تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعد عدة محاولات جاء الرد من عبير " أنا لا استطيع أن أكلمك كلم أبي فإن وافق كلمتك " رد عليها يوسف " زوجتي العزيزة: لقد طلبتي المستحيل فأبوك رفض من قبل فهل لي سبيل غير ذلك، فأنا لا أطلب حراما فأنتي زوجتي، فالشرع أباح للخطيب أن ينظر لمخطوبته فما بالك بمن هي بذمتي أما آن لي ولك أن نقف أمام تلك العادات القديمة؟؟ انتظر ردك "

لا رد من عبير وصل .. وصار بعيدا عنه الأمل

فما هو المانع الذي منع عبير من الرد على يوسف؟؟؟

ويوم وراء يوم حتى يئس يوسف عن إرسال الرسائل وكل يوم يمر على يوسف ووردة العواطف في قلبه تذبل شيئا فشيئا، وانشغل يوسف بالعمل وأصبح المنصب مبتغاه والجاه هدفه أصبح يفكر بعقله أكثر من قلبه فبدأ ميدان السباق حول الكراسي ومرت الأيام والليالي حتى ذبلت وردة العاطفة لأنها لم تجد من يسقيها.

وبعد مرور سنتين تزوج يوسف من عبير وحضر وجهاء وكبراء المدينة لأن يوسف أصبح نائب مدير عام شركة ينبع للإسمنت، فيوسف ترك العمل الحكومي واتجه إلى القطاع الخاص لأن القطاع الخاص يقدر الكفاءات أما القطاع الحكومي يقدر الواسطات.

في أول ليلة قابل زوجته سلم عليها فوجدها جميلة حسناء وقبل تناول طعام العشاء وصلت يوسف رسالة تفيد أن الشركة المنافسة لهم بالسوق بدأت تنزل أسهمها. انطلق يوسف إلى جهاز الحاسوب وبدأ يشتغل بالنت والجوال بيده يكلم مدير عام الشركة ويجمع له الأخبار ويراجع ميزانية شركتهم ليضم الشركة الخاسرة إليهم ليكون السوق كله بحوزتهم وبدأ يعمل ويعمل ونسي أنه عريس حتى أذن الصبح، فلم يشعر أحمد بنفسه ولا بزوجته إلا وهو على السرير في سبات عميق.

دار في خاطر عبير أين صاحب الرسائل والمشاعر التي يرسلها إلي؟ .. أين الزوج العاطفي .. ؟ أين الكلام الحلو .. ؟ أين .. ؟ وأين .. ؟؟؟

مر شهر وعلاقته الزوجية خالية من المشاعر فهو لا يتحدث إلا عن الشركة وإنجازاته فيها.

وبعد مرور عشر سنوات أصبح يوسف المدير العام للشركة وعنده ابن وبنت، دخل على زوجته يخبرها بأنه أصبح المدير العام للشركة وهو يطير من الفرح ..

بكت زوجته فقال لها: هل هي دموع الفرح؟؟ قالت: لا إنها دموع الحزن. فرد قائلا: وهل تحزنين ونحن في رغد من العيش!!

قالت: يا يوسف إن وقتك كله للعمل فأين موقعي أنا وأبنائي من حياتك، يا يوسف إنك لم تذهب بنا في رحلة منذ سنين.

فأخذت عبير جوالها القديم وما زالت محتفظة به فقرأت عليه رسائله التي كان يرسلها لها.

فقالت: أين يوسف صاحب القلب الرقيق أليست هذه رسائلك؟؟ أليست هذه هداياك؟؟

قال: بلى. هي رسائلي ثم قال يوسف لها: " إن العاطفة كالوردة إن لم تسقى ويحافظ عليها تموت ... وأنتي لم تسقينها حتى ماتت داخلي "

ثم وجه لها سؤالا: وما منعك أن تردي علي؟؟ ولو برسالة!!

قالت عبير: لقد أشارت علي إحدى صديقاتي أن لا أرد عليك لأن الرجال لا يحبون المرأة الخفيفة وحتى يحس أن الوصول إليك صعب وأيضا يحس أن لك أهلا فيحسب لهم ألف حساب

قال يوسف: إذا تحملي تطبيق المشورة الخاطئة .. فبكت عبير وقالت: ليت الزمن يعود حتى أصلح ما وقع مني.

قال يوسف: إن الريش سهل علينا رميه لكن صعب علينا جمعه .. والقلب مثل الزجاجة إن تكسر لا يجمع

قالت عبير: لم لا نزرع وردة جميلة؟؟ ولك مني أن أسقيها بيدي وأحافظ عليها كل يوم.

قال يوسف: قلبي مملوء بأشجار كثيرة تحتاج مني أن أسقيها بعرقي وتعبي فلا وجود لوردة العاطفة بين أشجار كشجرة المنصب وشجرة الجاه وشجرة المال

كل تلك الأشجار أخذت المكان في قلبي .....

ـ[مريم خالد]ــــــــ[07 - 12 - 2010, 08:20 ص]ـ

السلام عليك أيها الطّالبُ المثاليّ

على كون الحياة تمور بالعجيب من القصص والوقائع أجدني أستغربُ وبشدّة أنّ قصّة كالتي سردتَ يمكنُ أن تقعَ في عصرنا هذا

لا أنكرُ أنَّ ما سمعته عبير من أهلها ورفيقاتها قد سمعته خلال مسير حياتي من أمّي وجدّتي وأجدت تطبيقهُ ردحاً من الزّمن حتّى غدوتُ في نظر الكثيرين ممن يحيطون بي زمالةً وصداقةً وقرابة: قفلاً بامتياز

أضعتُ على نفسي كثيراً من الفرص الذّهبية لخوض قصصٍ عاطفية مع شبّانٍ رائعين بسبب اقتناعي بأنَّ الشّابّ يفضل الفتاة الرزينة الرّصينة الوقور التي تصدّه وتتمنّعُ عليه وتصعّر خدها له إن هو عليها أقبل

ولكن ... تبيّن لي أنّ خير الأمور أوسطها وأنّ الغلظة والفظاظة مجلبة للنفور والانفضاض والإعراض .. ولا غضاضة في أن تسلس الصّبيّةُ القيادَ لمشاعرها تسكبها في مسمع الحبيب وتسفحها فوق أوراقه تبادله عبارات الحبّ بالمثل وتترجم لصادق إحساسها وعميق عواطفها شريطة أن يكون ذلك حلالاً لا تشوبه حرمةٌ أو معصية

أخطأت عبير إذ لم تسقِ البرعم حين كان يتوجّب عليها سقياه وتعهده بالحنو والرعاية ليتفتق عن وردة فواحة الأرج

الفرصة تأتينا مرة واحدة فإذا ضاعت صعب استدراكها وتعويضها ونحن في نهاية المطاف لن نعيشَ سوى عمراً واحداً فقط وأيام ذيّاك العمر لا تحتمل الهجر

بناء القصة دون الجيّد ويفتقد الصبغة الأدبية وقد اشتملت على أضمومةٍ من الأخطاء الإملائيّة .. حبّذا لو قمتَ بتقيحها قبل النشر

استمتعتُ بقراءتها واستخلاص العبرة منها

أشكرك أخي ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير