تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لغة الحضارة (الشاعر عبد القادر الأسود)]

ـ[عبد القادر الأسود]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 01:42 م]ـ


لغةُ الحضارة

ظنُّوا غُلُوّي بالتَسامُحِ ضَعْفا
وأنا المهنَّدُ إنْ تَجَرَّدَ أعْفى

أنا من (جريرٍ) قد رَوِيتُ و (جَرولٍ) *
وغرفْتُ من بحرِ (الفرزدقِ) غَرْفا

أنا من (لبيدٍ) قد نَهَلْتُ فمَوْرِدي
أغنى وأنْفَعُ للعِطاشِ وأصفا

ومن (امْرؤِ القيس) اسْتَنَرْتُ فمِشْعلي
ما زالَ في كلِّ الحَوالكِ يُعْفى

أنا يَعْرُبيٌّ وانتمائي حُلَّةٌ
أزْهو بها مهما الزمانُ أسَفّا

قوْلي الصُراحُ وما لسوءِ طَوِيَّةٍ
أنْ يختفي، مهما المموِّهُ أَضْفى

فإذا كَرِهْتُ فإنَّ كُرْهيَ واضِحٌ
وإذا وَدَدْتُ شَرِبْتَ وِدِّيَ صِرْفا

ما المَكرُ من شِيَمِ الرجالِ .. وإنَّ لي
من كلِّ ما يُرضي الرجولَةَ ضِعْفا

أُغضي عن الذلَلِ الكثيرِ وإنّ لي
لأشَدُّ من رَدَّ الجِماحَ وأكْفا

وأعُفُّ عن حقّي لأُرضي صاحبي
أوْ شانئي إنْ كان ذلك أوفى

نِعْمَ الحقوقُ بضاعةً يُشْرى بها
وِدُّ القلوبِ الحانقاتِ لتَشْفى
...
يا مَنْ أَصاخَ لكلِّ صوتٍ ناشزٍ
ظَنَّ التنكُّرَ للأصالةِ ظَرْفا

وهمُ الحداثةِ لن يُضَلِّلَ أمَّتي
عمّا يُمَوَّهُ بالحَديثِ ويُخفى

لُغةُ الحضارةِ يومَ سادتْ أُمَّتي
هذي الدُنا أنّى تُسامُ وتُجْفى؟

فإذا أضاعَ الطفلُ يوماً أمَّهُ
وأباه كان لذي المآربِ أهْفا

ماذا يَضُرُّ الشعرُ جذلاً واضحاً
سهلَ التناولِ للعُفات مُقفّى؟

أمْ أَنَّ رُوّادَ الحديثِ يخيفُهم
كشفُ الغطاءِ؟ ومَنْ تَخوَّفَ أخفى

* هو الحطيئة.

ـ[الباز]ــــــــ[24 - 11 - 2010, 01:58 ص]ـ
لله درك أيها الشاعر النحرير
نص من خميل الشعر يزدهي بعذوبة ألفاظه
وسهولة مخارجه و انسيابية موسيقاه ..
لغة تغرف من البحر وتقدّ من الصخر.
فجاء فخرك في شعرك صادقا غير متكلف.
لا فض فوك
-------
كأني قرأتها "وإنني":
أُغضي عن الذلَلِ الكثيرِ وإنّني
لأشَدُّ من رَدَّ الجِماحَ وأكْفا
لم أفهم أيضا معنى "الذلل":؟ 2 هل هو الذلّ؟؟
وأعِفُّ

شكرا جزيلا

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[24 - 11 - 2010, 02:47 ص]ـ
نِعْمَ الحقوقُ بضاعةً يُشْرى بها
وِدُّ القلوبِ الحانقاتِ لتَشْفى
...

حكمة جميلة
بارك الله بك
تحيتي

ـ[عبد القادر الأسود]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 01:36 ص]ـ
أخي الباز أسعدك الله، أغضي عن ذلل من يسيء إليَ وأعفُ عن ان أنتقم منهم، شكراً لكريم حضورك

ـ[عبد القادر الأسود]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 01:40 ص]ـ
وبارك الله بك أختي العزيزة هدى شكراً لك

ـ[أحمد الأبهر]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 03:44 ص]ـ
هذا من القول الجميل

وهو من بديع ماقرأتُ

مباركٌ حرفك أخي

تحاياي وودي

ـ[ياسمين الشام فاتن]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 11:58 م]ـ
لقد تعطر الفصيح بفوح قصيد شاعرنا الغالي
عبد القادر الأسود
تقديري واحترامي لك اخي بحجم الكون

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[10 - 12 - 2010, 02:00 ص]ـ
[ quote= عبد القادر الأسود;488287]

لغةُ الحضارة

ظنُّوا غُلُوّي بالتَسامُحِ ضَعْفا ** وأنا المهنَّدُ إنْ تَجَرَّدَ أعْفى
أنا من (جريرٍ) قد رَوِيتُ و (جَرولٍ) ** وغرفْتُ من بحرِ (الفرزدقِ) غَرْفا
أنا من (لبيدٍ) قد نَهَلْتُ فمَوْرِدي ** أغنى وأنْفَعُ للعِطاشِ وأصفى
ومن (امْرئِ القيس) اسْتَنَرْتُ، فمِشْعلي ** ما زالَ في كلِّ الحَوالكِ يُعْفى
أنا يَعْرُبيٌّ وانتمائي حُلَّةٌ ** أزْهو بها مهما الزمانُ أسَفّا
قوْلي الصُراحُ وما لسوءِ طَوِيَّةٍ ** أنْ يختفي، مهما المموِّهُ أَضْفى
فإذا كَرِهْتُ فإنَّ كُرْهيَ واضِحٌ ** وإذا وَدَدْتُ شَرِبْتَ وِدِّيَ صِرْفا
ما المَكرُ من شِيَمِ الرجالِ .. وإنَّ لي ** من كلِّ ما يُرضي الرجولَةَ ضِعْفا
أُغضي عن الزّلَلِ الكثيرِ وإنّ لي ** لأشَدُّ من رَدَّ الجِماحَ وأكْفا
وأعُفُّ عن حقّي لأُرضي صاحبي ** أوْ شانئي إنْ كان ذلك أوفى
نِعْمَ الحقوقُ بضاعةً يُشْرى بها ** وُدُّ القلوبِ الحانقاتِ لتَشْفى
...
يا مَنْ أَصاخَ لكلِّ صوتٍ ناشزٍ ** ظَنَّ التنكُّرَ للأصالةِ ظَرْفا
وهْمُ الحداثةِ لن يُضَلِّلَ أمَّتي ** عمّا يُمَوَّهُ بالحَديثِ ويُخفى
لُغةُ الحضارةِ يومَ سادتْ أُمَّتي ** هذي الدُنا أنّى تُسامُ وتُجْفى؟
فإذا أضاعَ الطفلُ يوماً أمَّهُ ** وأباه كان لذي المآربِ أهْفى
ماذا يَضُرُّ الشعرُ جذلاً واضحاً ** سهلَ التناولِ للعُفاة مُقفّى؟
أمْ أَنَّ رُوّادَ الحديثِ يخيفُهم ** كشفُ الغطاءِ؟ ومَنْ تَخوَّفَ أخفى

راقت لي القصيدة، فأحببتُ أن أجمّلها بالإشارة إلى بعض الهفوات التي رأيتها ..
أضيف أيضاً:
هذا الضرب من ضروب البحر الكامل: (فعلاتن=متفاعلْ) يلزمونه الردف عادة، وهو حرف مد يسبق الروي ..
ولذلك يشعر القارئ هنا بضعف القافية
والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير