تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تخريج حديث أحفظ الله يحفظك وأقوال العلماء في ذلك]

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 Aug 2008, 12:32 م]ـ

[تخريج حديث أحفظ الله يحفظك وأقوال العلماء في ذلك]

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " ().

وعن ابن عباس رضي الله عنه انه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن فقلت بلى فقال أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم ان في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً " ().

قال ابن الجوزي: وليعلم أن هذا الصبر والتماسك إنما هو ساعة من الزمان أو نحوها ثم يغيب الذهن فلا تحس بألم وينبغي أن يشجع نفسه ويقول إنما هي ساعة ثم يتلقى كل موجه من البلاء بشيء مما ذكرناه فإذا غرق الحس بموج لا يتدارك غدر الملاح واعلم أن من حفظ أوامر الله عز وجل في صحته حفظه الله في شدته قال صلى الله عليه وسلم أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ألا ترى أن يونس عليه السلام لما وقع في تلك الشدة وكانت له أعمال صالحة متقدمة أخذت بيده فنجا ولما لم يكن لفرعون عمل خير لم يجد متعلقا وقت الشدة فقيل له الآن وكان عبد الصمد الزاهد يقول عند الموت سيدي لهذه الساعة خبأتك وقد كان السلف يكرهون الشكوى إلى الخلق والشكوى وإن كان فيها راحة إلا أنها تدل على ضعف وذل والصبر عنها دليل على قوة وعز ثم إنها إشاعة سر الله تعالى عند العبد وهو تورث شماتة الأعداء ورحمة الأصدقاء قال الشاعر:

لا تشكون إلى صديق حالة ... فاتتك في السراء والضراء

فلرحمة المتوجعين مضاضة ... في القلب مثل شماتة الأعداء

وقد كان السلف يكرهون الأنين لأنه نوع شكوى فمتى أمكن الصبر عنه فينبغي أن يصبر فإذا غلب المرض عذر وقال أحمد بن حنبل لابنه اقرأ علي حديث طاووس أنه كره الأنين في المرض فقرأ عليه فما أن حتى مات، وكان جماعة من السلف يجعلون مكان الأنين ذكر الله سبحانه والاستغفار والتعبد أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أخبرنا محمد بن هبة الله قال أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال حدثنا أبو علي بن صفوان قال حدثنا أبو بكر القرشي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا خلف ابن الوليد قال حدثني شيخ بهشلي قال دخلنا على أبو بكر البهشلي وهو في السوق وهو يومئ فقال له بعض بن السماك على هذا الحال قال أبادر طي صحيفتي قال أبو بكر القرشي وحدثني الحسن بن عبد العزيز قال حدثنا عاصم بن أبي بكر قال أخبرني ابن أبي حازم أن صفوان بن سليم لما احتضر حضره أخوه فجعل يتقلب قالوا كان له حاجة فقال نعم فقالت ابنته ما له من حاجة إلا أنه يريد أن تقوموا عنه فيقوم فيصلي وما ذاك فيه فقام القوم عنه وقام إلى مسجده يصلي فصاحت ابنته بهم فدخلوا عليه فحملوه فمات قال القرشي وحدثني أبو بكر الواسطي قال أخبرنا إسماعيل بن عمر قال دخلنا على حرى ابن عمر وهو في الموت فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله عز وجل وجعل الناس يدخلون عليه أرسالاً يسلمون عليه فيرد عليهم ويخرجون فلما كثروا عليه أقبل على ولده فقال يا بني اعفني رد السلام على هؤلاء لا يشغلوني عن ربي عز وجل أخبرنا أبو بكر العامري قال أخبرنا ابن أبي صادق قال أخبرنا ابن باكرية قال حدثنا أبو يعقوب الخراط قال أخبرنا أبو محمد الحريري قال حضرت عند الجنيد قبل وفاته بساعتين فلم يزل تاليا وساجدا فقلت له يا أبا القاسم قد بلغ بك ما أرى من الجهد فقال يا أبا محمد أحوج ما كنت إليه هذه الساعة فلم يزل تاليا وساجدا حتى فارق الدنيا " ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير