تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أبناؤنا وداء الاتكالية]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[05 Sep 2008, 06:53 ص]ـ

الأربعاء 11 من شعبان1429هـ 13 - 8 - 2008م الساعة 02:35 م مكة المكرمة 11:35 ص جرينتش الصفحة الرئيسة-> المستشار -> أطفالنا 9/ 4/2008 9:31:07 PM

[أبناؤنا وداء الاتكالية]

علمه المسئولية

مفكرة الإسلام: تقول إحدى الأمهات: (أنشد أن يقوم أبنائي بما عليهم القيام به!! دون أن أطالبهم بذلك!! بل وبدون تذمر؟!

كيف أستطيع أن أفعل ذلك؟!

سؤال لا شك في أنه يداعب ذهنك أيتها الأم، وهو ما يجعلنا نطوع القلم للإجابة عليه عبر هذه اللبنات التي نهديها إليك، لتشيدي يناء هذه الشخصية المنشودة:

أولًا ـ تعلم فن التفويض:

فإنه (من خلال تفويضنا لأبنائنا في إنجاز العمل بأنفسهم، ننقل المسؤولية إليهم، وندربهم عليها، ونعمد إلى تركيز طاقتهم نحو هذه الأعمال والنشاطات، فالتفويض يعني النماء والتطور، وذلك ينمي شخصياتهم، ويطور كفاياتهم).

(فإذا كان هناك محل بقالة لا يبعد عن المنزل إلا خطوات فلا مانع من أن ترسل الأم الطفل ذا الخمسة أعوام ليشتري شيئًا من هذا المحل وأن يحاسب البائع ... إن إسناد بعض الأعمال للصغار يجعل هؤلاء الصغار يتعلمون من الكبار ويجعل طاقاتهم الكبيرة تلتقط ألوان السلوك الذي ينتهجه الكبار .. إن إسناد بعض الأعمال الصغيرة إلى الأطفال يفجر في أعماق الأطفال الفخر بأنفسهم، ويجعلهم يكتسبون لغة الكبار في التعبير عن أنفسهم).

وإياك أن تظن أيها المربي الكريم (أن ثقة الابن بذاته وإحساسه بقيمتها يتأتى من خلال الكلام والمواعظ، إنما لا بد مع ذلك من الممارسات والأفعال، والإنجازات التي يتدرب عليها الابن بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته .. فاشتراكه في الأنشطة وتعويده على المسئولية، تجعله مندمجًا مع غيره، راغبًا في تقديم ما لديه من مواهب، فلا ينعزل أو ينكمش على نفسه، ومن ثم تتنامى لديه القدرة على القيادة وتحمل المسئوليات في الأسرة وفي المجتمع، وهذا بدوره يعطيه إحساسًا بالقيمة الذاتية، ومن ثم الكثير من الإنجاز).

ثانيًا ـ كلل النجاح بالثناء:

(فإذا نجح الابن فيما يحاول القيام به من عمل، فقم ـ أيها الأب ـ بالتعليق الذي يدل على استحسانك ما طرأ من تحسن ولو بسيط على سلوكه، فهو يحب أن يرى أنك تقدر مجهوده ومحاولاته، وإذا جاءت محاولاته بنتائج غير طيبة أو سببت له بعض المشاكل، فعبر عن حزنك وليس غضبك لأجل ذلك؛ فهذا السلوك منك يجعل الصراع بين الطفل وبين نفسه، وليس بينه وبينك، كما أنه يوجه طاقته العقلية إلى حل المشكلة وليس لمواجهة غضبك!!!).

ثالثًا ـ احذر!!

وأنت تمارس هذا الأسلوب في تعويد الطفل المسئولية ينبغي أن تعلم أننا (لسنا في حاجة للتأكيد هنا على أنه لا يمكننا أن نترك أبناءنا يقعون في الأخطاء الكثيرة التي ـ ربما ـ تدفع بهم إلى الشعور بالخوف الدائم من الفشل، والجبن عن أية محاولة لمواجهة مشكلاتهم الحياتية .. ولكن هذا لا يعني في المقابل الإسراع إلى تقديم المساعدة لهم بمجرد ظهور بعض الصعوبات أمامهم، فإن أحد ألذ التجارب التي يمر بها الابن أن يجد نفسه قادرًا على أن يقول لوالديه: (انظرا لقد فعلت ... بنفسي!!)).

رابعًا ـ وصفة نبوية:

محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ربى عليا رضي الله عنه، فعلى يديه تخرج جيل الصحابة رضي الله عنهم بشهادات الامتياز، ولقد (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينمي ثقة الطفل بذاته عبر عدة طرق، لينشأ طفلًا قويًا، ومن هذه الطرق:

أولًا ـ تقوية الإرادة: ويكون بأمرين اثنين: الأول بتعويده حفظ الأسرار كما فعل مع أنس حينما بعثه في حاجة له فلما رجع أنس إلى أمه قالت له: (ما حبسك؟)، قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له)، قالت: (وما هي؟)، قال: (هو سر لرسول الله صلى الله عليه وسلم)، قالت: (فاحفظ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أما الأمر الثاني فهو الصيام؛ لأن صبر الطفل على الجوع والعطش يجعله يشعر بالنشوة والانتصار على النفس وبالتالي تقوى إرادته.

ثانيًا ـ تنمية الثقة الاجتماعية: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على جلوس الأطفال بين الكبار، وإشراكهم في الحديث، وإلقاء السلام على الأطفال).

خامسًا ـ خيره ولا تأمره:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير