تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التصادم في الحوار يُظِهر النقصَ في فهم الدين (سلمان العودة)

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Jun 2008, 06:56 ص]ـ

الشيخ سلمان العودة: التصادم في الحوار يُظِهر النقصَ في فهم الدين

المصدر: موقع الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_content.cfm?id=64&catid=195&artid=12989)

الإسلام اليوم - الرياض

انتقد فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- نُدْرَة الحوار بين الحضارات والمذاهب المختلفة، مُؤَكِّدًا أن ثقافة الحوار منخفضة لدى الكثير من شعوب العالم، في وقت تزداد فيه التقنيات العالمية؛ من أجل جَعْلِ العالم كله قرية صغيرة، ورغم ذلك لا يوجد حوار يقرّب مستوى التفاهم بين جميع الشعوب، منكراً على الذين يحدون من أطر الحوار فيبنون حواراتهم على التعصب لرأي مألوف منتصرين لأنفسهم والهوى وليس للدين.

وأكد فضيلته أن الحوار في البلدان العربية ضعيف جدا فلا تكاد تجد مركزاً للحوار في بلد عربي سكانه بعشرات الملايين بينما هناك عشرات المراكز في بلدان أوربية سكانها بضعة ملايين. وقال الشيخ العودة خلال حديثه لبرنامج "من هنا نبدأ"، على قناة"الرسالة" الفضائية: إن الغَرْبُ مُتَنَوِّع جدًّا، وليس عنده الكثير من القيم التي من الممكن أن يحارب دونها، ولما تم استهداف النبي "صلى الله عليه وسلم" في الصحف الدنمركية، كان الكثير في الغرب يقولون: هذا شيء يحصل لعيسى!!. ونحن نعرف رواية "شيفرة دافنشي"، وقد انتشرت في نطاق واسع في الغرب، بينما مُنعت في لبنان من منطلق رؤية مسيحية ترفض مضمون هذه الرواية.

تحول عن النهج

وبيانًا للتحول الذي أصاب بعض أبناء الأمة الإسلامية، فخالفوا ما كان عليه السلف الصالحون، ضرب الشيخ العودة مثالًا حول بُعد المسافة التي لم تَحُل دون وصول رسالة بعينها، ألا وهي رسالة الإسلام، عندما قطع الرعيل الأول من الصحابة آلاف الأميال إلى النجاشي وكسرى وقيصر، يحملون رسالة الإسلام إلى الآفاق بروحهم القوية الوثابة، الطموحِ إلى الخير، فلم يكن عندهم مشكلة نفسية، ولم يكونوا مسكونين بهاجس الخوف والقلق، وإنما بهاجس الرسالية الذي ملأ نفوسهم إقداما وعزمًا، وهذا هو الذي أوصل المسلمين الأوائل إلى النضج وقيادة العالم. أما الروح المنهزمة المشاهدة اليوم، والتي تتمثل في طابع الخوف، والهواجس، والوساوس، والإحساس المفرط بالمؤامرة، فهي سبب انهزامنا داخليًّا؛ فالإنسان إذا قيل له: هذا خير، وليس هناك ما يدعو للخوف. قال: هذا يخدعني! أما إذا قيل له: إن الأمور خطيرة، والمؤامرات منصوبة، قال: هذا هو الصواب!

وفي تأصيلٍ لقواعد إنجاح الحوار وخروجه بالثمرة المنشودة، نَوَّهَ الشيخ العودة إلى ضرورة التخصص؛ لكي يخرج الحوار منطقيًّا، قائلًا: إن التصادم في الحوار مع الآخر يُظِهر النقصَ في فهم الدين، والبصر الفقيه فيه، ولو أن أحدًا- مثلًا- سأل مزارعًا عن البورصة والأسهم فإنه لن يفيده شيئا، ولذلك كان التخصص أمرًا ضروريًّا للنهوض بالحوار.

ومجتمعاتنا الإسلامية والعربية مليئةٌ بأناس لم يفلحوا في التواصل بالحوار مع مَنْ حولهم، بل صار كل واحد جزيرة منعزلة، لا تختلط بالآخرين ولا تحتك بهم، ولو أنك انتقلت إلى بلد آخر توجد فيه أقليات مسلمة، لوجدت المواطن العادي فيه أكثر فقهًا، من حيث الحوار والتواصل والاستعداد للمناقشة.

تاريخ شاهد على التواصل

وتاريخنا العربي الإسلامي شاهد على وجود أقليات في بلدان متعددة بالعالم الإسلامي، مثل العراق ولبنان، وتلك الطوائف لها وجود عتيق في تلك البلاد من قبل دينونتها بالإسلام، الذي احتواها ورعاها، ولم يُكرهها على الدخول في الدين، فعاشت في ظل حضارة الإسلام في رعاية واطمئنان. وقد تكلم العلماء، مثل الإمام ابن القيم، رحمه الله، في كتابه "أحكام أهل الذمة" وغيره، عما لهم من الواجبات، وقد ضمنت حقوقهم منذ بدء انتشار الإسلام، وإلى اليوم، وهذا يدلنا على ضرورة التفقه في أمور ديننا، والنظر فيما يأمرنا به نظرا ثاقبا نافذا، فإن الله تعالى يقول: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .. " [الزمر:18].

الحوار قاعدة شرعية مُحْكَمة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير