تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكنت قد زرته عقب عودتى من الخارج بقليل أنا والصديق الصحفى الأستاذ مجدى عبد اللطيف، وهو من الذين يعرفون للرجل الكريم فضله وعلمه، فأكرمَنا الأستاذ الدكتور إكراما بالغا وأحضر لكل منا، فيما أحضر، قطعتين ضخمتين من الجاتوه. ورغم أن الجزء المزال من قدمه وقتها كان محدودا جدا فقد كنت حريصا بقدر إمكانى على ألا أنظر إلى قدمه حتى لا أتألم أكثر مما كنت متألما. ومع هذا كان الرجل من ناحيته، أكرمه الله وطيب مثواه، حريصا على ألا يرى أحد من زوراه شيئا من الابتلاء الذى وضعه الله فيه سبحانه وتعالى، بل لم يتطرق إلى شىء مما كان يعانيه، وبدا جَلْدا صبورا كبير النفس كأن لا شىء هناك قط، وهو ما زادنى له احتراما على احترام. وأخذنا نضحك ونداعبه كما هى العادة، وهو يتجاوب معنا بكل عقله ووجدانه بما نعرفه عنه من رقة نفس ولين جانب وتواضع قلب.

وترجع معرفتى بكتابات الدكتور المطعنى إلى الثمانينات بعد عودتى بقليل من بريطانيا، التى أمضيت فيها ستة أعوام للحصول على درجة الدكتورية. ولعل جريدة "النور" أول جريدة قرأت فيها له وعنه. وكنت فى البداية ولمدة طويلة أتصور أن هناك "مطعنيّين" اثنين: عبد العظيم، وهو ممتلئ قليلا وأصلع ويلبس جلبابا أبيض، وعبد الحكيم، وهو أصغر سنا، وتبدو عليه سيماء الحزن، ويرتدى بدلة، وله شعر. وكنت أحسبهما ابنَىْ عم ... إلى أن اكتشفت أن الأمر كله وهم فى وهم، وأن ليس هناك إلا الأستاذ الدكتور عبد العظيم المطعنى، وأن عبد الحكيم ليس سوى عبد العظيم فى شبابه. وقد ضحكت كثيرا حينما عرفت هذا، ولعله هو الذى شرح لى السر ونبهنى إلى ما كنت منغمسا فيه من خلط.

ورغم أننى لم أزر الأستاذ الدكتور فى بيته إلا مرات قليلة فقد كانت بيننا اتصالات بالهاتف ومقابلات هنا وهناك: فى الإذاعة أو فى مناقشات بعض الرسائل الجامعية مثلا، كما رشحنى أكثر من مرة لبعض الأنشطة العلمية فى مصر وخارجها. كذلك كانت علاقتى بأفراد أسرته ودودة، رغم انحصارها فى تلك الفترة القصيرة التى كنت أتصل بها فيه قبل أن ينادوه ليرد علىّ، وهو ما يدل على شدة حبهم له، إذ كانوا يودون من يوده حتى لو لم تكن لهم به معرفة عن قرب. وفى مكتبى عدد من كتبه التى أهدانيها والتى أعتز بها وقرأتها فور وصولها إلى يدى، وكان الرسول بيننا فى الغالب هو الأستاذ مجدى عبد اللطيف، الذى اقترح علىّ هذه الكلمة، والذى كنت أنا وهو ننوى منذ فترة أن نقوم بزيارة الراحل العزيز معا، إلا أن الأقدار لم تحقق هذه النية لأمور كانت خارج أيدينا. رحم الله عالمنا الهمام، وتقبله عنده فى الصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

http://ibrahimawad.com/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2008, 05:14 ص]ـ

جزاكم الله خيراً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير