تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سبع مائة أم سبعمائة أم سبعمئة أم سبع مئة]

ـ[آنسة قواعد]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:06 م]ـ

أخوتي السلام عليكم ... أفيدوني أفادكم الله ... أيًُ أصح: سبع مائة أم سبعمائة أم سبعمئة أم سبع مئة، مع التعليل. جزاكم الله عني كل خير

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:28 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكتبوها: سبع مئة

إن القياس يقتضي أن ترسم هذه الكلمة هكذا (مِئَة) مثل: فئة ورئة، لكن الكتّاب يثبتون في رسمها ألفاً يعدها علماء الإملاء زائدة، ويفسرون زيادتها بأنها للفرق بينها وبين (منه)، يقول ابن السراج: (ومن ذلك كتبهم (مائة) بزيادة ألف قبل الهمزة، وكان حقها أن تكتب بياء لا ألف قبلها، لأن الهمزة المفتوحة إذا انكسر ما قبلها كتبت ياء، وإذا انضم كتبت واواً. قال محمد بن يزيد [يعني المبرد] وغيره: ولكنهم كتبوا "مائة" بألف ليفصلوا بينها وبين "منه" ... ) [كتاب الخط].

ولابن درستويه تعليل آخر لزيادة الألف في كلمة (مائة) يذكره إلى جانب رأي جمهور العلماء، يقول: (أجمع النحويون على أنها للفرق بينها وبين (منه)، وقد يجوز أن تكون في الخط عوضاً مما نقص من الكلمة، وذلك أنها (مِئَة) على وزن فِئَة ورِئَة، فقد ذهبت لام الفعل منها ... ) [كتاب الكتّاب]. وذكر ذلك أيضاً ابن بابشاذ في قوله: (ومنها (مائة) تكتب بالألف فرقاً بينها وبين (منه)، فصارت مع زيادتها كالعوض من حذف لام الكلمة، لأن الأصل (مِئْيَةٌ) ... فقد صارت الألف في (مائة) عوضاً وفرقاً) [شرح المقدمة المحسبة].

وورد في بعض المصادر أن الألف زيدت في الكلمة للفرق بينها وبين (مَيَّة) اسم امرأة [ابن الدهان: باب من الهجاء]، لكن الصولي يقول عن هذا الرأي: (وهذا قول مرذول لأن ميّة متى تذكر وتقع في كتاب) [أدب الكتاب].

ونقل السيوطي في (همع الهوامع) عن الكوفيين تعليلاً آخر لزيادة الألف في (مائة) [همع الهوامع]، نقول فيه ما قاله نصر الهوريني عنه: (يطول علينا إيراده بما فيه من المناقشات والمناقضات) [المطالع النصرية]. مع قلة غنائه في تفسير زيادة تلك الألف، ومن رغب في الاطلاع عليه فليطلبه في موضعه.

وهناك تفسير آخر لزيادة الألف في (مائة) توصَّلنا إليه يوم دراستنا لموضوع رسم المصحف، ونعده أقرب إلى واقع الكتابة وقوانين اللغة من تعليلهم لتلك الزيادة بالفرق بين الكلمة وبين (منه)، وهو تفسير لا يعتمد على مبدأ الفرق أصلاً، وإنما يتعلق بتاريخ الهمزة في العربية نطقاً ورسماً وفي حدود العاملين اللذين ذكرناهما في تفسيرنا لزيادة الواو في كلمة (أولئك) ونضيف هنا أمراً آخر هو أن الذين يحققون الهمزة كانوا يرسمون الهمزة ألفاً دائماً في أي موقع كانت في الكلمة، على نحو ما سنفصل ذلك في مبحث رسم الهمزة، إن شاء الله تعالى.

ويتلخص تفسيرنا لوجود الألف في رسم كلمة (مائة) في أن الكلمة رسمت أولا بالألف فقط (مأة) على مذهب من يحققون الهمزة وأن الياء زيدت في رسمها بعد أن انتقلت صورة رسم الكلمة من بيئة تحقق الهمزة إلى بيئة الحجاز التي تسهلها، ولم يغير الكتّاب صورة الكلمة بحذف الألف وإثبات رمز النطق الجديد، وهو الياء، بل أثبتوه إلى جانب الألف فظهرت الكلمة مرسومة هكذا (مائة)، ويؤيد هذا أن الكلمة رسمت في الكتابة النبطية بالألف فقط (ماه) [ينظر: جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام]. ويؤكده ما نقله السيوطي من مذاهب القدماء في رسم الكلمة حيث قال: (قال أبو حيان: وقد رأيت بخط بعض النحاة (مأة) هكذا بالألف عليها همزة الهمزة [كذا في الأصل، ولعله: نبرة الهمزة] دون ياء، وقد حُكِيَ كَتْبُ الهمزة المفتوحة إذا انكسر ما قبلها بالألف عن حذاق النحويين منهم الفراء، روي عنه أنه كان يقول: يجوز أن تكتب الهمزة ألفاً في كل موضع، وقال ابن كيسان: ومنهم من يكتب الهمزة ألفاً على حركتها في نفسها، وإن كان ما قبلها مكسوراً) [همع الهوامع]، وبقاء الألف في رسم الكلمة شيءٌ يشبه بقاء الواو في (أولئك) أو الألف في قولهم (خَطَائِه)، في أمثلة أخرى لا يتسع المقام لعرضها [ينظر كتابي: رسم المصحف].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير