تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى الرغم من أن كتب الإملاء المعاصرة تنص على رسم الكلمة بالألف [عبد السلام محمد هارون: قواعد الإملاء]، فإني أدعو إلى حذفها روسم الكلمة هكذا (مئة)، في إفرادها وتثنيتها وجمعها، وفي كونها مفردة أو مركبة، وذلك لثلاثة أسباب:

الأول: أن إثبات الألف في رسم الكلمة شاذ مخالف لقياس رسم الهمزة وقواعدها [ينظر: ابن درستويه: كتاب الكتاب].

الثاني: أنه مذهب قديم أخذ به عدد من كبار علماء العربية، فقد قال المبرد: (فمن ?تبع الكتَاب كتب مائة كما يكتبون، ومَنْ آثر الصواب كتبها بياء واحدة وهمزها) [نقلا عن ابن السراج: كتاب الخط]. وقال أبو حيان: (وكثيرا ما أكتب أنا مئة بغير ألف كما تكتب فئة، لأن كَتْب مائة بالألف خارج عن الأقيسة، فالذي أختاره أن تكتب بالألف دون الياء على وجه تحقيق الهمزة، أو الياء دون الألف على وجه تسهيلها، قال: وحكى صاحب البديع [لعله ابن الأثير مبارك بن محمد ت 606هـ وكتابه: البديع في النحو، ذكر حاجي خليفة: وأكثر أبو حيان النقل منه (كشف الظنون)] أن منهم من يحذف الألف من مائة في الخط) [السيوطي: همع الهوامع].

الثالث: أن كثيراً من جهلة مثقفي زماننا بأمور اللغة العربية وكتابتها يثبتون الألف في نطقهم، ظنّاً منهم أنها من بناء الكلمة وليست زائدة خطّاً، كما يفعلون في كلمة (عمرو) حين يثبتون واوها في النطق، فينطقون الكلمة على زنة كلمة (سَاعَة) وإنما حقها أن تنطق على زنة كملة (فِئَة) وكلمة (رِئَة).

ولذلك أدعو إلى كتابة الكلمة هكذا (مئة) وهو مذهب جرى عليه بعض كتاب زماننا كما نشاهده في الكتب المطبوعة، فالتزمه في كتابتك ولا تكن أسيرَ التقليد في أمر سبقك إليه علماء كبار من سلف هذه الأمة، حتى تنجو وينجو غيرك من الخطأ في نطق هذه الكلمة، وكلامنا هذا لا يتعارض مع قولنا السابق بأن تغيير قواعد الإملاء من شأن المجامع والهيئات، لأن تبني عدد من العلماء لرأي معين مع أخذ عدد من الكتّاب به يساوي ما تقوم به تلك المؤسسات العلمية، بل هو أقوى من ذلك في بعض الحالات. ا. هـ


نقلا عن: غانم الحمد: علم الكتابة العربية، ص 128

ـ[آنسة قواعد]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 02:41 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم، ولكن سؤالي محدد باتصال الأعداد من ثلاثة إلى تسعة بلفظة مئة؛ فقد رأيت من يكتبها ستمائة وآخر يكتبها ست مئة ... وبخاصة عند تأنيث العدد، هل نكتب ستة مئة رجلٍ أم ستمئة. ولكم احترامي

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 04:22 ص]ـ
القطع هو الأصل والأولى، وبعضهم يصلها. وكلاهما صحيح - إن شاء الله -.
قال ابن درستويه (ت 347هـ): " وحق كل كلمة أن تقع مفصولة في الكتابة مما قبلها وما بعدها " [كتاب الكتاب، ص 47]، وقال: " وإذا كان حق الكلمة المؤلفة من حرف واحد أن توصل بغيرها فإن حق الكلمة المؤلفة من حرفين أو أكثر أن تفصل في الكتابة إلا ما عرض له من ذلك أمر يوجب وصله " [ص 50].

وقال القلقشندي: " الأصل فصل الكلمة من الكلمة؛ لأن كل كلمة تدل على معنى غير معنى الكلمة الأخرى، فكما أن المعنيين متميزان فكذلك اللفظ المعبر عنهما يكون متميزا، وكذلك الخط النائب عن اللفظ يكون متميزا بفصله عن غيره " [صبح الأعشى 3/ 212، وانظر: السيوطي: همع الهوامع 2/ 237].

ـ[القادري]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 09:04 ص]ـ
بارك الله فيك على التوضيح

ـ[آنسة قواعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:56 ص]ـ
اللهم علم من علمني بما ينفعه وانفعه بما علمته، لكم جزيل الشكر

ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 06:33 م]ـ
كلام طيب
كتابتها بـ (سبع مئة) مفصولة ومن دون ألف مئة، هي ما يدعو له بعض المحققين اللغوين المعاصرين.
للزنجاني كلام حول فصل سبع مئة ووصلها في كتابه الكافي، لعلي أنقله إليكم إن وجدته.

وفقكم الله.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير