["جدران الحياة"]
ـ[$ إشراقات $]ــــــــ[21 - 12 - 2010, 04:14 م]ـ
بين فوضى الأوراق و أكوام الكتب .. وعندما فرغت من امتحاناتي .. أمسك بقلمي لأبحر في عالم الخيال بعيدا ً عن المذاكرة .. قررت أن أشارككم أخوتي و أخواتي في الفصيح شيء مما جاد به قلمي
" جدران الحياة "
هناك عند ذاك الجدار تلعب ذكريات طفولتي، تشدو، و تأرجح لعبتي الصغيرة، تحتضن أحلامي الوردية، تهدهدها بحنان و ترجو المولى أن يحمي تلك الخدود الناعمة و القلوب الصغيرة و أن ... ، انهال رصاص الغدر في عجل، يحطم ويدمر، قتل أحلامي و نثر شتات الذكريات البريئة، صوتٌ مدوُ يصدح في في الأرجاء، يصرخ في الجدار كوحشٍ سُلبت منه أميرته الفاتنة ... مازلت أتذكر تلك اللحظة كالأمس، لم يتغير شيءٌ في الجدار، مازال واقفاً في مكانه و مازالت الدماء تخط عليه قصة صمود أبطال ضحوا بالكثير، ضحوا بأحلامهم و ألعابهم، أبطال دفنوا الطفولة و الصبا في قلوبهم، و نسوا رائحة الطين الذي لطالما مرغوا أيدهم و أرجلهم فيه، نسوا إيقاع صوت المطر الي كان يعزف لحن الحياة على مسامعهم.
و بعد أعوامٍ مضت، جرني رماد ذكرياتي إلى ذات الجدار الذي ماتت ذاتي المقهورة عنده، عدت بعد الحرب الضارية لأكفن ما تبقى من أشلاء ذكراتي المبعثرة! .. هزني صوت أنين أحلامي التي هربت منها و لكن روح الجدار مازالت تنبض بأصوات تكبيرات الأبطال، سخرت من نفسي لأنني هربت وقتها، فالبرغم من أنه مجرد جدار صف من طوبٍ "إسمنتي" إلا أنه مفعمٌ بالحياة أكثر مني، بالرغم من برودة الشتاء و عتوِّ الرياح و سقوط المطر إلا أنه مازال واقفا في مكانه بينما أسقطتني أول رصاصة غدر و أصم قلبي دويُّ الحرب، أدهشني صوت تدفق الأمل في صخور الجدار، و أراحني ذاك المعنى الجميل الذي يتربع عليه، بالرغم من أنها رُصفات طوب إلا أنها لم تترك إحداها الأخرى، ظلت واقفة بشموخٍ لا يوصف، وظل الجدار يحتضن أحلام كل من استظل بظله و مازال يخفي أسرار كل من اختبأ خلفه، و لا يسعني إلا أن أجول بناظرة حول لوحة فنية تعج بالحياة، لوحة رسمتها معاني الحياة ... قد نرى أن الجدران مجدر جمادات ٍ لا روح فيها، و لكن عجباً! كيف أستطاع أن يبث الحنين و الحب في قلبي، أثار فضولي لأبحث عن جواب ٍ لأسئلتي، لمَ تعني لنا أوطاننا الكثير و هي ليست إلا مزيجاً من الرمال و الصخور و الجبال؟ و لمَ نحب بيوتنا مع أنها مجرد جدران تسند بعضها البعض لتواجه عثرات الزمن؟
$ إشراقات $
ـ[حُلمْ]ــــــــ[21 - 12 - 2010, 08:08 م]ـ
بين فوضى الأوراق و أكوام الكتب .. وعندما فرغت من امتحاناتي .. أمسك بقلمي لأبحر في عالم الخيال بعيدا ً عن المذاكرة .. قررت أن أشارككم أخوتي و أخواتي في الفصيح شيء مما جاد به قلمي
" جدران الحياة "
. مازلت أتذكر تلك اللحظة كالأمس، لم يتغير شيءٌ في الجدار، مازال واقفاً في مكانه و مازالت الدماء تخط عليه قصة صمود أبطال ضحوا بالكثير، ضحوا بأحلامهم و ألعابهم، أبطال دفنوا الطفولة و الصبا في قلوبهم، و نسوا رائحة الطين الذي لطالما مرغوا أيدهم و أرجلهم فيه، نسوا إيقاع صوت المطر الي كان يعزف لحن الحياة على مسامعهم.
و بعد أعوامٍ مضت، جرني رماد ذكرياتي إلى ذات الجدار الذي ماتت ذاتي المقهورة عنده، عدت بعد الحرب الضارية لأكفن ما تبقى من أشلاء ذكراتي المبعثرة! .. هزني صوت أنين أحلامي التي هربت منها و لكن روح الجدار مازالت تنبض بأصوات تكبيرات الأبطال، سخرت من نفسي لأنني هربت وقتها، فالبرغم من أنه مجرد جدار صف من طوبٍ "إسمنتي" إلا أنه مفعمٌ بالحياة أكثر مني، بالرغم من برودة الشتاء و عتوِّ الرياح و سقوط المطر إلا أنه مازال واقفا في مكانه بينما أسقطتني أول رصاصة غدر و أصم قلبي دويُّ الحرب، أدهشني صوت تدفق الأمل في صخور الجدار،
$ إشراقات $
جميل ماخطته يدك
تصويرك لخيالاتك ودكرياتك ... يجلعني اقف متأملة
بلا زيف ... من اروع ما قرأت
وفقك الله في الدارين
حُلمْ
ـ[فتون]ــــــــ[22 - 12 - 2010, 04:56 ص]ـ
خاطرة جميلة جدا ...
وددت أن أنتقي شيئا من زهور هذا النص الجميل
لكن طاقتي أوشكت على النفاذ ... :) 2
أرجو أن أعود قريبا ...
تحيتي لكِ
ـ[$ إشراقات $]ــــــــ[22 - 12 - 2010, 09:35 م]ـ
جميل ماخطته يدك
تصويرك لخيالاتك ودكرياتك ... يجلعني اقف متأملة
بلا زيف ... من اروع ما قرأت
وفقك الله في الدارين
حُلمْ
شكراً لك على مرورك المبهج .. شجعتني ..
ووفقك الله و بارك فيك ..
ـ[$ إشراقات $]ــــــــ[22 - 12 - 2010, 09:38 م]ـ
خاطرة جميلة جدا ...
وددت أن أنتقي شيئا من زهور هذا النص الجميل
لكن طاقتي أوشكت على النفاذ ... :) 2
أرجو أن أعود قريبا ...
تحيتي لكِ
أنت الأجمل .. بكلماتك اللطيفة ..
و أنا بانتظار عودتك .. لا تنسي تزودي بطاقة كبير .. أخشى أن أتعبك معي ..
دمت بخير ..
¥