[بين المغرب والعشاء!]
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 03:27 ص]ـ
::
زيد
فتىً منذ صباه يميل جنانه إلى استماع كلام الله عز وجل
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم
::
زيد
كان يكثر من سؤال الله عز وجل أن يحبب إليه تلاوة كتابه ولا يحرمه من لذّة ترتيله إياه
حتى ألف لسانه هذا المنى على كل أحواله في حله وترحاله
::
وشبّ زيد
وهو هو على ما كان في صباه
بل وأشدّ وعياً و أحوذيّةً
إلا ما يخالج الشبيبة من توقد الغرائز البشريّة
::
بدأ زيدٌ يرأى و كأنما هو أثر دعائه
فقد أصبح مدمناً لتلاوة القرآن
فازداد إلحاحاً في تضرعه
أن لا يحرمه الله من تلاوته حتى وهو في قبره ويوم يبعثون!
::
إن زيداً لوحيدٌ الآن
ولم يسأل زيداً أحدٌ عن حقيقة وحدته
لكنه باقٍ على سيرة نقائه
وعلى ما كان يتعاهده قبل انقطاعه عن أعزائه
::
وفي يومٍ من أيام وحدته ولياليها
وما أدراك ما أيام الوحدة ولياليها؟
و قد خلا بنفسه في صومعته التي هي في عين غيره كأي حُجرة ..
وقد أوشك على زرّ آخر عروة من درع أذكار المساء والليلة
دعاه داعي الحنين أن يعمّر هذا الفواق بين المغرب ( http://forum.ma3ali.net/t779387.html) والعشاء ( http://forum.ma3ali.net/t779387.html)
بتلاوة ما تيسّر من كتاب مولاه
فاستجاب مهطعاً إلى همهمة ذلك الداعي
تناول مصحفه وقرن مع نية الذكر
نية معاهدة ما كاد ينضب من نبع حفظه
وللبُعد أهوال وأحوال ..
::
افتتح الأعراف
بعدما تعوذ وبسمل
آلمص ..
وزيدٌ مبحرٌ في ترتيله ..
استحضر صوت شيخه الذي يصلي وراءه في كل ليلة من ليالي رمضان ..
افجتمع في قلبه حنين القرآن وحنين رمضان ..
سار زيدٌ في ترتيله على صهوة الحَدْر
ليتدارك الوقت في تثبيت أوتاد حفظه مع تدبّر ما يتلفظه من نور
زيدٌ يجد حلاوة في تلسسه أحرف الآيات
وتتجلى له عظمة قائلها تبارك وتعالى ..
إن زيداً لمتذوقٌ للقرآن إذن!
ما أنعمك بهذه النعمة يا زيد ..
ومضى زيدٌ والوقت ينصت إلى تلاوته ..
حتى أشرف على ثنية ختام السورة ..
إنها الأعراف
يحبها زيدٌ
كما يحب كل آية في كتاب الله
وفي غمرة جريان الترتيل
و تألق أضواء التدبّر على زجاج التبصّر ..
انتهى إلى قوله تعالى
إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
وأثناء انتقاله من لفظة إلى أخرى في تسلسل عبارات هذه الآية
تعرقل مسير زيد
واضطربت حركات حباله الصويتة ..
و ..
انهار سقف خشوعه على صمت صموده!
و احتكّت شهقة تأمله بمجرى ترسُّلهِ
وكُبحَ جرَيان ترتيله بتكسر الصوت على رصيف تأويله!!
ونطق كل منظرٍ في عين زيد بآية لله أو نعمة!!
وسجدت ذات كيانه قبل سجود بقية أركانه!!
وقد فاضت عين زيد بطوفان الإجلال لمقام الله العظيم
فانبجست عيون الدموع على طرق خده
واعتصرت مشاعر الخشوع بأقفاص صدره
بكى وبكى وبكى وبكى ..
وكلما تماسك بكى!
ولم لا يبكي
و كل ما يراه يذكره بعظمة الله
وكل ما يسمعه يتلو عليه كلام الله
اهتزت أركانه
ارتجفت أضلاعه
بحّ صوته
جفّ نحيبه
علا سعاله!
إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
لا تغادر عينه و لا تفارق روحه ولا تتبدد عن سمائه ..
تهطل وتهطل وتهطل ..
سجد زيدٌ بكل كلياته وجزئياته ..
وسجد بكاؤه معه
ثم رفع رأسه كما وضعه ..
حتى هدهد نفسه بنفسه
واعتنقه تسبيحه بحمد الله وقدسه
ثم غسل وجهه خيفة أن يطرق عليه أحد ويبهته متلبّساً بدموعه ..
وعاد هادئاً صامتاً مستغفراً
بحالٍ أخرى ..
تختلف عن ما قبل هذا الطوفان
أنها ازدادت إيماناً ..
وما هي إلا دقائق و يبدد صمت الحجرة
صوت الأذان ..
ليجمع زيد شمل ملامحه المعتادة
ويخرج إلى المصلّى ..
كما ظهر للناس قبل خروجه منه
واختفى زيد من حجرته
وصفحتنا
سمّوها ما شئتم خاطرةً أو قصة
http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smilie.gif
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 04:41 ص]ـ
إن زيداً لوحيدٌ الآن
ولم يسأل زيداً أحدٌ عن حقيقة وحدته
لكنه باقٍ على سيرة نقائه
وعلى ما كان يتعاهده قبل انقطاعه عن أعزائه
هنيئا لك تلك الوحدة يا زيد
من وجد الله فماذا فقد؟ ومن فقد الله فماذا وجد؟
لله درك ودر زيد
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 02:55 م]ـ
.
انهار سقف خشوعه على صمت صموده!
و احتكّت شهقة تأمله بمجرى ترسُّلهِ
وكُبحَ جرَيان ترتيله بتكسر الصوت على رصيف تأويله!!
ونطق كل منظرٍ في عين زيد بآية لله أو نعمة!!
وسجدت ذات كيانه قبل سجود بقية أركانه!!
وقد فاضت عين زيد بطوفان الإجلال لمقام الله العظيم
********
ذوبان وخشوع مؤثر، هنأ الله زيداً وبارك فيك أبا الهذيل
ما أروع سجود ذات الكيان قبل سجود الأركان
زدنا من لطائف اللطائف
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 08:13 م]ـ
هذه الرائعة مكانها الطبيعي هو منتدى الإبداع
أرجو نقلها كي تنير المكان
ونستنير بحكمتها
ما بالكم أيها الإخوة لو سمعتموها بصوت أديبنا الشاعر الكبير رؤبة؟
ألقاها بشكلٍ رائع في غرفة هتاف الصوتية في الأسبوع الماضي ..
تحية لك أخي المتألق دوماً بفكرك وأدبك الرصين
ولله در زيد ولا فضّ فوك ..
¥