تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"الغزالي في كلمات هو الرجل الموقف فإذا كان هناك من العلماء من لا?يترك بعد وفاته إلا كتبا ومؤلفات فإن الغزالي قد ترك من ذلك الكثير وخلف فوقه مواقف?لا تنسى تجعله في الذروة من القمم الإسلامية الشامخة على مر العصور ولن أنسى له?معارضته لقانون الأحوال الشخصية في عهد السادات يوم أن قاد مسيرة تاريخية من أبناء?الأزهر إلى مقر رئاسة الجمهورية ترفض القانون وتندد به ليحيي بذلك سنة لعلماء?الأزهر كادت أن تموت كما أذكر له يوم أن دعا جمال عبد الناصر إلى مؤتمر تحضيري لوضع?الدستور الدائم للبلاد وقد كان الوحيد الذي جهر بصوت عال داعيا إلى أن يصدر الدستور?عن المنهج الإلهي الذي أنزله الله في القرآن والسنة وهو ما أحدث دويا في الداخل?والخارج وألب عليه العلمانيين واللادينين فوجهوا إليه سهام النقد الوضيع وتندروا به?في رسوم الكاريكاتير البذيئة المبتذلة

مثل الغزالي لا ينسى فهو شمس سطعت في?سماء الإسلام

حقا لقد كان المطعني صاعقة مدوية في وجه كل من يريد تحطيم التراث الإسلامي. واقفا بالمرصاد لكل من يتطاول بعنقه للنيل منه يدفعه لذلك حبه لدينه وحرصه علي نصرته والذود عنه. فما من حدث أو قضيه من قضايا الأمة الكبرى إلا لبَّاه، بقلمه يسطر مقالات?، وبلسانه يلقِي كلمات في المؤتمرات والملتقيات والتجمعات هنا وهناك،?لا يتأخر عن دعوة يُدعى إليها تخصُّ الهمَّ الإسلامي، بالرغم من ظروفه?الصحية وهكذا يجب أن تكون رسالة العالم الداعية في?الحياة ولقد دفع الدكتور عبد العظيم المطعنى الثمن الذي يدفعه العلماء المجاهدون الأحرار لأنه لم يقف بدراساته عند حدود "النظر والنظريات" وإنما حمل علمه إلى ميادين الحياة ..

أقوال معاصريه: هناك علماء شجعان يسيرون وراء الدليل، وليس خلف فلان أو علان، وينظرون إلى ما قيل، لا إلى من قال، ويتحلون بالشجاعة العلمية الأدبية في اختيار الرأي الذي يقتنعون بصحته وإعلانه للناس ولا يبالون غضب الحكام والسلاطين ولا يراعون رضا العوام والجماهير. ومن هؤلاء الدكتور المطعني وقد شهد الدكتور محمد عمارة للشيخ بأنه كان حرا في إبداء آرائه مستقلا في تفكيره عن رغبات الحكام فقال "من خلال متابعاتي للحركة الفكرية والثقافة في بلادنا كانت عيني على أصحاب الرأي الحر والموقف المستقل عن السلطة والسلطان وعن إغراءات الزخرف البراق في المجتمع الذي نعيش فيه، كانت عيني مشدودة وقلبي معلقا بأصحاب الاستقلال الفكري والمواقف الحرة بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف في الآراء والاجتهادات ذلك أن هذا الصنف من العلماء والمفكرين قد أصبح عملة نادرة في العصر الذي نعيش فيه عصر إغراءات الزخارف التي تخطف الأبصار وتعمي البصائر وتغلق القلوب .. وفي هذا السياق لفت نظري الدكتور المطعني عليه رحمة الله ()

وأكد د. شعبان إسماعيل علي أن الدكتور المطعني كان يمتلك شجاعة ورجولة في المواقف التي تحتاج إلي عالم شجاع لا يخشي إلا الله ().

كما شهد الدكتور جابر قميحه بأنه عاش للدين والدعوة والأمة وأن حياته كانت لله فلم ينحني لطاغية ولم يقبل علي الدنيا ولم تبهره الأضواء، وهزا سر إغفال وسائل الإعلام له فقال بعد وفاته: " في قرابة شهر فقد الإسلام والأمة الإسلامية والعربية ثلاثةً?من فرسان الحق؛ هم: دكتور عبد الوهاب المسيري ()،والشيخ حسن أيوب () وأخيرًا الدكتور?عبد العظيم المطعني، وحق أن يقال فيهم ما قاله أبو تمام في ثلاثة إخوة من بني حميد?الطوسي، سقطوا شهداء في ميدان الوغى?

لعمرك ما كانوا ثلاثة إخوة ولكنهم كانوا ثلاث?قبائل

وندر في الرجال من يعيش كأنه أمة شامخة مهيبة، رفيعة الرأس?وكم من أمم لا تساوي الواحدة منها ظل رجل واحد، إنها تلك التي سماها الشاعر خليل?مطران: "أمم الزوال"

ولأن ثلاثي الحق الذي عاش يتيمًا بأرض ضُيِّعت فيها?اليتامى .. لم يقبلوا بساط الطاغية, ولم ينحنوا لهيبته الزائفة، ولأنهم عاشوا لله في?صلاتهم ونسكهم, ومحياهم ومماتهم، ولأنهم عاشوا طيلة حياتهم للدين والأمة، لا كالذين?عاشوا حياتهم بـ"الدين والأمة" .. بكل أولئك أغفلتهم وسائل الإعلام، بينما اتسعت?للممثلين والمهرِّجين والطبالين والزمَّارين؛ لذلك استحق كل عملاق من هذه القمم?الثلاث أن أقول فيه

?????????????وما شيَّعوك إلى حيث تمضي = زكيًّا?طهورًا لمثوى أخير?

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير