تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من أخطاء الرسم]

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 01:47 م]ـ

ليست الكتابة لغة بل هي تقريب للغة بما هي تقييد لها يذكر بها، ولذلك كان للمشافهة أهمية كبيرة في المحافظة عليها، ولكن الكتابة قد تحدث اللبس وقد تتسبب في جملة من الأخطاء لأن الناس يعتمدون عليها في التلقي، وتحويل المقروء إلى مسموع. ومن أجل ذلك وجب أن تكون وسائل التدوين صالحة بما يدرأ كثيرا من الخطأ، وسأذكر بعض أخطاء الرسم وجهة الصواب فيها.

رسم الحركات:

أصوات اللغة نوعان صوامت مثل: (ب، ت، ث)، وحركات مثل (ـَ، ـُ، ـِ). وكان الرسم العربي الأول بلا رموز لتلك الحركات، فلما انتشرت العربية وزاد متعلموها والكاتبون بها ظهرت الحاجة إلى رموز للحركات، فمثلها أول الأمر أبوالأسود الدؤلي بنقط حمراء: للفتحة نقطة فوق الحرف وللكسرة نقطة تحت الحرف وللضمة نقطة أمام الحرف، فإن كانت الحركة متلوة بتنوين جعل من النقطة نقطتين للدلالة على الحركة والتنوين معًا، فلما جاء الخليل أخذ من الألف والواو والياء رموزًا صغيرة لرسم الحركات، وهو ما استمر استعماله إلى يومنا هذا. والحركة ترسم فوق الحرف أو بعده؛ ولكن ربما رأينا من يخطئ في رسم الحركة فيضعها في غير موضعها، مثال ذلك أنهم يرسمون الفتحة المتلوّة بتنوين على الألف في مثل: (رأيت فتىً عندك) والصواب أن ترسم بعد التاء مباشرة لأن المفتوح المنون هو التاء، هكذا: رأيت فتًى عندك)، والسبب أن الألف لا يمكن أن تأتي بعدها الحركة، ومنه النص" وَمُدىً قد تختليها وشفار" (1)، والصواب: وَمُدًى. ويكثر في كتابات الحاسوب أن ترى التنوين فوق الألف أو بعده، مثل النص: "وقد أتيتك مُقِرّاً بالذنوب، مستشفعاً إلى ربي" (2)، وهذا من الأخطاء الفاحشة، والصواب: مستشفعًا. والغرض من الألف بعد الأسماء الصحيحة المنونة هو بيان أن التنوين يتحول إلى ألف عند الوقف (3)، فروعي رسمها بما يلائم الوقف؛ إذ لو أردنا الوقف لقلنا: (مستشفعا) بدون تنوين. ومن أخطائهم جعل رمزين أحدهما للحركة وأخر للفتحة مع التنوين (مر به مرورَاً)، ومثله النص: "والجمع: جُذَىً" (4)، ومن ذلك أن يرسموا الشدة فوق الحرف والتنوين فوق الألف نحو: (مُقِرّاً) الواردة في النص المذكور آنفًا (5)، والصواب: مُقِرًّا، ومثله كتابة قوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفًّا صفًّا} [22 - الفجر]، وقد وردت في كشف المشكل هكذا"صفّاً صفّاً" (6).وهذا خطأ صوابه ما أثبت في رسم الآية.

خط الرقعة:

يلبي خط الرقعة الحاجة إلى الكتابة اليدوية السريعة، وكان ذلك بالاستغناء عن الحروف المسننة بمطلها، وعن النقط المتعددة بشكل جامع يمثلها، أما الحروف ذات الكؤوس فقد ذيلت بما يغني عن نقطها؛ ولكن بعض أبنائنا الطلاب غاب عنهم هذا الغرض فتراهم يجمعون بين ذيل الحرف ونقطه، فيجعلون لكأس النون ذيلا وفي جوفها نقطة، وهذا مخالف لأصول الكتابة.

رسم الكاف النهائية:

تجد من الخطاطين من يجعل في بطن الكاف النهائية همزة، نحو كاف"ذلك"، وهذا وهم منهم؛ فأصل الرمز أن كتّاب العربية لما خافوا التباس الكاف باللام جعلوا في بطنها كافًا صغيرة، فعلى الخطاطة اليوم أن يجعلوا كافًا صغيرة لا همزة، ولعل الأمر أشكل عليهم لما رأوا تلك الكاف تشبه الهمزة المرسومة بخط الرقعة.

الهاء والتاء:

يخطئ بعض الناس فيرسم فوق الهاء النهائية نقطتين مثل (فقة، لة) والصواب (فقه، له)، وفي المقابل نجدهم يرسمون التاء المربوطة عاطلة من النقط، مثل (الكليه، ثمّه) والصواب: (الكلية، ثمّة).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن خالويه وجهوده في اللغة مع تحقيق كتابه شرح مقصورة ابن دريد دراسة وتحقيق محمود جاسم محمد:178.

(2) السابق:181.

(3) الحقيقة الصوتية أن النون تحذف ويعوض عنها بمطل الفتحة. ولا تمطل الضمة أو الكسرة.

(4) ابن خالويه وجهوده في اللغة:166.

(5) السابق: 181.

(6) علي بن سليمان الحيدرة، كشف المشكل 1: 482.

ـ[ضاد]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 01:53 م]ـ

أحسنت أستاذي الفاضل وبارك الله فيك وزادك بسطة في العلم. لي سؤال: أليس مصطلح الحركات مصطلحا إملائيا, لا صوتيا؟

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 02:41 م]ـ

أحسنت أستاذي الفاضل وبارك الله فيك وزادك بسطة في العلم. لي سؤال: أليس مصطلح الحركات مصطلحا إملائيا, لا صوتيا؟

أخي الحبيب ضاد

أشكرك لكلماتك الطيبة وتعليقاتك وإضاءاتك تسعدني وأراها تبث الوعي في قراء المنتدى.

وأما الحركات فلا أعرف سوى هذا المصطلح وهو صوتي كتابي حسب معرفتي المتواضعة فإن كنت تعرف غير هذا فلعلك تتفضل بذكره، بعض الأصواتيين يسمونها علل قصيرة في مقابل العلل الطويلة أي المدود.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 02:42 م]ـ

أشكرك أستاذي هي ملاحظات قيمة ...

ولي استفسار

الأخوة في مصر لا يضعون النقاط تحت الياء إذا كانت في نهاية الكلمة وقد شاهدتها في كتب عديدة لدار المعارف مثلا (على) يريدون بها عليا ... فهل هذا خطأ

خاصة وأنها قد تختلط بالياء غير المنقوطة أو بألف المقصور ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير