مروان: لا يا عبد الله ليس هذا مقصدي كلنا سواسية ولا فضل لأحد على أحد إلا بتقواه.
عبد الله: أخي مروان نحن أمة القشور في كل شيء الدين الإيمان الأخلاق الضمير العقل إلا من رحم ربي،
صدقني رحمك الله ما من فرق بين تلك القضية والأخرى إنما حب الدنيا وما فيها حب " الغاز والبترول وما يأتينا منهم" قد تفوق على حبنا لله فالإيمان بالله لا يتجزأ ولا يجب أن نساوم على حق من حقوق الله وعباده مقابل تقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان،
مروان: صدقت يا عبد الله ولكن أنت تطرقت لقضية خطيرة أخطر من العقل فحاذر أن تُحاكم بها!.
يتغتغُ ألمًا عبدُ الله ثم يقول: أحاكم بها مِن مَن أتعني هؤلاء الذين على المقصلة لا حول لهم ولا قوة يا أخي،
إنه فقط الخوف، خوفنا منهم وعدم الثقة الكاملة في الله، أشياءٌ هي التي أودت بنا إلى هذا الحال الأسوأ في تاريخ الأمة، ثم ماذا سيفعلون لك وأنت الذي تُحاكم الآن ومعك الحق أتدري ما الحق؟، أقول لك، الحقُ هو أحد أسماء الله عز وجل، كما أنك لن تموت إلا مرة واحدة وأن كتابك لم يكتب إلا مرة واحدة، فإنك إما أن تعيش رجلًا أو تموت فأرًا، وليس بعد الكرامة شيء، مروان يامروان استيقظ هل نمت انظر ماذا يقول لهم نزار قباني؟.
لو ملكنا بقية إباء
لا نتحينا .. لكننا جبناء
نصف أشعارنا نقوش وماذا
ينفع النقش حين يهوي البناءُ؟
نرفض الشعر أن يكون حصاناً
يمتطيه الطغاة و الأقوياءُ
ماهو الشعر إن غدا بهلواناً
يتسلى برقصه الخلفاءُ
ماهو الشعر حين يصبح فأراً
كسرة الخبز- همه -والغذاءُ
و إذا أصبح المفكر بوقاً
يستوي الفكر عندها والحذاءُ
عندما تبدأ البنادق بالعزف
تموت القصائد العصماءُ
وحدويون! والبلاد شظايا
كل جزء من لحمها أجزاءُ
ماركسيون! والجماهير تشقى
فلماذا لا يشبع الفقراءُ
قرشيون! لو رأتهم قريشُ
لاستجارت من رملها البيداءُ
لايمين يجيرنا أو يسار
تحت حد السكين نحن سواءُ
لو قرأنا التاريخ ماضاعت القدسُ
وضاعت من قبلها الحمراءُ
يافلسطين لا تنادي عليهم
قد تساوى الأموات والأحياءُ
قتل النفط مابهم من سجايا
ولقد يقتل الثري الثراءُ
يافلسطين لا تنادي قريشاً
فقريش ماتت بها الخيلاءُ
لا تنادي الرجال من عبد شمس
لا تنادي لم يبق إلا النساءُ
ذروة الموت أن تموت المروءاتُ
ويمشي إلى الوراءِ الوراءُ
أيها الراكعون في معبد الحرف
كفانا الدوار والإغماءُ
وقليل من الكلام نقي
وكثير من الكلام بغاءُ
كم أعاني مما كتبت عذاباً
ويعاني من شرقنا الشرفاءُ
كل من قاتلوا بحرف شجاع
ثم ماتوا .. فإنهم شهداءُ
أصدقاء الحروف لا تعذلوني
إن تفجرت أيها الأصدقاء
إنني أخزن الرعود بصدري
مثلما يخزن الرعود الشتاء
أنا ماجئت كي أكون خطيباً
فبلادي أضاعها الخطباءُ
إنني رافض زماني وعصري
ومن الرفض تولدُ الأشياءُ
"أفيقوا يرحمكم الله."