[طاهرة صادقة رغم الزنادقة]
ـ[د/ أبو سلمان]ــــــــ[25 - 10 - 2010, 07:04 ص]ـ
[طاهرة صادقة رغم الزنادقة]
رَمَى الفُجَّارُ أمَّ المُؤْمِنِينا ..... بِألْسِنَةٍ حِدَادٍ كَاذِبِينا
تَجَرَأتِ الثعَالبُ بَعْدَ خَوْفٍ ..... وقدْ كَانُوا لَنَا يَتَوَدَّدُونا
فهل خَلَعُوا التَّقِيَّةَ مِنْ قَرِيبٍ ..... فمَا عَادوا بِهَا يَتَسَتَّرُونا
ألا يا فتية الإسْلام هُبُّوا ..... لِنُصْلِيَهُمْ بِنَا مَا يَحْذرُونا
ونُوقِدَ شِعْرَنا للحرْبِ نَارًا ..... وَنَخْرُجَ بالقَوافِي صَائِلينا
ونُزْهِقَ باطلاً لَهُمُ بِحَقٍ ..... ونَكْسِرَ صَوْلةً للمُرْجِفِينا
ونُعْمِلَ فى بَنِي الفجَّار سَيْفًا ..... يُقًطِّع منْ عروقِهِمُ الوتِينَا
لِعَائِشَةَ التُقَى نَقْتَصُ مِنْهُمْ ..... وَنُرْهِبُ سَائِرَ المُتَرَبِّصِينا
فعَائِشَةُ التى حَقَدُوا عَلَيْهَا ..... لنَا أمٌ ونَحْنُ لَهَا البَنُونَا
أبو بَكْرٍ سَقَاهَا الطُهْرَ صَفْوًا ..... وربَّاها بِبَيْتِ الصَّالِحِينا
فَشَبَّتْ بالتُقَى نَبْتًا كريمًا ..... ونورُ الوحْي خالَطَهَا سِنِينا
وَشَرَّفَهَا الإلَه بِخَيْر زَوْجٍ ..... نَبِيٍ خَاتَمٍ لِلْمُرْسَلِينا
فسَيِّدَةُ النِّسَاءِ إلَيْهِ زُفًّتْ ..... وَطَيِّبَةٌ لِخَيْر الطَيِّبِينا
وفِي الدُنْيَا لَهُ سَكَنٌ وحِلٌ ..... وَزَوْجَتُهُ بِدَارِ الخَالِدِينا
مُجَاهِدَةٌ لهَا في الغزو صَبْرٌ ..... وعَابِدَةٌ مِنَ المُتَعَبِّدينا
بِقَلْبِ نَبِيِِّنا حَازَتْ مَقَامًا ..... لتَسْبقَ بالمَقَامِ السَّابِقِينا
وَبعْدَ وَفَاتِه خَلَفَتْه فِينَا ..... تُعَلِّم هَدْيَهُ لِلْمُسْلِمِينا
فَصَادِقَةٌ عَنِ المَصْدُوق تَرْوِي ..... يَطِيبُ حَدِيثُهَا للسَّامِعِينا
كَبَاسِقَةِ النَّخِيلِ لَهَا ثِمَارٌ ..... تَجُودُ بتَمْرهَا للسَّائِلينا
وعَالِمَةٌ لَهَا في الدِّين فِقْهٌ ..... تَفَجَّرَ نَبْعُهَا فينا عُيُونا
على مَرِّ الزمَان تَظَلُّ تُرْوِي ..... قلوبًا للهُدَى مُتعَطِشِينا
وَبَرَّأهَا الإلهُ مِنَ الرَّزَايَا ..... وسَمَّي قَذْفَهَا إفْكًا مُبِينا
وَأنْزَلَ فِي بَرَاءَتِهَا كِتَابًا ..... ليُبْطِلَ فِرْيَةً لِلْمُجْرِمِينا
وآيُ النُورِ تَبْقَى شَاهِدَاتٍ ..... لِتُظْهِرَ إفْكَهُمْ لِلْعَالَمِينا
وَلَو كَانَت كَمَا ظَنُّوا وَقَالُوا ..... لَطلَّقَهَا بذا لو يَفْقَهُونا
فنِعْمَ البِنْتُ بِنْتُ أبٍ كَرِيمٍ ..... تجَّلى صِدْقُه للنَّاظِرِينا
ونعم الزوجُ زوجُ رَسُولِ رَبِّي ..... وَنِعْمَ الأمُّ أمُّ المُؤْمِنِينا
عَجِبْتُ لخَاسِرٍ يَهْذِي بِإِفْكٍ ..... تَرَدَّى فِى قَذَارَتِه مَهِينا
لِيَقْلِبَ يُسْرَه عُسْرًا وخُسْرًا ..... فصار بِهِ حَبِيبَ الكافرينا
أيَرْمِيهَا؟ فَوَاعَجَبًا لدُنْيَا ..... بها الفجارُ ترْمِى الطَّاهِرِينا
أيرمون الحصانَ بشرِّ إفكٍ ..... وهم في فُحْشِهِم يتنافسونا
فبعض رُؤوسِهِمْ قوْمٌ زُنَاةٌ ..... يَعُدُّون الزنَا فضْلاً ودينا
فغُضَّ الطرْفَ يا ذيْلا لِكَلبٍ ..... يَهُز بِه شِمَالا أو يَمِينا
سَتَعْلَمُ يَا خَبيثُ إذا بُعِثْنا ..... بأنَّ مَكَانَكُمْ فِي الأسْفَلِينا
أبَعْدَ بَرَاءَةٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي ..... يَرُدُّ بِرَأيِهِ الوَحْيَ اليَقِينا
فَشَابَهَ قَوْلُهُ بِالإفْكِ قَوْلا ..... سَمِعْنَا مِثْلَهُ فِي الغَابرينا
تَقَارَبَتِ القُلُوبُ برغْم بُعْدٍ ..... فهُمْ في كُفْرهِمْ يَتَشَابَهُونا
وَزَادُوا زُورَهُمْ كَذِبًا وَمَكْرًا ..... وَفَاقُوا فِي الفُجُور الأولينا
فلولا إذ رَمَوْهَا ثُمَّ جَاءُوا ..... بِبُرْهَانٍ لَهُمْ لَوْ يَصْدُقُونا
ولَكِنْ قد أضَلَّتْهُمْ ظنُونٌ ..... وإنَّ الظَنَّ دِينُ الكاذبينا
وَقَدْ نُسِبُوا لآلِ البَيْتِ زُورًا ..... وآلُ البَيْتِ مِنْهُمْ يَبْرأونا
وَلَوْ بَعَثَ الإلَهُ لَهُمْ عَلِيًا ..... لكَذَّبَهُمْ وأخْزَى المُفْتَرينا
وقد خَذَلُوهُ لمَّا كَانَ فِيهِمْ ..... وكانوا بالحُسَيْن الغَادِرينا
ألا إنَّ الروافضَ أَهْلُ غَدْرِ ..... ذُيُولٌ لليَهُودِ مُعَمَّمُونا
أفَاعٍ لادِغَاتٌ حَاقِدَاتٌ ..... تبثُّ سُمُومَهَا حِينًا فَحِينا
لَهُمْ فِى كُلِّ مُوبِقَةٍ فنونٌ ..... وفِي تحليلها يَتَخَرَّصُونا
فإشْراكٌ بمَنْ خَلَقَ البَرَايا ..... وطَعْنٌ فِي الصَّحَابَةِ أجْمَعِينا
وخُمْسٌ حَلَّلُوهُ بِغَيْر حَقٍ ..... وَفَاحِشَةٌ وَلَعْنُ المُسْلِمِينا
وغَالوا فى أئِمَّتِهِمْ غُلُوًا ..... يُضَاهُون النَصَارَى المُشْرِكِينا
وللفرْسِ البُغَاةِ لَهُمْ أُصُولٌ ..... فكَانُوا للمَجُوسِ الوَارثِينا
وَتَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا إنْ تَرَاهُمْ ..... وَلَكِنْ فى الخَفَا يَتَلاعَنُونا
فَمَنْ كَانَتْ بِهِمْ تِلْك البَلايَا ..... فماذا مِنْهُمُ تتَوَقَّعُونا
فإن ذمََُّوا فَذَمُّهمُ مَدِيحٌ ..... وإن مَدَحَوا فَبِئْسَ المَادحِونا
فيا أمَّاه أنتِ اليَوْمَ رَمْزٌ ..... وإنْ رَغِمَتْ أُنُوفُ الكَافِِرينا
رَسُولَ الله لا تَحْزَنْ فَإنَّا ..... نَرُدُّ السُوءَ عَنْها مَا بَقِينا
فعِرْضِي دُونَ عِرْضِكَ يَفْتَدِيهِ ..... وأُمِّي دُونَ أُمِّ المُؤْمِنِينا
د / أبو سلمان
¥