى ذَكُورا

وداوِ يالتقى الأدواء فيها= نعالج بالهدى فينا القصورا

وأبلغ ربنا فضلا صلاتي= إماما شافعا بدرا منيرا

بشيرا طيبا هادٍ رءوفا= رحيما طاهرا .. دوما مَزُورا

وآلَ البيت يصحبها سلامي= تبث بمهجتي أُنْسَاً ونورا!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير