تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أحمد زكي باشا .. واجتماع الشدة والكسرة .. ما تعليقك؟]

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 08:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ العروبة العلامة أحمد زكي باشا (ت 1353هـ):

"وإذا كان الحرف مشدَّدا مكسورا، وضعنا فوقه علامة الشدة (ّ) وتحتها مباشرة علامة الكسرة (ِ) وذلك منعا لاضطراب العين في مراعاة ما فوق الحرف وما تحته في آنٍ واحد، فضلا عن أن المطابع قد تتزحزح فيها الكسرة عن الموضع المتحتّم لها، فيحدث عن ذلك بعض الاختلاط الذي يجب تلافيه. وبما أن الكسرة يجب دائما وضعها من الأسفل، فهي في هذه الحالة في مكانها تحت الشدّة التي نابت عن الحرف المدغَم. نعم إن في ذلك بعض التسامح، ولكن الفائدة منه ظاهرة للعيان.

ولما كان هذا الحرف غير موجود بالمطبعة الآن، فقد طلبنا منها أن تصنع قالبا مخصوصا له. "

[الترقيم وعلاماته في اللغة العربية: ص45 / المطبعة الأميرية بمصر 1330هـ/ 1912م]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:53 ص]ـ

كلام جيد.

والمسألة أولا وأخيرا اصطلاح ولا مشاحة فيه.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 06:19 م]ـ

جزاكم الله خيرا أستاذنا الغالي على مشاركتكم.

وللفائدة: تأملوا قوله:

ولما كان هذا الحرف غير موجود بالمطبعة الآن، فقد طلبنا منها أن تصنع قالبا مخصوصا له.

انظروا كيف طوَّع التقنية والصناعة لخدمة العلم، ولم يجعلها عائقا لتنفيذ ما يروم إليه ويراه، رغم تصريحه بأن كلامه لا يخلو من مسامحة، وكيف أن القالب الذي وضعه راعاه وعمل به أغلب من جاء بعده، ولا يزال حتى اليوم في أجهزتنا الحديثة.

رحم الله شيخنا وعالما ..

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 09:16 م]ـ

فائدة تقنية: من يرد التفريق بين الكسرة والشدة (ـهِّـ) يكتب الكسرة قبلها.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 10:12 ص]ـ

للمناسبة:

الوجه الذي كتبت به في مشاركتي السابقة (بالتفريق بين العلامتين) كان سائدا حتى وقت قريب جدا.

أما الوجه الآخر – الذي اختاره شيخ العروبة – لم يظهر إلا على أيدي بعض المتأخرين، كما صرح بذلك أبو العباس القلقشندي (ت 821هـ) وهو يتحدث عن كيفية ضبط ذلك:

" يجعلون النصبة والرفعة بأعلى الشدة، ويجعلون الخفضة بأسفل الحرف الذي عليه الشدة. وبعضهم يجعلها أسفل الشدة من فوق الحرف. " [صبح الأعشى 3/ 167]

ولم يكتب لهذا الوجه الانتشار إلا بعد اختيار العلامة أحمد زكي له.

أما ما يعضد القول بأن هذا الوجه لا يخلو من تسامح:

- وضع الكسرة أعلى الحرف، رغم موقعها الأصلي أسفل والذي هو محلها مذ وضعت.

- احتجاجه بمنع اضطراب العين في مراعاة ما فوق الحرف وما تحته في آن واحد - يعترض عليه بقول أحدهم: ألا ينطبق ذلك أيضا على كثير من الكلمات التي يجتمع على بعض حروفها ضبطين من أعلى ومن أسفل في آن، نحو (مَجَلة، غِنى، شِفاء) مثلا وغيرها من ما لم يقل أحد باضطراب العين فيه.

- احتجاجه بأن الكسرة قد تتزحزح في المطابع، لا ينطبق إلا على إمكانات الطباعة زمانه، ذلك أنها كانت تنضيدية يصف العامل فيها الحروف المعدنية حرفا حرفا بيده في صندوق، مما يحتاج إلى انتباه وحرص شديدين، وإلا فإصلاح خطأ واحد يكلف الكثير - إن أصلحوه -.

- أما قوله بأن الشدة نابت عن الحرف المدغم – فقد يقبل من الناحية الصرفية، أما من الناحية الصوتية (وهي الأهم هنا)، فالشدة ليست صوتا مستقلا، بل هي علامة على حالة نطقية معينة تنتاب الحرف وتطيل زمنه قليلا عن زمن مثله من غير المشدد. أما علامة الكسرة فهي تدل على صوت ذائب (صامت) يستقل عن سابقه في النطق، فقط هو يتبعه مباشرة.

- التفريق بين الحرف وعلامة الشدة بعلامة الكسرة، رغم أن الشدة - كما بينا - أقرب له من الحركة.

ألا يدل ما بينا على ضعف هذا الوجه، مع تسليمنا بأن الأمر اصطلاح لا مشاحة فيه.

يُذكر أن من مذاهب الضبط، الاستغناء بوضع الشدة فقط أسفل الحرف إذا كان مكسورا، وبعضهم كان يضع العلامتين معا بالأسفل [انظر القلقشندي] وكلاهما وجيه إذا ما قورن بهذا الأخير، بل يحقق الشروط أيضا التي راموا إليها.

وقد كتب الله لاختيار شيخ العروبة أن ينتشر ويستقر العمل به، ولعل ذلك لهمته العالية، ولأنه كان يشرف بنفسه على صنع قوالب الحروف العربية والعلامات الكتابية الجديدة في مطبعة بولاق التي ذاع صيتها في الوطن العربي وقتئذ، ومنها انتشرت علامات الترقيم أيضا. رحم الله الشيخ العالم الأديب المحقق / أحمد زكي باشا.

وللتذكرة: المختار في ضبط أغلب المصاحف اليوم هو المذهب القديم الذي أشرت إليه في المشاركة السابقة، ولم يشأ بعضهم أن يقدم عليه غيره.

هذا، وما قصدت من هذا الموضوع إلا مدارسة لغوية تاريخية مع إخواني.

وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير