تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف تجعل ذاكرتك حديدية؟]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[19 Sep 2008, 07:01 ص]ـ

الأربعاء 17 من رمضان 1429هـ 17 - 9 - 2008م الساعة 04:15 م مكة المكرمة 01:15 م جرينتش

الصفحة الرئيسة-> فن الإاداره -> إدارة الذات 9/ 18/2008 9:29:29 AM

[كيف تجعل ذاكرتك حديدية؟]

مفكرة الإسلام: هل تعرف إمام الأمة أبا عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري؟ ومن منا لا يعرفه، ولكن هل تعرف أنه اشتهر بقوة الحفظ، وأنعم الله عليه بذاكرة حديدية؟ وإليك قصة اختبار أهل بغداد له ـ رحمه الله ـ يوم أن أعدوا له عشرة طلاب، كل منهم قد حفظ عشرة أحاديث بشكل مغلوط، وصورة الغلط هي خلط متون الأحاديث (نص الحديث) بأسانيدها (سلسلة رواة الأحاديث)، ولما حضر الإمام روى له الطالب الأول الأحاديث العشرة المغلوطة، وكلما روى له حديثًا، يقول الإمام البخاري لم أسمع بهذا، أما العلماء فقالوا: لننظر في أمر هذا الرجل، وأما الجهال فقالوا: إن الرجل لا يعرف شيئًا.

وهكذا سرد عشرة طلاب مائة حديث مغلوط، ولما انتهوا قال الإمام البخاري للطالب الأول ذكرت الحديث الفلاني، وروى الحديث له بمتنه، وذكرت أنه عن فلان، وروى له السند الذي رواه الطالب، والحديث ليس كذلك، بل هو عن فلان عن فلان، وصحح له الحديث، وهكذا حتى صحح الأحاديث العشرة، بحيث نقل المتون إلى أسانيدها الصحيحة، واستمر في تصحيحه لكل طالب حتى انتهى من المائة حديث المغلوطة.

فهيا يا حفيد الإمام البخاري؛ لنجعل لنا من قوة الذاكرة جسرًا نحو تحقيق أهدافنا، وإنجاز مهام حياتنا بكفاءة وفاعلية.

سبحان الله.

فلقد أودع المولى تبارك وتعالى فيك ـ عزيزي القارئ ـ من الإمكانيات العقلية الكثير، فكما يحكي الدكتور نجيب الرفاعي عن البروفسور مارك روزنزن ويج من جامعة كاليفورنيا، الذي أمضى سنوات طوال يدرس فيها قدرة التخزين لدى الذاكرة البشرية، فاكتشف في هذا البحث الطويل أن قدرة التخزين لدى الإنسان هائلة بل هائلة جدًا، فلو تم تغذية المخ بمعلومات جديدة بواقع عشر معلومات في كل ثانية ولمدة سنة دون توقف من ليل أو نهار؛ فإن مقدار ما تم تغذيته في مخ الإنسان من المعلومات يعادل أقل من نصف المساحة المخصصة لتخزين المعلومات فيه، فلا يملك اللسان بعد ذلك سوى حمد الله والثناء عليه؛ لأجل تلك النعمة العظيمة، نعمة الذاكرة.

كنز ينتظر من يفتحه.

بل إن الذاكرة البشرية مثلها كمثل قناة مائية حُفِرَتْ، ولكنها تنتظر من يملؤها بالماء، فكذلك الذاكرة تنتظر من يملؤها بالمعلومات والبيانات المفيدة، فهي تعد من أهم أملاك الإنسان في الحياة، فكما يقول أليكساندر سميث: (إن أملاك الإنسان الحقيقية هي ذاكرته، بها فقط يكون غنيًا، وبدونها يكون فقيرًا).

وانظر قد أجاد التعامل مع ذاكرته، فباتت كأنها مفكرة يحملها معه أينما ارتحل، إنه صحفي روسي يدعى سولون منيوف، وهو الذي تكمن قوة ذاكرته في حفظ المحاضرات والندوات، فعندما كان في العشرين من عمره يعمل صحفيًّا لدى إحدى الصحف المحلية، وذات يوم من الأيام حضر مؤتمرًا مع مديره المباشر، والذي لاحظ أنه لا يكتب أيَّة ملاحظات البتة، ولما تحداه مديره بأن يتذكر ما قيل في المؤتمر، استطاع تذكر كل كلمة قيلت فيه.

ولكن لماذا ننسى؟

هل قابلت أحدًا من قبل فسألته عن اسمه، ثم قابلته بعد أيام قلائل فلم تتذكر اسمه؟ هل يصعب عليك تذكر أرقام هواتف أصدقائك؟ هل تجد عناءً في تذكر كلمة السر الخاصة ببريدك الألكتروني مثلًا؟ كثيرًا ما نتعرض لمثل هذه المواقف، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ننسى؟ وللنسيان أسباب عدة من أهمها ما يلي:

1. أسباب نفسية: قد ترجع لرفض العقل اللاواعي لتذكر بعض الأمور؛ بسبب ارتباطها الوثيق بذكريات مؤلمة، كأن يكون اسم الشخص مرتبطًا بذكريات مؤلمة، أو عدم تذكر مكان ما؛ لارتباطه بحدث غير سار أو حزين، أو مواقف مؤلمة مرت بالشخص فيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير