تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ناقة صالح عليه السلام:" وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ " [هود/64] فهي تأكل وتشاركهم الماء وأصلها من الطين ,فلا يخفى على أحد انها ليست سحرا لأعينهم و لا خدعة عليهم.:وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا [الإسراء/59].

عصى موسى عليه السلام:" فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ " [الشعراء/44 - 47] فالكل يعلم أن الساحر لا يستطيع تحويل العصى ولا الحبل إلى أفعى وإنما هم يخيل إليهم ذلك فتحدث رهبة في صدورهم.وبعد إنتهاء أثر السحر يزوال كل شيء أما ما فعله موسى عليه السلام فهو حقيقة لقفت حبالهم وعصيهم.فلما أخذها لم تعد حبالهم ولا عصيهم" فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [الأعراف/118]

ولهذا يعلم الناس أن السحر لا يعدو كونه خدعة , وأدل شيء عليه حال الساحر , فالساحر يزعم تحويل اشياء, ومع هذا نرى فساد حاله وطلبه المال ممن يعمل له السحر ,وكأن هذه آية كذب السحرة وصدق الله عز وجل إذ قال" وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى " [طه/69] " فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ [يونس/76، 77].

ومن ما يكون مع النبي هو ما يدعوا له من الشرع أو الرسالة: فالنبي إن لم يرسله الله برسالة أمر بأن يتبع رسالة آخر الرسل: "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [المائدة/44].

وهذه أدل علامة على النبوة وأكبر دليل يحتج به على من يدعي النبوة ,وبيان ذلك أن من يدعي النبوة لا يجوز أن يكون ممن من يجهل الشرع والحكم بين الناس بعد نبوته.بل يجب أن يكون بعد نبوته يعمل بالكتاب وما يوحى اليه: قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ [الأحقاف/9] فكل الانبياء يدعون الى التوحيد وعبادة الله والاحسان للناس , فليس أحد منهم يأتي بخلاف الآخر بالعقائد و الاخبار والشرع في أصوله واحد.

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل/123] فالحنفية السمحاء هي أصل دعوة الرسل. ولا يكون أحد من الأنبياء يدعو للشرك أو يدعي لنفسه الالوهية:" مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [آل عمران/79، 80] وهذا خلاف لما يفعله بعض هؤلاء وما سيفعله الدجال.فالنبوة تزيد صاحبها شرفا ورفعة ,وتجعله بالناس أرحم وإلى الله أقرب. و يؤخذ عليهم الميثاق: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير