[جواب رائع للشيخ المنجد لكافر ينكر على طالب مسلم عدم استمتاعه معهم بالنوادي الليلية!]
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Jul 2008, 03:05 م]ـ
السؤال:
في فصلي طالب مسلم في الجامعة، ولا يأتي أبداً ويجلس معنا، ولا يخرج إلى النادي الليلي، أو للمتعة معنا، سؤالي هو: لماذا الإسلام يعلِّم الناس أن لا يمتعوا أنفسهم، وأن يكونوا تعيسين طول الوقت. لنبتهج!
الحمد لله
إن فكرة مراسلتك لموقع إسلامي هي فكرة جيدة بحد ذاتها، وهي تدل أنك على الطريق الصحيح للاستفسار عما تريد، وقد أحسنتَ صنعاً بذلك، ونحن أُمرنا أن نقول للمحسن أحسنتَ، وأن نثني على تصرفه إن كان صحيحاً.
ونحن بدورنا يسعدنا أن نرد على تساؤلاتك واستفساراتك ليس في هذا الموضوع فحسب، بل بكل ما ترغب أن تعرفه عن هذا الدين، أو كل ما تراه مناسباً أن يكون عندك به علم ومعرفة.
ونطلب منك أن تُعيرنا انتباهك، فمؤكد أنك لم تسأل لأجل التسلية، ولا لأجل النيل من أحكام الدين الإسلامي، وظننا بك أنك لم تسأل إلا من أجل زيادة المعرفة.
ويسرنا أن يكون جوابنا في نقاط محددة مركَّزة، ونظن أنك أهلٌ لأن تفهم عنَّا ما نقوله.
1. ما رأيك لو جاءت امرأة لتعزيتك في وفاة قريب لك وهي تلبس " ملابس السباحة "؟! هل كنتَ تقبل منها هذا؟ نظن أن الجواب: لا، غير مقبول؛ لأن المناسبة تقتضي من المعزي لباساً يليق بالمناسبة، أليس كذلك؟ والسؤال: ما الذي قيَّد حرية هذا المعزِّي بلباسه ففرض عليه لباساً ومنعه من آخر؟ إنه العادة، أليس كذلك؟ فالمرء إذاً ليس حرّاً في تصرفاته في كل حال، بل العادة تمنعه أحياناً من أشياء وتحد حريته.
وما رأيك لو أن شخصاً كان يأكل معك على طاولة واحدة، وفي أثناء تناولكما للطعام " تجشأ "؟! هل كنتَ تقبل منه ذلك؟! نظن أن الجواب: لا، غير مقبول منه هذا التصرف؛ لأن هذا الفعل منافٍ لآداب الطعام، أليس كذلك؟ والسؤال: ما الذي قيَّد حرية ذلك الشخص ومنعه من هذا الفعل أثناء الطعام؟ إنه الذوق والأدب، أليس كذلك؟ فالمرء إذاً ليس حرّاً في أن يفعل ما يشاء أثناء تناول الطعام مع الآخرين، كالجشاء، ووضع الإصبع في الأنف، وما يشبه ذلك؛ لأن الذوق السليم يفرض عليه أشياء، ويمنعه من أخرى.
وما رأيك لو أن سائقاً يقود سيارته عكس اتجاه السير، أو يقف في مكان يُمنع الوقوف فيه؟ هل كنتَ تقبل منه ذلك؟ نظن أن الجواب: لا، غير مقبول منه هذه التصرفات؛ لأن فعله هذا مرفوض ومستنكر؛ لأن حق السير في الطريق ليس على هواه، وليست الأماكن كلها تصلح لأن يوقف سيارته فيها، أليس كذلك؟ والسؤال: ما الذي قيَّد حريَّة ذلك السائق فمنعه من السير عكس اتجاه السير، ومنعه من الوقوف في هذا المكان؟ إنه القانون، أليس كذلك؟ فالمرء إذاً ليس حرّاً في تصرفاته حتى يقود سيارته على هواه، أو يوقفها حيث شاء؛ لأن القانون يفرض عليه السير باتجاه معيَّن، ويمنعه من الوقوف في أماكن مخصوصة.
إذاً أيها السائل أنت ترى أن " العادة " و " الذوق " و " القانون " لهم من السلطة على الناس بحيث امتنعوا عن فعل أشياء، وأُلزموا بأخرى من أجلها، فلم الاستغراب من أن يكون " الله تعالى " أو " الدين " له السلطة على الناس، فنرى ما يمنعنا منه ربنا تعالى ويحرمه عليه ديننا فنمتنع عنه ونحرمه على أنفسنا؟ هذا هو الواقع باختصار، والظن بك أنك ستقدِّر أن منع الرب تعالى وتحريم الدين أولى من كل ما ذكرناه بالاستجابة له، والكف عنه؛ لأنه الخالق تعالى الذي رضينا لأنفسنا أن نكون عبيداً له، ورضينا به ربّاً مشرعاً وحاكماً.
وما فعله الطالب المسلم من عدم ذهابه للنادي الليلي، وعدم شربه للمسكر: إنما فعل ذلك من أجل أن الله تعالى حرَّم عليه ذلك.
¥