[الجمع بين خطين]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 04:27 م]ـ
منذ زمن يؤرقني خاطر مفاده أنه لا ينبغي الجمع بين خطين في التحرير؛ إذ لا بد أن يكون التحرير بخط واحد نسخا أو رقعة أو غيرهما. أما أن يخلط الكاتب في الكلمة الواحدة أو الجملة أو الكتاب خط نسخ مع آخر رقعة فهذا لا ينبغي.
وكان يقف قبالة البوح بذلك الخاطر وقوعي فيه؛ لأنني لا أتقن سمات كل خط مع كل حروف العربية. وليس هذا فحسب بل ثقل المسئولية؛ إذ من أراد أن يطبق ذلك فعليه أن يدرس الخطوط، وقد لا يسعفه وقته أو أقدار حياته. وأشياء غير السابق.
لكنكل ذلك ذهب بعيدا عندما قرأت في "أدب الكتاب" للصولي ما يؤيد ذلك الخاطر؛ إذ ذكر أنه يستقبح الخلط بين الخطوط كما يستقبح الخلط بين أضرب الشعر، فقررت طرح القضية للحوار!
ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:30 ص]ـ
موضوعك أخي فريد لطيف وجديد.
ولكن ما المانع في الأمر؟ هل له أبعاد سلبية على الكتابة؟
إذا كتبتُ كتابا بخط الرقعة، وجعلت العنوانات فيه بالخط الديواني أو بخط النسخ مثلا فما الإشكال في ذلك؟!
تنويع الخط - في نظري - له جانب إيجابي، وهو تمييز العنوانات عن غيرها مثلا لتتضح بصورة بارزة.
ومنه أيضا انشراح صدر القارئ والناظر لا سيما وإن كان الخط جميلا من صنعة خطاط متقن. فطالما وقفت أمام بعض الصفحات في كثير من الكتب قد كتب فيها (الفصل الأول، أو المبحث الأول مع العنوان) بخط يسلب العقول ويخلب الألباب لجماله وحسنه كأنما وقفت أمام لوحة فنية، فينشرح صدري للاطلاع على الكتاب ومحتواه.
هذا عن الجانب الإيجابي.
أما الجانب السلبي فيتمثل في الكثرة في التنويع بشكل مبالغ فيه، بحيث تحوي الصفحة خمسة أنواع من الخطوط، فيكتب العنوان بخط، والآيات بخط والهوامش بخط وباقي النص بخط، فتشعر بفوضى ذهنية آنذاك. وهذا أنا معك فيه في أنه لا داعي له، بل أرى أن الكف عنه هو الأولى.
فأنا لا أستخدم في أبحاثي أكثر من خطين فقط، خط للعنوانات الكبيرة، وخط لباقي البحث.
أتمنى أن نسمع آراء باقي الإخوة.
وأشكرك أخي الأستاذ فريد على هذا الطرح، والله يرعاكم
ـ[الكاتب1]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:33 ص]ـ
أخي " فريد " موضوع مفيد، وحقا كلنا يؤرقنا هذا الخاطر، وقد جال في خاطري سؤال بعد قراءتي لمشاركة أخينا " أبو مالك النحوي " وهو:
لاأدري هل المقصود من طرحك للقضية والكتابة عن طريق المحبرة، أو والكتابة عن طريق الحاسوب؟
فإن كان عن طريق الحاسوب، فأخونا أبو مالك النحوي " قد تكلم وعبر عمَّا يدور في نفسي حول هذه القضية، وإن كنت أرى أن الكتابة ستكون بخط واحد، عدا العناوين والآيات.
وإن كنت تقصد بالكتابة التي بالقلم (المحبرة) والورق، فهنا تكمن القضية لديّ، إذ كثير منا وأنا أحدهم نخلط بين الرقعة والنسخ، فكلمة نكتبها بالنسخ وأخرى بالرقعة، حتى يصير المكتوب مشكل الخطوط والحروف، وقد يرجع السبب إلى:
1 - جهلنا بأهمية توحيد نوع الخط في الكتابة.
2 - إضافة إلى ذلك، الأسباب التي ذكرتها (لأنني لا أتقن سمات كل خط مع كل حروف العربية. وليس هذا فحسب بل ثقل المسئولية؛ إذ من أراد أن يطبق ذلك فعليه أن يدرس الخطوط، وقد لا يسعفه وقته أو أقدار حياته.)
3 - أمر ثالث وهو عدم اهتمام المحيطين بك بهذه القضية سواء من معلمين او مسؤلين، فكم من طالب يكتب بكتابة لاتفهم ثم يثنى عليه ويأخذ الدرجة العالية! وكم من خطاب يقدم للمسؤول وهو مشكل بأنواع الخطوط ولا ينظر فيه أو في قبحه!
ونهاية القضية، ومع التطور السريع نقول: لاحزن ولا كآبة ولا تأريق للخاطر، فالكتابة كلها عبر الحاسوب، ومنه ستضمن توحيد نوع الخط أيا كان نوعه، وكيفما اخترته.
أخي الفاضل، أرجو ألا أكون بإطالتي في الكتابة خرجت عن هدفك الذي تنشد، فالعذر منك أولا وأخيرا.
وتقبل احترامي، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[الحامدي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 03:31 ص]ـ
موضوع جميل ..
أما أنا فالحمد لله لدي حظ لا بأس به من المهارات في مجال الخطوط العربية؛ وبخاصة منها الرقعة والنسخ والديواني.
و كنت أستعمل في كتاباتي الرسمية وبحوثي خط الرقعة، وقد أستعمل النسخ أو الديواني للعنوانات (الأبواب والفصول والمباحث ... ).
غير أن الحاسوب بدأ يسلب منا الاهمتمام بمهارات الخط اليدوية، بفعل سهولة التعامل والسرعة واختصار الوقت والجهد، بل إن الحاسوب أفقد الخط العربي بتنويعاته وفسيفساءاته وزخارفه الجميلة كثيرا من شعبيته، حتى بقي في معظمه رهين المتاحف والمعارض الفنية.
وتدخلت برامج حاسوبية في تشكيل قواعده وتغيير مساراته، مثل (الكلك) و (الفوتوشوب)، مما ثبط العزم على تعلمه وقوى الاتكال على هذه البرامج.
وأنا معكم في أن تنويع الخط اليدوي أو الحاسوبي بشكل فوضوي أمر منفر، فيكفي الكاتبَ خطان أو ثلاثة في البحوث الكبيرة، توزع بين العنوانات والمتن والحواشي.
¥