تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بل الصدى]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 09:06 ص]ـ

بَيْنَ يَدَيْ السُّورَةِ

سُورَةُ النِّسَاءِ إِحْدَى السُّوَرِ المَدَنِيَّةِ الطَّوِيلَةِ, وَهِي سُورَةٌ مَلِيئَةٌ بِالأحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ, الَّتِي تُنَظِّمُ الشُّئُونَ الدَّاخِلِيَّةَ وَ الخَارِجِيَّةَ ِللْمُسْلِمِينَ, وَهِيَ تُعْنَى بِجَانِبِ التَّشْرِيعِ كَمَا هُوَ الحَالُ فِي السُّوَرِ المَدَنِيَّةِ, وَقَدْ تَحَدَّثَتِ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ عَنْ أُمُورٍ هَامَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِالمَرْأَةِ, وَ البَيْتِ , وَ الأسْرَةِ , وَ الدَّوْلَةِ, وَالمُجْتَمَعِ, وَلِكَنَّ مُعْظَمُ الأَحْكَامِ الَّتِي وَرَدَتْ فِيهَا كَانَتْ تَبْحَثُ حَوْلَ مَوْضُوعِ النِّسَاءِ وَ لِهَذَا سُمِّيَتْ .

تَحَدَّثَتِ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ عَنْ حُقُوقِ النِّسَاءِ وَالأَيْتَامِ - وَ بِخَاصَّةٍ اليَتِيمَاتِ - فِي حُجُورِ الأوْلِيَاءِ وَ الأوْصِيَاءِ, فَقَرَّرَتْ حُقُوقَهُنَّ فِي المِيرَاثِ وَ الكَسْبِ وَ الزَّوَاجِ, وَ اسْتَنْقَذَتْهُنَّ مِنْ عَسْفِ الجَاهِلِيَّةِ وَ تَقَالِيدِهَا الظَّالِمَةِ المُهِينَةِ.

وَتَعَرَّضَتْ لِمَوْضُوعِ المَرْأَةِ فَصَانَتْ كَرَامَتَهَا , وَحَفِظَتْ كَيَانَهَا , وَدَعَتْ إِلَى إِنْصَافِهَا بِإِعْطَائِهَا حُقُوقَهَا الَّتِي فَرَضَهَا الَلَهُ تَعَالَى لَهَا كَالمَهْرِ , وَ المِيرَاثِ, وَ إِحْسَانِ العِشْرَةِ.

كَمَا تَعَرَّضَتْ بِالتَّفْصِيلِ إِلَى < أَحْكَامِ المَوَارِيثِ> عَلَى الوَجْهِ الدَّقِيقِ العَادِلِ , الَّذِي يَكْفَلُ العَدَالَةَ وَيُحَقِّقُ المُسَاوَاةَ , وَتَحَدَّثَتْ عَنِ المُحَرَّمَاتِ مِنَ النِّسَاءِ < بِالنَّسَبِ , وَ الرَّضَاعِ , وَالمُصَاهَرَةِ>.

وَتَنَاوَلَتِ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ تَنْظِيمَ العَلَاقَاتِ الزَّوْجِيَّةِ وَبَيَّنَتْ أَنَّهَا لَيْسَتْ عَلَاقَةُ جَسَدٍ وَ إِنَّمَا عَلَاقَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ, وَ أَنَّ المَهْرَ لَيْسَ أَجْراً وَلَا ثَمَنًا , وَ إِنَّمَا هُوَ عَطَاءٌ يُوَثِّقُ المَحَبَّةَ , وَيُدِيمُ العِشْرَةَ, وَيَرْبِطُ القُلُوبَ.

ثُمَّ تَنَاوَلَتْ حَقَّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ, وَحَقَّ الزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا, وَ أَرْشَدَتْ إِلَى الخُطُوَاتِ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يَسْلُكَهَا الرَّجُلُ لِإصْلَاحِ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ, عِنْدَمَا يَبْدَأُ الشِّقَاقُ وَ الخِلَافُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ, وَبَيَّنَتْ مَعْنَى وَ أَنَّهَا لَيْسَتْ قِوَامَةَ اسْتِعْبَادٍ وَ تَسْخِيرٍ, وَ إِنَّمَا هِيَ قِوَامَةُ نُصْحٍ وَ تَأْدِيبٍ كَالَّتِي تَكُونُ بَيْنَ الرَّاعِي وَرَعِيَّتِهِ.

ثُمَّ انْتَقَلَتْ مِنْ دَائِرَةِ الأسْرَةِ إِلَى < دَائِرَةِ المُجْتَمَعِ > فَأَمَرَتْ بِالِإحْسَانِ فِي كُلِّ شَيْءٍ, وَبَيَّنَتْ أَنَّ أَسَاسَ الِإحْسَانِ التَّكَافُلُ وَالتَّرَاحُمُ , وَالتَّنَاصُحُ وَالتَّسَامُحُ, وَ الأَمَانَةُ وِالعَدْلُ , حَتَّى يَكُونَ المُجْتَمَعُ رَاسِخَ البُنْيَانِ قَوِيُّ الأرْكَانِ.

وَمِنَ الِإصْلَاحِ الدَّاخِلِيِّ انْتَقَلَتِ الآيَاتُ إِلَى الِاسْتِعْدَادِ لِلأمْنِ الخَارِجِيِّ الَّذِي يَحْفَظُ عَلَى الأُمَّةِ اسْتِقْرَارَهَا وَهُدُوءَهَا, فَأَمَرَتْ بِأَخْذِ العُدَّةِ لِمُكَافَحَةِ الأَعْدَاءِ.

ثُمَّ وَضَعَتْ بَعْضَ قَوَاعِدِ المُعَامَلاتِ الدَّوْلِيَّةِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ وَالدُّوَلِ الأُخْرَى المُحَايِدَةِ أَوِ المُعَادِيَةِ.

وَاسْتَتْبَعَ الأَمْرُ بِالجِهَادِ حَمْلَةً ضَخْمَةً عَلَى المُنَافِقِينَ, فَهُمْ نَابِتَةُ السُّوءِ وَ جُرْثُومَةُ الشَّرِّ الَّتِي يَنْبَغِي الحَذَرُ مِنْهَا , وَقَدْ تَحَدَّثَتِ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ عَنْ مَكَايِدِهِمْ وَ خَطَرِهِمْ.

كَمَا نَبَّهَتْ إِلَى خَطَرِ أَهْلِ الكِتَابِ وَ بِخَاصَّةٍ اليَهُودَ وَمَوْقِفَهِمْ مِنْ رُسُلِ الّلَّهِ الكِرَامِ.

ثُمَّ خُتِمَتِ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ بِبَيَانِ ضَلالاتِ النَّصَارَى فِي أَمْرِ المَسِيحِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ حَيْثُ غَالَوا فِيهِ حَتَّى عَبَدُوهُ ثُمَّ صَلَبُوهُ مَعَ اعْتِقَادِهِمْ بِأُلُوهِيَّتِهِ, وَ اخْتَرَعُوا فِكْرَةَ التَّثْلِيثِ فَأَصْبَحُوا كَالمُشْرِكِينَ الوَثَنِيِّينَ, وَقَدْ دَعَتْهُمُ الآيَاتُ إِلَى الرُّجُوعِ عَنْ تِلْكَ الضَّلالاتِ إِلَى العَقِيدَةِ السَّمْحَةِ الصَّافِيَّة ِ< عَقِيدَةُ التَّوْحِيدِ > صَدَقَ الَلَّهُ حَيْثُ يَقُولُ:

>.

راجعي ما تحته خط.

ـ[بل الصدى]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 04:06 م]ـ

اليَهُودُ وَمَوْقِفُهِمْ

تصويب استدركته.

ـ[الرميسا]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 07:17 م]ـ

جزاك الله خيرا

بالنسبة لكلمة الكريمة هي مرفوعة؟

تَحَدَّثَتْ السُّورَةُ الكريمَةُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير