ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[26 Jun 2008, 07:29 ص]ـ
3ـ كم مرة جاء ذكر آل عمران في السورة؟.
وكم مرة جاء ذكر آل عمران في سور أخرى وأين؟.
سورة آل عمران نبذة عن سورة آل عمران: سورة مدنية، آياتها 200
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) [رواه مسلم]
آل عمران الآية:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب "7")
إذن فبعدما صورنا في الأرحام كيف يشاء على مقتضى حكمته لن يترك الصور بدون منهج للقيم، بل صنع منهج القيم بأن أنزل القرآن وفيه منهج القيم، ولابد أن نأخذ الشيء بجوار الحكمة منه، وإذا أخذنا الشيء بجوار الحكمة منه يوجد كل أمر مستقيما كله جميل وكله خير. فيقول سبحانه: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات". ماذا يعني الحق بقول: "آيات محكمات"؟ إن الشيء المحكم هو الذي لا يتسرب إليه خلل ولا فساد في الفهم؛ لأنه محكم، وهذه الآيات المحكمة هي النصوص التي لا يختلف فيها الناس، فعندما يقول:
{والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}
(من الآية 38 سورة المائدة)
هذه آية تتضمن حكما واضحا. وهو سبحانه يقول:
{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما}
(من الآية 2 سورة النور)
هذه أيضا أمور واضحة، هذا هو المحكم من الآيات، فالمحكم هو ما لا تختلف فيه الأفهام؛ لأن النص فيه واضح وصريح لا يحتمل سواه، و"المتشابه" هو الذي نتعب في فهم المراد منه، ومادمنا سنتعب في فهم المراد منه فلماذا أنزله؟
ويوضح لنا سبحانه ـ كما قلت لك ـ خذ الشيء مع حكمته كي تعرف لماذا نزل؟ فالحكم جاء للأحكام المطلوبة من الخلق، أي افعل كذا، ولا تفعل كذا، ومادامت أفعالا مطلوبة من الخلق فالذي فعلها يثاب عليها، والذي لم يفعلها يعاقب، إذن فسيترتب عليها ثواب وعقاب، فيأتي بها صورة واضحة، وإلا لقال واحد: "أنا لم أفهم"، إن الأحكام تقول لك: "افعل كذا ولا تفعل كذا" فهي حين تقول: "افعل"؛ أنت صالح ألا تفعل، فلو كنت مخلوقاً على أنك تفعل فقط؛ لا يقول لك: افعل، لكن لأنك صالح أن تفعل وألا تفعل فهو يقول لك: "افعل".
وساعة يقول لك: "لا تفعل"، فأنت صالح أن تفعل، فلا يقال: "افعل ولا تفعل" إلا لأنه خلق فيك صلاحية أن تفعل أو لا تفعل، ونلحظ أنه حين يقول لي: افعل كذا ولا تفعل كذا يريد أن أقف أمام شهوة نفسي في الفعل والترك، ولذلك يقول الحق في الصلاة:
{وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
(من الآية 45 سورة البقرة)
فعندما يقول لي: "افعل ولا تفعل" معناها: أن فيه أشياء تكون ثقيلة أن أفعلها، وأن شيئا ثقيلا علي أن أتركه، فمثلا البصر خلقه الله صالحا لأن يرى كل ما في حيزه. على حسب قانون الضوء، والحق يقول له:
{قل انظروا ما ذا في السماوات والأرض}
(من الآية 101 سورة يونس)
ولكن عند المرأة التي لا يحل لك النظر إليها يقول الحق: اغضض.
{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون "30" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
(سورة النور)
ومعنى "يغضوا" و"يغضض" أنه سبحانه حدد حركة العين، ومثال آخر؛ اليد تتحرك فيأمرك ـ سبحانه ـ ألا تحركها إلا في مأمور به، فلا تضرب بها أحداً، ولا تشعل بها ناراً تحرق وتفسد بل أشعل بها النار لتطبخ مثلاً. إذن فهو سبحانه يأتي في "افعل ولا تفعل" ويحدد شهوات النفس في الفعل أو الترك، فإن كانت شهوة النفس بأنها تنام، يقول الأمر التعبدي: قم وصل، وإن كانت شهوة النفس بأنها تغضب يقول الأمر الإيماني: لا تغضب.
إذن فالحكم إنما جاء بافعل ولا تفعل لتحديد حركة الإنسان، فقد يريد أن يفعل فعلاً ضاراً؛ فيقول له: لا تفعل، وقد يريد ألا يفعل فعل خير يقول له: افعل. إذن فكل حركات الإنسان محكومة بـ"افعل ولا تفعل"، وعقلك وسيلة من وسائل الإدراك، مثل العين والأذن واللسان. إن مهمة العقل أن يدرك، فتكليفه يدعوه إلى أن يفهم أمراً ولا يفهم أمرا آخر، وجعل الله الآيات المحكمة ليربح العقل من مهمة البحث عن حكمة الأمر المحكم؛ لأنها قد تعلو الإدراك البشري. ويريد الحق أن يلزم العبد آداب الطاعة حتى في الشيء الذي لا تدرك حكمة تشريعه، وأيضا لتحرك عقلك لترد كل المتشابه إلى المحكم من الآيات. وإذا قرأنا قول الحق:
{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "103"}
(سورة الأنعام)
نرى أن ذلك كلام عام. وفي آية أخرى يقول سبحانه:
{وجوه يومئذٍ ناضرة "22" إلى ربها ناظرة "23"}
(سورة القيامة)
ويتكلم عن الكفار فيقول:
{كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون "15"}
(سورة المطففين)
* هذا مصدر النقل للمراجعة http://www.nourallah.com/tafseer.asp?SoraID=12&AyaOrder=1
¥