تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كيلا .....]

ـ[أبو لين]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:11 ص]ـ

الإخوة الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(كي) إذا اتصلت بـ (لا) أو (ما) كلنا يعلم أنها تكتب ككلمة واحدة فنقول (كيلا ,,, كيما) والسؤال.

هل إذا كتبها أحد منفصلة هكذا (كي لا .... كي ما) هل كتابته صيحية أم خاطئة ولماذا؟

وجزاكم الله خيرا.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 05:29 ص]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبارك بكم وفيكم ..

هذا ما لدي إلى حين مشاركة أساتذتي الفضلاء ..

الفصل هو الأصل

الأصل في ذلك هو أن تفصل الكلمتين عن بعضهما في الرسم؛ لأنه إذا كان حق الكلمة المؤلفة من حرف واحد أن توصل بغيرها فإن حق الكلمة المؤلفة من حرفين أو أكثر أن تفصل في الكتابة إلا ما عرض له من ذلك أمر يوجب وصله. ومن أكثر ما يصلون (ما) و (لا) و (ها) و (مَن). [انظر: ابن درستويه: كتاب الكتاب، وغانم الحمد: علم الكتابة العربية]. وسنكتفي هنا بتبيين بعض ما ورد بخصوص (ما) و (لا).

أما بخصوص وصل (كي) بـ (ما):

معلوم أن (ما) قد " تقع في الكلام ملغاة عند عامة النحويين، لو حذفت لما تغير معنى الكلام بحذفها، وإنما يؤتى بها توكيدا كقوله - عز وجل -: (فبما رحمة من الله لنت لهم) [آل عمران: 159]، فلو قيل (فبرحمة) لتم المعنى وإن ذهب التوكيد [ذلك طبعا في غير القرآن]، وكقولهم (آتيك يومًا ما) لو قيل (يومًا) لناب عن ذلك ... فإذا كانت بهذا المعنى - أو كانت بغير صلة - ووقعت بعد الأسماء المبنية المبهمة وما ضارعها من الظروف وغيرها أو بعد حروف المعاني - شبهت بالحروف التي لا تنفرد إذا كان النطق بها مفردة لا يفيد معنًى، ولأنه كثر استعمالها مع هذه الأشياء حتى صارت كأنها منها فوصلت بها، ولا يجوز وصلها بما خالف ما قد وصفنا " [ابن درستويه: كتاب الكتاب]، وفي تفاصيل ذكر ما يوصل بـ (ما) وما يفصل منها من الحروف والأسماء وغيرها - ما لا يتسع له المقام.

وعلى ذلك فكتابة (ما) موصولة بـ (كي) هو الصحيح؛ لأنها مؤكدة، لو حذفت لم تخلَّ بالمعنى. [انظر: ابن قتيبة: أدب الكاتب، وابن السراج: كتاب الخط، وابن درستويه: كتاب الكتاب، وغانم الحمد: علم الكتابة العربية].

واعلم أن (كيما) لم ترد في رسم المصحف كله، لا موصولة ولا مقطوعة.

ورغم ما ذكرت أعلاه من أن الأصل هو الفصل -إلا أن كتابتها منفصلة - في نظري - خطأ جسيم؛ وذلك لعدة أسباب:

الأول: أن ذلك فيه مخالفة لما نقل عن أئمتنا بشأنها، ولا أعلم فيه خلافا. خاصة أن (ما) زائدة للتوكيد فصارت جزءا من الكلمة - كما تقدم -.

الثاني: أنا نبحث عن كل ما يوحدنا حتى لو في قاعدة إملائية، والخروج عن ذلك يشق عصانا ويبعدنا عن أهدافنا اللغوية الأهم والتي نسعى لها.

الثالث: أن ذلك مما تقرره المجامع والهيئات اللغوية، وليس الأفراد.

بخصوص وصل (كي) بـ (لا):

" وأما (لا) فتدخل على جميع الأسماء والأفعال، فتكون عاملة فيها وغير عاملة، ويكثر استعمالها لذلك. وهي حرف معنى أيضا، ولفظها كلفظ (ما)؛ فهي توصل بأشياء، وتفصل من أشياء، كما فعل ذلك بـ (ما)، غير أنها لا تكاد توصل إلا بالحروف خاصة " [ابن درستويه].

وأكثر ما يوصل به (لا): (أنْ) الناصبة، وقد أفرد لها من قبل موضوعا، يمكنك مراجعته أولا [هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31903)].

أما (كي) فعاملها معاملة (أنْ) مع (لا)، وذلك بتقدير (أنْ) مضمرة بعدها، أو على اعتبار (كي) نائبة عنها، ثم طبق ما ذكرنا قبلُ بخصوص (أنْ) مع (لا). [انظر ابن درستويه: كتاب الكتاب]

واعلم أن (كي لا) جاءت موصولة في أربعة مواضع في المصحف:

1 - (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) [آل عمران: 153].

2 - (لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) [الحج: 5].

3 - (لكيلا يكون عليك حرج) [الأحزاب: 50].

4 - (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) [الحديد: 23].

وجاءت مقطوعة في ثلاثة مواضع:

1 - (لكي لا يعلم بعد علم شيئا) [النحل: 70].

2 - (لكي لا يكون على المؤمنين حرج) [الأحزاب 37].

3 - (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) [الحشر 7].

[انظر: مرسوم المصاحف: ابن أبي داود، وأبو بكر الأنباري، والمهدوي، والداني: المقنع، وغانم الحمد: رسم المصحف]

" ويبدو أن اتصال ... (لا) بـ (كي) قد كان سبب قلة حروف هذه الكلمات، فمال الكتَّاب إلى جمعها في كلمة واحدة " [غانم الحمد: رسم المصحف دراسة تاريخية لغوية].

وفي رأيي: أن كتابتها (منفصلة على كل حال) هو الأصل والقياس، خاصة أنها تأخذ نفس أحكام (أنْ) مع (لا)، والتي ورد فيها عن الصولي وأبي حيان قولهم بفصلها على كل حال [انظر: أدب الكتاب، وهمع الهوامع]، ورغم ذلك أقول بأن الأخذ برأيهما لا يقرره فرد واحد، بل هو من اختصاص المجامع والهيئات اللغوية. وإلا أن يحدث ذلك فكتابتها منفصلة دوما يعتبر من الأخطاء الإملائية.

وفي ظل هذا المستوى المتدني من الثقافة اللغوية في مدارسنا وجامعاتنا - حتى من اللغويين أنفسهم - نهيب بمجامعنا وهيئاتنا اللغوية ليتخذوا موقفا تجاه أمثال هذه القواعد الإملائية التي تنبني على أسس نحوية وصرفية قد لا يلم بها الباحث - فضلا عن الطالب - .. نسأل الله التوفيق والرشاد .. اللهم آمين.

ولا تنسونا من صالح دعائكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير