تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟؟

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Aug 2008, 02:01 م]ـ

الأربعاء 11 من شعبان1429هـ 13 - 8 - 2008م الساعة 02:24 م مكة المكرمة 11:24 ص جرينتش

الصفحة الرئيسة-> المستشار -> البيت السعيد 8/ 25/2008 12:12:49 AM

فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟؟

1 - كيف تكون الزوجة إيجابية في العلاقة الزوجية؟

2 - وما دورها في إنجاح العلاقة الزوجية؟

3 - وكيف تناول القرآن والسنة دور الزوجة في هذه العلاقة؟

أسئلة محيرة تحتاج منا لإجابة وافية, فهلم بنا لنتعرف عليها عبر آي كتاب الله العزيز

إن لنا مع آيات وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وقفات فيما يخص العلاقة الحميمية بين الزوجين، فتأملي معي أختي المسلمة قوله تعالى:

أولًا ـ ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم)) [البقرة:223]، ففي الآية أمر للزوجين أن يقدموا لأنفسهم، وهي التهيئة المعنوية والإعداد النفسي قبل تمام العملية الجنسية، فكلا الزوجين مطالب أن يقدم للآخر الركن المعنوي والراحة النفسية والانسجام الروحي من معين لا ينضب وهو معين المودة والرحمة.

ثانيًا ـ ((أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)) [البقرة:187]، قد فُسِّر الرفث في الآية بأنه الجماع، وفُسِّر بأنه مقدمات الجماع، وأيضًا الكلام حول هذا الموضوع.

ثالثًا ـ ((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)) [البقرة:187]، واللباس ساتر وواق، وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلًا منهما وتقيه.

والتعبير القرآني تصوير رائع لعلاقة الجسد وعلاقة الروح في آن واحد، فاللباس ألصق شيء ببدن الإنسان وهو الستر الذي يستتر به، وهو في الوقت ذاته مفصل على قده لا ينقص ولا يزيد، والرجل والمرأة ألصق شيء بعضها ببعض: يلتقيان فإذا هما جسد واحد وروح واحدة وفي لحظة يذوب كل منهما في الآخر فلا تعرف لهما حدود.

والتعبير أيضًا يظهر شكل من أشكال المباشرة بين الزوجين، وهو دلالة على ذلك إلى جانب أن يميل عليها وتميل عليه في انعطاف مثير؛ فتكون له كالغطاء والستر أحيانًا، ويكون لها كذلك أحيانًا.

إن العاطفة ـ في اللقاء الزوجي ـ يجب أن يسبقها مقدمات ويليها متممات معينة للوصول إلى قمة المتعة، فالجنس من أهم وأمتع زينة الدنيا ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) [الكهف:46]، ولفظ البنون من أدب القرآن، إذ قد يُراد به ما يسبق البنين، وفي الآية الأخرى التصريح ((زُين للناس حب الشهوات من النساء)) [آل عمران:14]، فشهوة النساء: أي الجنس، محببة لدى الرجال، وما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء.

وفي الحديث النبوي صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين يقول: ((حُبّب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجُعلت قرة عيني في الصلاة)) [صححه الألباني].

أختي الزوجة المسلمة، إن المعاشرة الزوجية دليل محبة وارتباط بين الزوجين، كما أنها مصدر أنس وعلامة من علامات السعادة، لأن إعطاء ما في النفس من حب ومشاعر، وأخذ الحب والمشاعر ـ في جو غرفة النوم ـ أمر يحتاج إليه الإنسان ليزداد نشاطًا وحيوية وانطلاقًا في المجتمع.

وقد تتضايق الزوجة من أن زوجها لا يُعبر عن حبه لها إلا في غرفة النوم، أو عند المعاشرة الخاصة، لكن هذا الضيق لا مجال له، وإن على الزوجة ألا تأخذ على زوجها ذلك؛ فإنه في هذه اللحظات يكون في قمة انطلاقه العاطفي، ولتستجب له، ولتكن معاشرتها إيجابية، ولا يُشعر أحد الطرفين الآخر بأنه يجاريه في المعاشرة كأداء واجب، فإن هذا من الأمور التي تقتل ود المعاشرة بين الزوجين وتفقدها حيويتها.

رابعًا ـ ((أفضى بعضكم إلى بعض)) [النساء:21]، أي كيف تأخذون الصداق من المرأة، وقد أفضيت إليها وأفضت إليك، قال ابن عباس: يعني الجماع، والجماع يشمل: التمهيد والمداعبة والتشويق، وما بعد المداعبة، وذروة الملامسة، وما بعدها يمكن أن نسميه (الاتحاد الحسي) أو (المشاركة النفسية الحسية)، ومن ضرورات هذه المشاركة المساواة في الحقوق وفي الاستمتاع وفي الاتحاد الحسي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير