تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال لغوي عن تشكيل دعاء]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Aug 2008, 10:33 م]ـ

أورد القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى في صناعة الإنشا: 1/ 427) دعاء على لسان الصحابي ثابت بن قيس الخزرجي هذا نصه:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ خَلْقُهُ، قَضَى فِيهِنَّ أَمْرَهُ، وَوَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَطُّ إِلاَّ مِنْ فِعْلِهِ، ثُمَّ كَانَ مِنْ قُدْرَتِهِ أَنْ جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَاصْطَفَى مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ رَسُولاً، أَكْرَمَهُ نَسَبًا، وَأَصْدَقَهُ حَدِيثًا، وَأَفْضَلَهُ حَسَبًا، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، وَائْتَمَنَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَكَانَ ذَخِيرَهُ مِنَ الْعَالَمِينَ)

وقد أشكل علي كيفية قراءة هذه العبارة وَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ. فهل نقول (كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ) أم (كُرْسِيُّهُ عِلْمَهُ)؟ أم يجوز القولان؟

أرجو المساعدة مع الشرح.

ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:40 م]ـ

ورد في كثير من كتب التفسير أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول عن الكرسيّ: إنه علم الله، فمعنى (وسع كرسيه السماوات والأرض): أن علمه سبحانه وتعالى أحاط بكل شيء.

فإذا قلنا: وسِع كرسيَّه علمُه

أو قلنا: وسِع كرسيُّه علمَه

فكلا القولين صحيح - إن شاء الله - والله أعلم بالصواب.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:44 م]ـ

أحسن الله إليك أخي الكريم على حسن الإجابة وسرعتها.

ـ[همام حسين]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:54 م]ـ

جزاكم الله خيرا ..

وللفائدة: الصواب هنا أن نقول (شكل) لا (تشكيل) .. ونقصد به (الضبط).

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:58 م]ـ

جزاكم الله خيرا ..

وللفائدة: الصواب هنا أن نقول نقول (شكل) لا (تشكيل) .. ونقصد به (الضبط).

أحسن الله إليك. وهذا من أدلة الضعف اللغوي عند أخيك، والله المستعان.

ـ[أبو العالية]ــــــــ[31 Aug 2008, 09:55 ص]ـ

الحمد لله، وبعد ..

سواء هذا أو ذاك، لم يصح السند عن ابن عباس رضي الله عنهما في أنه فسَّر الكرسي بالعلم، وعلى فرض أنه محتمل (!)

فلا يصح لغة، كما أفاده العلماء المحققون (وإن كان شيخ المفسرين قاله).

بل العكس من ذلك والثابت عنه بإسناد صحيح أنَّه فسَّر الكرسي، بأنه الكرسي الذي هو موضع القدمين.

والله أعلم

ـ[محمد كالو]ــــــــ[31 Aug 2008, 04:37 م]ـ

النص ورد أيضاً في السيرة النبوية لابن هشام على الشكل التالي:قال ابن هشام في السيرة النبوية المجلد الخامس (قدوم وفد بني تميم ونزول سورة الحجرات) ثابت بن قيس يرد على عطارد:

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس، أخي بني الحارث بن الخزرج: قم فأجب الرجل في خطبته، فقام ثابت، فقال:

الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من قدرته أن (5/ 253) جعلنا ملوكاً، واصطفى من خير خلقه رسولا، أكرمه نسبا، وأصدقه حديثاً، وأفضله حسباً، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوو رحمه، أكرم الناس حسباً وأحسن الناس وجوها، وخير الناس فعالا.

ثم كان أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً. أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم

قال القرطبي في تفسيره:

وقال ابن عباس: كرسيه علمه. ورجحه الطبري ....

قال أبو موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل. ...

قال ابن عطية: في قول أبي موسى "الكرسي موضع القدمين" يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين من أسرة الملوك، فهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه كنسبة الكرسي إلى سرير الملك. اهـ

قال ابن منظور في لسان العرب:

وفي التنزيل العزيز: (وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض)

في بعض التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال:

قال ابن عباس: كُرْسِيُّه عِلْمُه، وروي عن عطاء أَنه قال: ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة في أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه

من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ في اللغة والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً. قال: وقال قوم كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قال: وهذا قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا، واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِيِّ المُلوك، ويقال كِرْسي أَيضاً.

قال أَبو منصور: والصحيح عن ابن عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، وأَما العرش فإِنه لا يُقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير