[علامات الترقيم لتمييز أجزاء الكلام]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 10:48 ص]ـ
إن علامات الترقيم تختلف فيما بينها لاختلاف الوظائف المرادة منها في الكلام. ومن هذه الوظائف وظيفة تعيين أجزاء الكلام وتمييزها لكل قارئ ولو بأدنى انتباه. وتظهر هذه الصفة أجلى ظهور عند تعدد الأجزاء التي تستوجب الفاصلة علامة ترقيم، ويأتي بين هذه الأجزاء ما ليس منها، فلو وضعنا قبله فاصلة لانبهم أمره على غير المنتبه؛ لذا وجب وضع العلامة المميزة.
وأورد نموذجا لإظهار ذلك مستقى من كتاب "معجم إعراب ألفاظ القرآن الكريم" الصادر عن مكتبة "لبنان ناشرون"، من التقديم للدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي يتحدث فيه عن فضل القرآن.
أورده أولا كما ورد، ثم أورده بالتصور الآخر ليظهر الفرق:
1 - الترقيم الوارد: ( ... فقد أودع فيه الخالق – عز وجل- من العقائد السليمة، والعبادات القويمة، والأحكام الجليلة، والآداب الفاضلة، و العظات البليغة، ما به قوام الملة الكاملة، والأمة الفاضلة، والجماعة الراشدة، والفرد السليم ... ).
2 - الترقيم المعني: ( ... فقد أودع فيه الخالق – عز وجل- من العقائد السليمة، والعبادات القويمة، والأحكام الجليلة، والآداب الفاضلة، و العظات البليغة- ما به قوام الملة الكاملة، والأمة الفاضلة، والجماعة الراشدة، والفرد السليم ... ).
والفرق وجود "الشرطة الواصلة" قبل كلمة "ما به".
ـ[الأواه]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 07:49 م]ـ
أخي الكريم " فريد البيدق" السلام عليكم ..
هل تقصد أن الصورة الثانية بالواصلة أفضل؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك أستاذ فريد على إشارتك الطيبة لهذا الموضوع ..
ولعل أحمد زكي باشا كان الأسبق في الحديث عنه حين قال:
"وضع الشرطة في أول الجملة المعترضة وآخرها إذا كانت تتخلها شولة فأكثر، أو جملة معترضة أخرى.
مثال ذلك:
(من حدّ هذا الدَرَج إلى السور الغربيّ - وهو الذي فيه الباب الجديد المعروف الآن بباب القيسارية، وفيه باب الميضأة وسائر الأبواب الآتي ذكرها، إن شاء الله، عند أبواب الحرم الخليلي بمدينة حَبْرون - خمسة وثمانون ذراعا وثلث ذراع). [عن مسالك الأبصار]." ا. هـ
[نقلا عن أحمد زكي باشا: الترقيم وعلاماته ص28].
ويتضح الآن ما لهذه العلامة (أو لهذه العلامات الترقيمية عموما) من أهمية كبرى في فهم النصوص وإدراكها.
ولاحظ مثلا ما جعلته باللون الأحمر في المثال السابق، وكذلك في المثال الذي تفضلتم بذكره:
فقد أودع فيه الخالق – عز وجل- من العقائد السليمة، والعبادات القويمة، والأحكام الجليلة، والآداب الفاضلة، و العظات البليغة- ما به قوام الملة الكاملة، والأمة الفاضلة، والجماعة الراشدة، والفرد السليم
ويتضح الآن للناظر أهمية الشرطة التي قبل كلمة (خمسة) في المثال السابق، وكذلك قبل كلمة (ما) في المثال الثاني؛ فربما لو أسقطناها لسقط معها المعنى وأوهم غير المراد.
فجزاكم الله خيرا على لفت نظر إخوانك على هذا الأمر الهام .. دمت طيبا وفي عافية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته