تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبدالعزيز قال (كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبدالله فأشرف له مالك , ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه , فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله , إذا قدمت عليه فسألني , قلت له: مالك قال لي.

فقال له: قُل.

فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

قال: أبو بكر , قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم مَن؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً , عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. قال له مالك: فالخيار لك) ([110])

هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين:

(1) أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري ([111]) قال (كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل) ([112])

(2) وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال (سمعت مالكاً يقول: لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع – وذكر كلاماً – دخل الجنة) ([113])

(3) وأخرج الهروي عن إسحاق بن عيسى ([114]) قال (قال مالك: من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب) ([115])

(4) وأخرج الخطيب أن إسحاق بن عيسى قال (سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم) ([116])

(5) وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام , ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تلكموا في الأحكام والشرائع) ([117])

(6) وأخرج الهروي عن أشهب بن عبد العزيز قال (سمعت مالكاً يقول: إيّاكم والبدع , قيل يا أبا عبد الله , وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعِلْمه وقدرته ولا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان) ([118])

(7) وأخرج أبو نعيم عن الشافعي قال (كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بيّنة من ربي وديني وأما أنت فشاكٌ فاذهب إلى شاكِّ فخاصمه) ([119])

(8) روى ابن عبد البر عن محمد بن أحمد بن خويز منداد الخلاف: قال مالك لا تجوز الإجارات من كتابه الأهواء والبدع والتنجيم وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ إجازة في ذلك) ([120])

فهذه لمحات من موقف الإمام مالك وأقواله في التوحيد والصحابة والإيمان وعِلم الكلام وغيره.

المبحث الرابع

عقيدة الإمام الشافعي رحمه الله

أ – قوله رحمه الله في التوحيد

(1) أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال (قال الشافعي: من حلف بالله أو باسم من أسمائه فحنث فعليه الكفارة , ومن حلف بشيء غير الله مثل أن يقول الرجل والكعبة وأبي وكذا وكذا ما كان , فحنث فلا كفارة عليه ويمين , ومثل ذلك قوله لعمري .. لا كفارة عليه ويمين بغير الله فهي مكروهة منهي عنها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل نهاكم أن تحلفوا بآبائكم , فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت) ([121]) ... ) ([122])

وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء الله غير مخلوقة , فمن حلف باسم الله فحنث فعليه الكفارة) ([123])

(2) وأورد ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية عن الشافعي أنه قال (القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء) ([124])

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير