[ما إعراب " نجوم " في]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 05:14 م]ـ
قال جرير:
اَلشَّمْسُ طالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكاسِفَةٍ= تَبْكي عَلَيْكَ نُجومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَراما إعراب كلمة: نجوم
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 05:53 م]ـ
هنالك رواية بضم التاء في أول تبكي من أبكى الرباعي، فنجوم مفعول به، وبفتح التاء من باكيته فبكيته إذا غلبته بالبكاء، وقيل: المعنى: الشمس ليست بكاسفةٍ نجومَ اليل، وما بينهما إعتراض، وعلى هذا مفعول به لاسم الفاعل، وفي بعض الكتب نجومُ بالضم، والقمرا مفعول معه. والله أعلم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
البلاغة في الإيجاز، هذا هو الجواب الشافي الكافي " أخذ القوس باريها " هو لك وأنت أهله. أنتم من يأخذ عنكم العلم. تلذذت بالإعراب وشعرت بهدوء د. سليمان في الإعراب غير المفرط، ولا المقل المخل. دكت د. سليمان. واسمحلي أن أقول شيئاً من علمكم الكبير:
اَلشَّمْسُ طالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكاسِفَةٍ تَبْكي عَلَيْكَ نُجومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرا
أَيْ تُباكي عَلَيْكَ نُجومَ اللَّيلِ وَالْقَمَرَ؛ فَتُبْكيهِمْ، وَمَعْناهُ عَلى كُلِّ حالٍ مُشْكِلٌ، لِأَنَّ الشَّمْسَ إِذا كانَتْ طالِعَةً غَيْرَ كاسِفَةٍ، فَكَيْفَ تَكونُ باكِيَةً؛ فَكانَ يَنْبَغي أَنَّها غَرَبَتْ وَكَسَفَتْ وَبَكَتْ، وَهذَا الَّذي يَليقُ بِالرِّثاءِ وَالتَّأْبينِ. وَقالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْأَدَبِ: فيهِ أَقْوالٌ: مِنْها أَنَّ فيهِ تَقْديمًا وَتَأْخيرًا، وَأَنَّ نُجومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَ مَنْصوبانِ بِكاسِفَةٍ، لا بِقَوْلِه: تَبْكي، وَتَقْديرُه لَيْسَتْ بِكاسِفَةٍ نُجومَ اللَّيْلِ وَلا الْقَمَرَ تَبْكي عَلَيْكَ، وَإِذا كانَتْ غَيْرَ كاسِفَةٍ لِغَيْرِها مِنَ الْكَواكِبِ كانَتْ غَيْرَ مُضيئَةٍ؛ فَهِيَ سَوْداءُ مُظْلِمَةٌ، وَالزَّمانُ كُلُّه لَيْلٌ. وَهذا في غايَةِ ما يَكونُ مِنَ الْمُبالَغاتِ فِي الْمَراثي، وَهذا أَجْوَدُ ما قيلَ فيهِ ( ... ) وَقَبْلَه فيما أَظُنُّ:
حَمَلْتَ أَمْرًا عَظيمًا فَاضْطَلَعْتَ بِه وَقُمْتَ فينا بِأَمْرِ اللّهِ يا عُمَرا
وَنَصْبُ " عُمَرَ " مُشْكِلٌ لِأَنَّه عَلَمٌ مُفْرَدٌ؛ فَكانَ يَنْبَغي أَنْ يُبْنى عَلى الضَّمِّ
ـ[أبو شمس]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 10:33 م]ـ
أحسنتما والله كل الإحسان: وأزيد: ربما كانت " نجوم " منصوبة على نزع الخافض، والتقدير " كنجوم "، ويكون المعنى: الشمس ساطعة تبكي عليك كما تبكي نجوم الليل والقمر، فكل يبكي عليك.
أما عمرا: فهي إما ضرورة شعرية، أوأصلها يا عمراه: نداء وندبة / يا أسفا.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:44 ص]ـ
اختصارًا للوقتِ، لعلَّ الأخَ الكريمَ يرجعُ إلى شرح شواهد الشافية للبغداديّ المطبوع مع شرح الرضيّ للشافية؛ فقد فصَّل في هذا، وذكرَ الأوجهَ، ونسبَها إلى قائليها.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 06:15 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، وشكرالله لأخينا الأستاذ محمد سعد فتحه هذا الباب كعادته في فتح أبواب العلم والأدب والمعرفة.
البيت ثالث ثلاثة أبيات قالها جرير في رثاء عمربن عبد العزيز، رحم الله الجميع، وهي، كما في ديوان جرير، وغيره من مراجع الأدب:
تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا *يا خير من حج بيت الله واعتمرا
حملت أمرا عظيما فاصطبرت له*وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
فالشمس كاسفة ليست بطالعة * تبكي عليك نجوم اليل والقمرا
ولا إشكال في (عمرا)؛لأن إلحاق الألف بآخر المنادى المندوب شائع معروف، وقد قال ابن مالك-رحمه الله- في باب الندبة من خلاصته الوافية الألفية عن هذه المسألة:
ومنتهى المندوب صله بالألف *متلوها إن كان مثلها حذف
وفي المنهل الذي أشار إليه أبو قصي كلام طويل نفيس عن روايات الأبيات وتخريجاتها النحوية، فليرجع إليه؛ فهو طويل، ونقله مبتورا ربما أفسده. والله الموفق.