تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لن أحدثكم كثيراً عن مصر ولن أزعجكم بثرثرتي التي لن تنتهي إلا بانتهاء بطارية الجهاز الذي أتواصل معكم من خلاله .. لن أخبركم عن عامل النظافة الذي تفاجأت بثقافته العالية و إحاطته بما لم يحط به نفرٌ ممن يسندون ظهورهم على أدراج تمتلئ بالكتب كجزءٍ لا يتجزأ من أجزاء (البرستيج) الكمالية في أركان المجالس والصوالين!! ولن أخبركم أن ذلك ليس إلا مجرد امتداد لثقافة شعبٍ جبل على حب المطالعة و التعلق بالمعرفة و التَوْقِ إلى العلم!! لن أخبركم عن صانعي البسمة و أعداء النكد ومحبي الحياة على علّاتها في تجسيدٍ حي لمعنى التفاؤلِ في أسمى صوره وأجمل أشكاله .. أريد فقط أن أخبركم أنني ذهبت إلى مصر وهو أهم ما في الأمر إذ لن ينتهي حديثي عن مصر إلا بوفاتي أو ربما انقطاعي عن الكتابة و من ثم انشغالي بالحديث عن مصر شفهياً للأخوة والأقارب والأصدقاء .. لم أكن أنوي الزواج فيما مضى و الآن فقط قررت الزواج .. سأتزوج لأقص على زوجتي أحداث رحلتي إلى مصر ... سأخبرها ماذا فعلتُ في مصر خلال رحلتي التي استغرقت خمسة أيامٍ متتالية .. سأخبرها أن زوجها لا يختلف عن ابن بطوطة .. ستفخر بزوجها الذي زار مصر وأصبح لديه الكثير من القصص ليرويها لأبنائه .. وستحرص هي بدورها على أن تنجب المزيد من الأبناء ليروي لهم والدهم قصة هذه الرحلة العريقة ..

وسأخبركم باكتشافي حيال الأسعار!! فقد اكتشفت أن الأسعار في بعض المحافل عصيّة حتى على محفظة والدي المليئة بالنقود!! ليس الغلاء ضاربًا بأطنابه هنا في السعودية غير متجاوزٍ لغيرها!! بل إن له إخوة أشقاء يعيشون في مصر بعضهم أسمن من بعض!! لا أستطيع أن أصف لكم سعادتي التي انقلبت إلى غضبٍ وحزن وأنا أكافح وأناضل في سبيل حضور إحدى المسرحيات الفنية!! حاولت أن أحضر المسرحية إلا إني لم أستطع .. قيمة التذاكر تفوق قيمة تذاكر الطيران ذهاباً وإياباً من وإلى السعودية .. لم أستطع دفع ذلك المبلغ بل لا أستطيع أن أكتب المبلغ على صفحات الموضوع .. أشعر أن يدي ترتعد وترجفُ رجفةً هي أشبه بالرقص المشوّه على غير إيقاع .. حاولت إقناع الحارس ليسمح لي بالدخول لكنه رفض .. عرضت عليه خمسين جنيهاً على أن يسمح لي بالوقوف على باب المسرح الذي اكتظ بأصناف البشر لأشاهد ما يشاهده الناس وأستمتع كما يستمتع غيري؛ فعرض علي مائة جنيه على أن أنصرف عنه .. طلبته أن يسمح لي بالمشاهدة ولو من النافذة المطلة على الشارع و حين عرضت هذا العرض لم أكن أعلم هل توجد نافذة تطل على الشارع أم لا!! لكني كنت أود الحضور فحسب .. إلا أن محاولاتي باءت بالفشل و عدتُ خائباً مكسور الجناح لا حول لي ولا قوة .. عدتُ إلى أصدقاءٍ طاروا من بعدي أشظاظا .. عدتُ فجمعتهم ومنذ ذلك الحين و هم يجتمعون كل يوم على قصةٍ جديدة من أحداث رحلتي المفعمة بالتجارب و الحكم و الأخبار والأعاجيب ولا شيء أبدًا من الأكاذيب ..

ملاحظات:

· الملون بالأحمر هي مجموعة كلمات كنت قد وعدت الأخت فتون باستخدامها مستقبلًا وها قد جاء المستقبل وأنا الآن أستخدمها لأدلل لها وللآخرين على قوة تمكني وفصاحتي وإحاطتي بمفرداتٍ هي من عيون اللغة و أركانها .. و سأحفظ أربع كلماتٍ أخرياتٍ لأزج بها في متن موضوعٍ قادم بإذن الله .. فهل المنفلوطي أفضل مني في شيء؟!!!

· أعكف الآن على إعداد مجموعة قصصية أضم فيها بعضًا من القصص القديمة والجديدة .. وسأحرص على أن أخرجها بشكلٍ مميزٍ بحيث لا يشوبها خللُ ولا خطلٌ ولا زلل حتى لا يشمت بي الأعداء والأصدقاء .. و أنا الآن أستغل هذه النافذة للتسويق للمجموعة أولًا .. ولأشد على أيديكم ثانيًا لتوفروا شيئًا من أموالكم لشراء هذه المجموعة بمجرد أن تصدر .. لا أريد أعذارًا واهية .. الجميع – الأعداء والأصدقاء - لا بد أن يشتري المجموعة .. ومن لم يعجبه شثاث وكتاباته فلا مانع لدي .. فأنا إنسانٌ ديمقراطي وأحب الرأي والرأي الآخر .. وما على الواحد منكم إلا أن يشتري المجموعة وليقذف بها إن لم تعجبه في سلة المهملات بمجرد شرائها من دون حتى قراءة العنوان على الغلاف ..

· لا أحب الكتابة في الإبداع إيمانًا مني بأن الإبداع مسمى لا يمكن لكتاباتي أن تصمد كثيرًا أمامه .. ولكن لا خيار .. فليس إلا هذه النافذة .. فأقول في نفسي لعلي أخرج بفائدةٍ عابرة يسديها أحد الأساتذة حين يمر من هنا فيفتح منصوبًا رفعته .. أو يكسر حرفًا نصبته .. أو يضيف حرفًا سرقته .. فأتعلم منهم ما لم أكن أعلم .. والله وحده ولي العلم ..

شكرًا لكم ودمتم بخير إلى ثرثرة مقبلة ..

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 03:19 ص]ـ

حمداً لله على سلامتك، بعد أن عدلت عن فكرة الانتحار .. يسرنا أنك بيننا من جديد

موضوعٌ مشوّق كالعادة، حين أبدأ بقراءته لا أرفع عنه عيني حتى آخر حرفٍ (ما شاء الله)، فعلا لديك أسلوب مميز أستاذ شثاث ..

وربما لي عودة أخرى إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير