وإذا مررتم بآية السجدة فاسجدوا في أية ساعة من ليل أو نهار كبروا عند السجود وقولوا في السجود سبحان ربي الأعلى وادعوا بما شئتم إن تيسر لكم معرفة ما ورد في ذلك فادعوا به وإلا فادعوا بأي دعاء مناسب ثم قوموا من السجود بلا تكبير ولا سلام إلا إذا سجدتم في الصلاة فلابد من التكبير عند السجود وعند النهوض
أيها المسلمون احرصوا على تلاوة كتاب الله واسمعوا إلى قول الله عز وجل: (الر* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
(اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)
اللهم ارزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة اللهم احفظنا عن الأعمال السيئة اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين اللهم حقق لنا ما نرجوه من المصالح في الدنيا والآخرة اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطبة أخرى للشيخ بن عثيمين رحمه الله عن أحكام الصيام والقيام في شهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله خلقكم لعبادته كما قال الله عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
وقد بين الله لكم طريق عبادته ومن عليكم بمواسم الخير تتكرر عليكم وتتوالى بما فيها من الفضائل والمكارم وعظيم الأجور فعظموا رحمكم الله هذه المواسم وأقدروها حق قدرها بفعل الطاعات والقربات واجتناب المعاصي والموبقات فإن الله لم يجعل هذه المواسم إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم
أيها الناس إن من المواسم العظيمة التي ينبغي للإنسان أن ينتهز فرصها بطاعة الله ذلكم الشهر الكريم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر الخير والبركات والرحمة هذا الشهر جعله الله تعالى ميداناً للتسابق إلى الخيرات فإنه شهر تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا لتكميل فرائضكم من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن أتى فيه بعمرة كان كمن أتى حجه فيه تفتح أبواب الجنة وتكثر الطاعات من أهل الإيمان وتغلق أبواب النار فتقل المعاصي من أهل الخير و تغل فيه الشياطين فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره
أيها الناس صوموا لرؤية هلال رمضان ولا تقدموا عليه بصوم يوم أو يومين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين) إلا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان الماضي فليقضه أو كان له عادة بصوم فليصمه فإذا كان للإنسان عادة أن يصوم يوم الاثنين وصادف أن يكون قبل رمضان بيوم أو يومين فلا حرج عليه أن يصومه وكذلك من كان يصوم من الشهر ثلاثة أيام فلم يتيسر له أن يصومها إلا في أخر شعبان فلا حرج عليه في ذلك
ولا تصوموا يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في ليلته ما يمنع رؤية الهلال من غيم أو قتر ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)
¥