ويقول فضيلته " وله موقف مشهود في مكة المكرمة؛ ففي يوم?وصوله إلى المملكة السعودية للتدريس فيها ذهب إلى الحرم المكي للصلاة، فوقعت أحداث?الاعتداء على المصلين في الحرم من المدعو الجهني ورفاقه بالسلاح، واضطر إلى?الاختباء في الحرم لمدة ثلاثة أيام؛ ألَّف خلالها كتابًا رائعًا سمَّاه "دماء على?أستار الكعبة"؛ وصف فيها وقائع الاعتداء والحكم الشرعي عليه () ويقول الدكتور جمال أبو حسان "كان جبلا في العلم وطودا شامخا في الذب عن الإسلام والمسلمين?له عديد من الكتب?النافعة ومن أحسنها كتابه العظيم "المجاز في القرآن بين المثبتين والمانعين " ()
ويقول الدكتور عبد الرحمن معاضه الشهري "فقدنا بموته علماً من أعلام الدراسات البلاغية القرآنية، فله عدد كبير من المؤلفات?البديعة والبحوث الماتعة" ()
أخلاقه: كان الشيخ المطعني شخصية محبَّبة تنفذ إلى قلوب الآخرين وذلك لما يتمتَّع به من أخلاق حسنة وسمات حميدة،، فهو عفُّ اللِّسان، كريم النَّفس، هادئ الطبع، ومن أخلاقه التي اشتهر بها وأهَّلته للاحترام والتَّقدير:
التَّواضع وخفض الجناح
يقول الدكتور جابر قميحة عنه" كان مثالاً للتواضع الأصيل?وللزهد النبيل؛ فما رأيته يزدهي مرةً واحدةً بما?يعلم، وكان كذلك في مظهره وملبسه, حتى يخيَّل لمن لا يعرفه أنه يجالس رجلاً من عامة?الناس، ونرى مَن عنده عُشْر مِعْشَار علم المطعني يكاد يتفجَّر غرورًا وخيلاءَ?وتُسلَّط عليه الأضواء, وتُدبج فيه عبارات التمجيد والإحسان ()
?ويقول د. محمد عبد الحليم عمر" أحسبه- ولا أزكِّي على الله أحدًا- أنه من عباد الله?المخلصين والعلماء العاملين، وأنه قد استعد للقاء ربه عز وجل بما أمر به?سبحانه?فعلى المستوى الشخصي كان إنسانًا متواضعًا إلى حدٍّ كبير،?وأذكر أنني كنت ذات مرة في زيارةٍ له في منزله بحي الظاهر فوجدت من جلسائه بعض?المهنيين والحرفيين من أبناء الحي؛ ارتفع بهم بعلمه الذي يذكره لهم إلى مصافِّ?العلماء ()
وقد رثاه? الدكتور طه أبو كريشة بأنه " قدوة حسنة طيبة في علاقاته الإنسانية التي كان?يجملها التواضع الجمّ وبشاشة الوجه؛ حيث كان يصل إلى قلوب كل من يتصل به أو يتعامل?معه من أقرب طريق، ومن هنا اكتسب المودة وهذه المنزلة العظيمة التي يحملها له كل من?عرفه أو قرأ له أو استمع إليه ()
ويؤكد الدكتور عبد?الشافي عبد اللطيف علي أنه كان" نموذجًا?للعالم المتواضع مع زملائه وطلابه (")
وزكى د. مبروك عطية تواضعه فقال: عهدي به أنه كان روعة في التواضع ولا نزكي على الله أحدا" ()
ويشهد الأستاذ جمال سلطان أنه "كان شديد التواضع، لا يحاول أن يبدو معك كعالم كبير أو شخصية ذات هيبة، إلا?هيبة العلم والفكر و صفاء القلب، وكان من النوع الذي يخجلك بالفعل في تواضعه، كما?كان هذا التواضع سمته في بيته ومسكنه وفي ملبسه وشأنه كله، رحمه الله () ويقرر تلميذه الدكتور ظافر العمري تواضعه وأريحيته فيقول "كان يلتقي أبناءه الطلاب ليمنحهم تلك الابتسامة?اللطيفة التي توحي بأريحية قل أن تجدها ويمنحك عطفا أبويا قبل أن تستمع إلى علمه الجليل ويدنيك?من قلبه قبل أن يدنيك من مجلسه. ()
حقا لقد كان الشيخ جم التواضع .... بسيطا في مظهره، قوي الإيمان بدعوته، جريئا في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم0
سماحته ورحابة صدره: يسوق الدكتور عبد المعطي بيومي برهانا على رحابة صدره?وتسامحه؛ فيقول:" اختلفنا في مسألة فيها اجتهاد، وأغراه البعض لرفع قضية ضدي، فلما?التقينا وكان ذلك في مكتب رئيس الجامعة وبدأنا في التحاور، فتفهَّم موقفي بسرعة?عندما علم الحقيقة وبادر بالاعتذار، وكلَّف محاميه في نفس اليوم بسحب الدعوى، فكان?رحمه الله أوَّابًا للحق بخلاف من يتمادون في الخصومة" ()
¥