تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(مقدمة في علم تخريج الفروع على الأصول)]

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

مقدمة في علم تخريج الفروع على الأصول

تعريف هذا العلم:

قال أحد الباحثين: " لم نقف عل تعريف دقيق له فيما وصلت إليه أيدينا من مصادر تخصصت في إبراز معالم هذا الفن من أول ظهوره إلى يومنا هذا "

لكنه قام بتعريف هذا العلم باجتهاده فقال:

" هو العلم المستمد من الفقه والأصول يبحث في كيفية بناء الأول على الثاني في سياق تطبيقي بعيد عن جدل الأصول المجردة ومسائل الفروع المبددة " (1)

لكن بعد إمعان النظر في تعريفه لهذا العلم نرى أنه عرف ما ينبغي أن يكون عليه هذا العلم، وفي الحقيقة هذا العلم لم يصل بأكمله للمرحلة التي أشار إليها في تعريفه، فبدا تعريفه مثالي بعد الدراسه المتأنية للنصوص العلمية المكونة لمادة هذا العلم.

ولذلك قال الزنجاني في كتابه تخريج الفروع على الأصول:

" واقتصرت على ذكر المسائل التي تشتمل عليها تعاليق الخلاف "

عدا أن الباحث قد يجد بعد هذا التنقيح فروعا فرعت تحت أصول لا تنتمي إليها، أو قواعد نسبت إلى أعلام لم يقولوا بها.

وإن من أهم ما أخرج هذا العلم بهذا الشكل في وجهة نظري، هو اهتمام بعض أهل العلم بالجدل والخلاف والاستدلال مستنفذين الوسع والطاقة وذلك للدفاع عن مذاهبهم في عصر من العصور، وهذا الأمر كما لا يخفى يحمل بعض المتعصبين للوي أعناق الأدلة بعض الأحيان، فما من معصوم إلا من عصمه الله تعالى.

ومن جهة أخرى هذا العلم يستعمل لتخريج رأي إمام المذهب في مسألة مستجدة، وهذا أمر آخر كان مساهما في الخلل، حيث أن لازم القول ليس بلازم كما قال أهل العلم، وقد يخرج العلماء أصولا للإمام من خلال بعض الفروع الفقهية التي أفتى فيها ويحصل أن لا يوفقوا في إخراج القاعدة التي قصدها الإمام، وهذا إشكال آخر يجر إشكالات. (2)

وبما أني أطرح هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير سأطرح بعض الأمور التي أثارت عجبي وأنا أدرس هذا العلم، والتي كان محورها توجيه آيات الكتاب العزيز القرآن الكريم، وفوق كل ذي علم عليم:

أولا: قال تعالى:

{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (المجادلة:2)

قال الزنجاني:

" إنما منعنا من إجراء القياس في الكفارات، لأنا رأينا الشرع قد أوجب الكفارة على المظاهر، وعلل وقال: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً} ثم إن المرتد قال أعظم مما قال المظاهر وأفحش، ولم يوجب عليه الكفارة "

والسؤال هنا يا ترى سبب الكفارة هو تحريم الرجال لما أحل الله تعالى، أم قول المنكر والزور؟، علما بأن الناطقين للمنكر والزور كثر، وكما قيل ما بعد الكفر ذنب.

ثانيا: قال تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام:141)

قال الزنجاني: "المجمل عندنا هو اللفظ الذي يتناول مسميات كل واحد منها يجوز أن يكون مرادا للمتكلم، كقوله تعالى: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، فإنه يشمل العشر، ونصف العشر، وربع العشر؛ فكل واحد منها يجوز أن يكون مرادا "

أين الإجمال في هذه الآية؟

هذا ما تيسر والله أعلم وأحكم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - ينظر مقدمة أستاذي الأستاذ الدكتور رضوان بن غربية لكتاب زينة العرائس من الطرائف والنفائس في تخريج الفروع الفقهية على القواعد النحوية.

2 - ينظر الموضوع الذي كتبته في الألوكة: فن تخريج الفروع على الأصول:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6978

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:07 م]ـ

شكر الله لكم يا أبا الأشبال هذه الفوائد القيمة.

سؤال: ما علاقة الموضوع المباشرة بعلم التفسير الذي خصص له الملتقى هنا؟

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:09 م]ـ

شكر الله لكم يا أبا الأشبال هذه الفوائد القيمة.

سؤال: ما علاقة الموضوع المباشرة بعلم التفسير الذي خصص له الملتقى هنا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري، هذا من فضل الله فالشكر له والحمد له تعالى.

أما عن السؤال.

فأهل التفسير كثيرا ما يودون استخراج الأصول التي سار عليها علماء التفسير، فالدارس لا بد أن يتحاشى الأخطاء التي وقعت، والسعيد من وعظ بغيره.

والأصول هي واحده في الأعم الغالب بالنسبة للفقيه والمفسر، وتقريبا لا فرق.

والفقيه يخرج فقه الآيات، وكذلك المفسر.

عدا ذلك فيمكن للباحث الجاد أن يتابع توجيه أهل العلم للآيات في مثل هذه الكتب، ويوجهها بنقد بناء، وخصوصا أن في هذا خدمة عظيمة وتوجيها طيبا لطلبة العلم.

وهناك أمر آخر، وهو أني أتمنى أن يجيب أحد المختصين على استفاري الذي أوردته في الموضوع.

عدا ذلك فقد طلب مني وبعض الزملاء إبداء الرأي في هذه المادة، وهذا ما أحاول أن أجمعه، وقبل أن أقرره أطرحه على أهل المشورة، عسى أن أجد معلومة أو توجيها،يثري ما أود طرحه، وطبعا أنا سأكتب وجهة نظري كطالب درس هذه المادة، وكيف كان يتمنى أن تطرح،وليس كاستاذ، للعلم.

والله المستعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير