تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أسلمة القيم الامريكية]

ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[08 Aug 2008, 11:03 ص]ـ

أسلمة القيم الامريكية ..


أسلمة" القيم الأمريكية: توفيق أم تلفيق؟

د. أحمد خيري العمري
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\06g79.htm&storytitle=ff' أسلم ة'%20القيم%20الأمريكية%20:%20توفيق%20أم%20%20تلفيق؟ fff&storytitleb= د.%20احمد%20خيري%20العمري& storyti tlec=

ليس الانبهار بالغرب- في حياتنا الثقافية- مرضا يخص "المتفرنجين" وحدهم، بل هو منتشر كالوباء في كافة فئات وأصناف المثقفين، كما في كافة طبقات المجتمع ..
ولهذا فهو يصيب المتدينين أيضاً .. وأعني بهم المتدينين حقاً، أولئك الذين يحرصون على أداء الشعائر ويشعرون بالغيرة على دينهم، مقارنة بأدعياء التجديد الديني، ممن نعرف جيداً أن علاقتهم بالصلاة أفضل قليلاً من علاقتهم بالسنسكريتية!
هناك صنف آخر، متدينون حقاً، لا شك في صدق نواياهم، لا دليل أبداً يمكن أن يسند "نظرية المؤامرة" (المشهرة دوماً) ضدهم–، إنهم (متدينون) بكل ما في الكلمة من تفاصيل شعائرية وحرص عليها – لكنهم مصابون أيضاً بذلك المرض: الغرب، انه أيضاً في قلوبهم ..
* * *
ولكي نكون منصفين فعلينا أن نبحث عن التفسير لهذا المرض .. التفسير الذي لا يبرر المرض طبعا و لكنه "يفسره" .. فمقابل الفشل المزمن الذي تعيشه أمتنا منذ قرون متطاولة، هناك نجاح (بمقاييس معينة) للغرب بذرى متصاعدة ومتلاحقة .. ومقابل تاريخ نفخر به ونبتعد عنه كل يوم، هناك حاضر يفخر به الغرب ويقوده دوماً إلى مستقبل يحاول أن يكون أفضل (بمقاييسه طبعا) .. مقابل تفرقنا وعدم انضباطنا وعطالتنا وكسلنا والقمامة في شوارع عواصمنا، هناك إنجازاتهم وانضباطهم واحترامهم للوقت، والنظافة في شوارعهم .. باختصار .. كل واقعنا يضعف المناعة أمام دخول ذلك المرض .. المرض بالغرب ..
ولكن، لأن هؤلاء متدينون حقاً، ورؤوسهم ليست "حصان طروادة" لإدخال الغرب (على الاقل ليست تلك نية هذه الرؤوس)، فإن موقفهم مختلف تماماً – بين حرصهم على دينهم وتمسكهم به، وانبهارهم بالغرب وبريقه، ينشأ عندهم سلوك فكري مختلف، يجمع بين الموقفين، ويحتوي على نية توفيقية، تنتهي غالبا بالتلفيق ...
* * *
و الحقيقة ان المرض ليس حديثا جدا .. بل لقد دمغ ما يسمى "مرحلة النهضة و التنوير" (النهضة التي لم تحدث!، و التنوير الذي فسر النور بأنه نور الحضارة الغربية حصرا!) .. و كان دعاة هذه النهضة و اصلاحيوها هم اول من حمل المرض، أو انهم على الاقل اول من قام بالتنظير للمرض و الترويج له، و لا يزال انبهار الطهطاوي بمحاسن "باريز" شاهدا في لاوعي هذه النهضة .. و كذلك عبارة محمد عبده الشهيرة التي تكاد تمثل "المفتاح" في منهجية التوفيق التلفيقي:" وجدت في الغرب اسلاما و لم أجد مسلمين .... و في بلادنا وجدت مسلمين و لم اجد اسلاما ... الخ".
نظرية المؤامرة- رغم رواجها- ليست حتمية على الاطلاق، بل الأكثر ترجيحا هو نفسية المغلوب أمام الغالب .. وواقع الانهيار و التمزق و ازدهار الخرافة أمام واقع الانجاز و الانتصار و الازدهار العلمي .. كان "الانبهار بالغرب " جزءا من "قدر المرحلة" .. و لم يكن من الممكن او من المفكر فيه الابحار بعيدا عن منطق الحضارة الغربية وشروطها في تلك المرحلة .. لكن المشكلة كانت في أن الانبهار بدل ان يكون مرحلة عابرة صار حالة مزمنة .. و بدلا من ان يتعرض للترشيد و العلاج تعرض للتأصيل و التنظير .. و هكذا فان ما كان مقبولا كقدر مرحلة مبكرة من الاحتكاك بالغرب، صار مع استمراره امرا غير مقبول بالمرة و يحمل دلالة مرضية عميقة ...
باختصار شديد، يعتبر هؤلاء المتدينين أن كل ما هو إيجابي في الغرب، متوافق مع قيم الإسلام الأصلية، وكل ما هو سلبي في الغرب يمكن التخلص منه في استلهام التجربة الغربية – وطبعاً تعريف السلب والإيجاب يعود للقيم و المواصفات الإسلامية، والسلبيات غالباً هنا تتمحور حول العلاقات الجنسية المفتوحة في الغرب، وانهيار الأسرة، .. الخ.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير