ـ[الحطيئة]ــــــــ[12 - 12 - 2010, 10:55 ص]ـ
لا فض فوك أخي حسنين
أشاركك الإعجاب بأبي الطيب ذاك الذي فتن ألفاظ العربية بمعانيه الأبكار التي لم يطمثها إنسي قبله و لا جني!
و أحيي فيك دفاعك عن تراث الأمة الأدبي الذي سطا عليه لصوص الحداثة و راموا رمسه
صَلَّتْ على إبداعِكَ الأقلامُ ** وتَقَدَّسَت بطموحِكَ الأحلامُ
مطلع عظيم المعنى يذكر بمطالع المتنبي
يَرْنُو لِهَدْيِكَ كلُّ عالي هِمَّةٍ ** ويَرومُ سَعيَكَ للخُلودِ هُمامُ
هذا البيت غاية في المدح لله درك
أَنْهَجْتَ للعُظماءِ دَرْباً نَيِّراً ** ومَضَيتَ، لا عَجزٌ ولا إِفحامُ
لَمْ تَأْلُ جهدَكَ ماسِكاً ومُمَسِّكاً ** حتَّى يُزاحَ عن الشموخ لِثَامُ
صورة جميلة , ولو أنك وضعت "يماط" مكان " يزاح"؛ لكانت أجمل
حتَّى تَعودَ إلى الصدارَةِ أُمَّةٌ ** سَرْجٌ أطاحَ بعِزِّها ولِجامُ
مالَتْ إلى اللَّذَّاتِ حينَ تَخَلَّفَت ** فَغَدَت على خَسْفِ الهَوانِ تُسامُ
بل تخلفت حين مالت!
يا مَن بُعِثتَ إلى الطَّغَامِ مُخَلِّصاً ** هَلَّا تُخَلِّصُنا؛ فنَحنُ طَغامُ!
أمَّا الصِّغارُ؛ فسُوِّدوا وتَصَدَّروا ** وكِبارُنا مِن ذُلِّهم أقزامُ ...
كان الأولى أن تكون إضافة "نا" إلى الصغار كي يزدادوا صغارا بنسبتهم إلى الطغام , أما كبارنا , فأنت في مقام تعظيمهم و التهويل مما آل إليه حالهم , فكانت الأولى أنت تنسب إلى عظيم أو تكون بلا نسبة
أفديكَ لا أرثيكَ؛ لستَ بغائبٍ ** بأبي وأُمِّي أيُّها المقدامُ!
معنى جميل , و لكن , ما كل غائب ميت و إنما يرثى الميت , فلو قلت " لست بميت" كان أجود و أدق
إنِّي قَصَدتُ إلى بكائِكَ تَوبةً ** وهَوًى لِمَجدكَ أيها الضِّرْغامُ
قَدَّمتُ إرضاءَ المبادئِ شامخاً ** سِيَّانَ عندي مَن رَضُوا أو لاموا
هذا الصدر لا يصح في أبي الطيب ألبتة , لأنه يمدح , فإلم يُنل؛ هجا , فأين المبدأ؟؟!!:)
إنَّ القوافيَ وحَّدَت آمالَنا ** [فَلَها علينا حُرْمةٌ وذِمامُ]
ما معنى الصدر؟!
قُمْ! أبصِر الشعراءَ كيف تَخَنَّثوا ** واستَعذَبوا ظِلَّ الضلالِ فناموا
وتَوَسَّدوا أطماعَهم وتَلَفَّعوا ** بالتافهاتِ وَعَمَّهم إفْدامُ
في كلِّ وادٍ للمَهانةِ هَوَّموا ** وبكلِّ مُودٍ بالكرامة هاموا
لعل الصدر قد قام بمعنى العجز؟!
فصَهيلُهم حَسْبَ النِّظامِ مُدَوْزَنٌ ** وغَدا بكَفِّ المنفِقِينَ زِمامُ
حسبَ المعالِفِ يكتُبون؛ ذيولُهم ** هَزَّازةٌ أنَّى تُهَزُّ عِظامُ!
غِربانُ سَوْءٍ بالنَّعيبِ تَراشَقوا ** خُدِعوا بقائلةِ النُّسورِ فَحاموا
كُلٌّ بسَوْأَتِهِ يَزُنُّ مَثيلَهُ ** ويقولُ: وَجهُكَ قد عَلاهُ سُخامُ!
وضَفادِعٌ ظَنُّوا انقِراضَ ثَعابِنٍ ** بِنَقيقهم حَفْلَ النِّفاقِ أقاموا
هل يصح جمع "ثعبان" على "ثعابن"؟!؟
شَغَلوا المنابِرَ بادِّعاءِ حَداثةٍ ** تَعْيَى لِفَهْمِ مُرادِها الأوهامُ
لعل هذا البيت قد كُتب بعد كتابة البيت الذي يلي الذي بعده!!
ألم تكن " الأفهام" أولى بهذا البيت من "الأوهام"
و كيف يكون فهم الأوهام؟؟ , هذا من معاني الحداثيين غير المفهومة:)!!
بقصائدٍ مَنثورَةٍ فَرِحوا بها ** لا يَحتَويها مَنطقٌ ونِظامُ
أحسنت
صارَ الدَّعِيُّ وأنتَ صِنْفاً واحداً ** تَتَأَرْشَفُونَ! فبِئْسَت الأَفهامُ؛
هل يصح هذا التركيب: صار فلان و أنت؟
و لو صح , فممدوحك المخاطب أحق بالتقديم من غيره لاسيما المذموم الغائب!
و ما معنى " تتأرشفون"؟
لَمْ يَجْرُؤُوا - لو قمتَ - أنْ يَتَطَوَّسوا ** قد أيقَنوا منكَ الرُّقادَ؛ فقاموا ... !
ما رقد من خلف من يدافع عنه:)
قد قلتُ ما قلتُ مِن نقدٍ فإن خطأ = بدا فعذريَ أنّي لستُ معصوما:)
من ديواني (الشوق وأحزان أخرى): ص 75.
ملاحظة: ما بين المعقفتين عجُز بيتٍ لأبي نُؤاس.
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 03:57 م]ـ
ماذا أقول بعد هذا الإبداع؟
لله درك
ودر حرفك، وشعرك الجميل
دام لك هذا القلم مشعاً منيرا
تحيتي لك أخي المبدع حسنين ..
ولك الشكر دائماً أختي الكريمة على مرورك الكريم!
تقبلي تحياتي!
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 03:58 م]ـ
لا فض فوك أخي الكريم
رائع ما أتحفتنا به
ولكنك قسوت على الشعراء فأكثرهم لم يتوسدوا أطماعَهم ولم يتلفعوا بها وابتعدوا عن توافه الأمور ولم يهيموا بكل واد
ولكنهم مغيبون ولا بواكي لهم
.
حياك الله أخي الكريم! وشكراً لمرورك الكريم!
لم أقسُ إلَّا على الشعراء التافهين! أمَّا المغيَّبون فهذه القصيدة بكائية لهم وبلسانهم أرجو!
تقبل تحياتي!
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 04:00 م]ـ
كنت قد انتقدت .. بعد أن أعدت القراءة وجدت أنّي لست على صواب .. فمحوت ..
.لديك استخدامات تدل على تمكّن شديد ..
((تلفّعوا ... تخنّثوا .. الطغام .. ))
و كثير كثير ..
و موضوع الرمز أمر سحري .. إبداعي يمثّل الحداثة في أبهى صورها ويطلق الإبداع للشاعر ..
أخي الكريم حسنين ..
قلت شعراً فذّا .. ونقلت لنا بوضوح صورة مستنقعات الحداثة الشعرية التي يزعمونها اليوم ..
وكيف تحوّلوا إلى إرضاء معالفهم .. وكيف حوّلوا النثر إلى شعر ..
قصيدة تجمع بين النقد والإبداع والرمز, ..
شكرا لك يا أبا الطيّب
ساري
والشكر لك دائماً على هذا الحضور الجميل أخي ساري!
لا مجاملةً أقول: إني أرى فيك ناقداً يدرك هدفه! تابع سَيرَك اللطيف في تذوُّق الشعر!
تقبل مشكوراً تحياتي واحترامي!
¥