[مصطلحان دخيلان]
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[26 Aug 2008, 02:36 ص]ـ
(البروشور) و (البنر)
كثيرا ما أسمع من بعض الدعاة أو من العاملين في مكاتب الدعوة والمندوبيات هذين المصطلحين حتى أصبحا من الشهرة بمكان. ولا أعلم السبب في انتشارهما خصوصا في حقل الدعوة إلى الله مع أنهما مصطلحان غربيان لا حاجة لنا بهما. فالبروشور هو المطوية والبنر هو لوحة الإعلانات. فالواجب على العرب عموما وعلى الدعاة خصوصا نبذ مثل هذه المسميات وعدم استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. قال الشافعي رحمه الله: وأولى الناس بالفضل في اللسان مَن لسانه لسان النبي صلى الله عليه وسلم , ولا يجوز والله أعلم أن يكون أهل لسان أتباعا لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد, بل كل لسان تبع للسانه. قال أحمد شاكر رحمه الله معلقا على هذا الكلام: في هذا معنى سياسي وقومي جليل؛ لأن الأمة التي نزل بلسانها الكتاب الكريم يجب عليها أن تعمل على نشر دينها ونشر لسانها ونشر عاداتها وآدابها بين الأمم الأخرى, وهي تدعوها إلى ما جاء به نبيها من الهدى ودين الحق لتجعل من هذه الأمم الإسلامية أمة واحدة , ولغتها واحدة , وشخصيتها واحدة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2008, 03:39 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا يزيد على هذه اللفتة الكريمة الصادقة، وأنا ممن يقع في هذا للأسف، والذي يدعوني لذلك أنه لا يفهم المصمم مقصودك إلا إذا قلت له هذا.
ومع استجابتي لتوجيهكم بإذن الله، وحرصي على اللسان العربي ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً فهو فخر وشَرَفٌ لنا.
إلا أن لدي تساؤلاً علمياً حول مثل هذه المصطلحات الفنية - إن صح التعبير - التي لا تحمل أي مضامين عقدية أو فكرية. هل هناك من حرج شرعي في استعمالها؟ مع أن الأولى هو ما تفضلتم به ابتداءً.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[28 Aug 2008, 12:54 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم, ومثلك يُسأل عن هذه القضايا فأنت من فرسانها. قال شيخ الإسلام: اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا. ونقل عن الإمام أحمد كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية , وعلَق على ذلك بقوله: لأن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله , واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون. ونقل كذلك رحمه الله عن الإمام الشافعي كراهيته تسمية التاجر سمسارا وعقَب على ذلك بقوله: فقد كره الشافعي لمن عرف العربية أن يسمي بغيرها , وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية , وهذا الذي ذكره قاله الأئمة مأثورا عن الصحابة والتابعين. ومن الطريف ما نقله الرافعي رحمه الله عن ثورة المجمع العلمي الفرنسي لإسقاط كلمة إنجليزية دخيلة. ولو أردنا أن نفعل مثلهم لاحتجنا إلى حروب عالمية من كثرة الدخيل على لغتنا مما اعتاده الناس دون حاجة ككلمة (كوبري) والجسر موجود في لغتنا وغيرها كثير. ومن ذلك ما اشتهر على ألسنة شبابنا ككلمة (أوكي) وكثيرا ما أعنف طلاب التخصص في قسمنا على هذه الكلمة التي اعتادتها ألسنتهم ولكن لا حياة لمن تنادي فقد أصبحت هذه الكلمات عنوان الحضارة والتقدم , وما علموا أن اللغة هي عز الأمة وفخرها, ورضي الله عن عمر القائل: تعلموا العربية فإنها تُثبت العقل وتزيد في المروءة. وفي رواية أخرى: تعلموا العربية فإنها من دينكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Aug 2008, 01:44 ص]ـ
أما عن استعمال بعض الكلمات من اللغات الأخرى، فلات حين مناص.
ولعل الأمر يختلف من مقام لآخر. فمقام المربي القدوة قد لا يكون نفس مقام المسلم العادي.
ومقام الصحفي والكاتب أيضا ليس هو مقام الرجل العادي.
ومقام المقيم في دولة عربية ليس هو مقام المقيم في بلاد الغرب.
ومقام المتخصص في الآداب وعلوم الدين ليس هو مقام المتخصص في العلوم ... إلخ
وأما عن الاستشهاد بكلام الرافعي عن ثورة المجمع العلمي الفرنسي لإسقاط كلمة إنجليزية دخيلة، فهذا الأمر كان منذ أكثر من نصف قرن. أما الآن فقد أصبح معجم (لاروس) يحدث سنويا ويضم مصطلحات جديدة مقتبسة من بعض اللغات الأخرى لعدم وجودها في اللغة الفرنسية.
لا أقول هذا استهانة بالحفاظ على العربية، ولكن تنبيها فقط على ضرورة تفهم الأسباب المختلفة للظاهرة، حتى يمكن قياس درجة خطرها على اللغة العربية.